تستعد القمة العالمية لصناعة الطيران 2024، الملتقى الذي ينعقد بإشراف الرؤساء التنفيذيين لسلاسل توريد قطاع الطيران في العالم، لتسليط مزيد من الضوء على النمو المتسارع الذي يشهده قطاع الفضاء.
وتشهد دورة هذا العام حضوراً واسعاً من وكالات الفضاء الدولية المتخصصة ورواد الفكر والابتكار في القطاع في ظل النمو غير المسبوق الذي يشهده قطاع الفضاء. وتقام القمة في منتجع سانت ريجيس جزيرة السعديات في أبوظبي يومي 25 و26 سبتمبر 2024.
من المتوقع أن ترتفع قيمة الاقتصاد الفضائي العالمي من 630 مليار دولار في عام 2023 لتصل إلى 1.8 تريليون دولار بحلول عام 2035، مدفوعة بالتطور الحاصل في مجال التقنيات المعتمدة على الفضاء وازدياد معدلات الوصول والابتكار التجاري، وهو ما يؤكد الدور الحيوي الذي يلعبه القطاع في رسم ملامح قطاعات المستقبل، بدءاً من الاتصالات ووصولاً إلى رصد المناخ، إلى جانب قدرته على إحداث نقلة نوعية في قطاعات تقليدية من خلال التطبيقات القائمة على تقنيات الفضاء.
1.8 تريليون دولار قيمة الاقتصاد الفضائي العالمي 2035
وعلى المستوى الإقليمي، تبرز منطقة الشرق الأوسط بصفتها طرفاً فاعلاً في قطاع الفضاء على مستوى العالم، ومركزاً للابتكار والأنشطة الفضائية، حيث تشير التوقعات إلى تضاعف حجم اقتصاد الفضاء في المنطقة بمقدار ثلاث مرات، ليصل إلى 75 مليار دولار بحلول عام 2032، مدفوعاً بعوامل الاستثمارات الاستراتيجية والتنويع الاقتصادي والتعاون الإقليمي. وتعاون مركز محمد بن راشد للفضاء مؤخراً مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية لإطلاق برنامج تدريبي متقدم لرواد الفضاء في مجال الطب والبحث العلمي، بهدف تزويد رواد الفضاء الإماراتيين بالمهارات المتقدمة لإجراء الأبحاث الطبية القائمة على تقنيات الفضاء، وهو ما يعزز مكانة دولة الإمارات في مجال الابتكار واستكشاف الفضاء.
- تعزيز الشراكات
وبهذا الصدد، قال سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: «يواصل قطاع الفضاء العالمي في التطور والنمو، ما يعزز أهمية التعاون عبر الحدود أكثر من أي وقت مضى، وتعد دولة الإمارات سباقة في تعزيز الشراكات مع الشركات الرائدة والمؤسسات الأكاديمية في جميع أنحاء العالم، ومن خلال هذه المبادرات الاستراتيجية، فإننا نستفيد من الخبرات الجماعية لمواجهة التحديات المعقدة التي تفرضها عمليات استكشاف الفضاء، بدءاً من تطوير البحوث الطبية الفضائية إلى تطوير تقنيات مستدامة للمهام طويلة الأمد. كما نتطلع إلى إجراء مناقشات هادفة خلال فعالية القمة العالمية لصناعة الطيران تسهم في دعم اقتصاد الفضاء العالمي وتساعد في بناء مستقبل واعد لقطاع الفضاء، فضلاً عن توفير فرص جديدة للابتكار والنمو والاكتشاف العلمي».
- تعاون دولي
وتؤكد القمة العالمية لصناعة الطيران، التزامها بتعزيز التعاون الدولي واستكشاف آفاق جديدة في مجال تكنولوجيا الفضاء، حيث تستضيف مجموعة أكبر من ممثلي مؤسسات الفضاء البارزة لتواصل الدورة السابعة النجاح الباهر الذي حققته القمة في السنوات السابقة. وتتضمن المؤسسات المشاركة: مركز محمد بن راشد للفضاء، والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في مملكة البحرين، ووكالة الفضاء المكسيكية، ووكالة الفضاء الفرنسية، ووكالة الفضاء البرتغالية، ووكالة الفضاء الجابونية، ولجنة الاتصالات والفضاء والتكنولوجيا في المملكة العربية السعودية.
وتشمل الجهات الراعية الرئيسية مينو سبيس، وهي إحدى الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تتخذ من بكين مقراً لها وتركز على تصميم وتصنيع الأقمار الصناعية المخصصة لقطاع الصناعات الفضائية الجديدة، فضلاً عن ماكسار، شركة التكنولوجيا الفضائية والاستخبارات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.
- عنصر حاسم
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال ريكاردو كوندي، رئيس وكالة الفضاء البرتغالية: «تسرنا المشاركة في القمة العالمية لصناعة الطيران، لا سيما مع تحول القدرة التنافسية في قطاع الفضاء إلى عنصر حاسم لتعزيز التنمية المستدامة والابتكار التقني. وتثق البرتغال أن تنويع الأطراف المشغلة تمثل استراتيجية فاعلة لتعزيز مستوى التنافسية، وأن دخول أطراف جديدة إلى القطاع يسهم في زيادة مستويات التعاون والابتكار. ونؤكد التزامنا بإنشاء منظومة فضائية شاملة تتخطى العقبات التي يفرضها الموقع الجغرافي لتوفير فرص جديدة. وتعتمد البرتغال موقفاً حيادياً يتيح لها التعاون مع الشركاء الدوليين في مختلف أنحاء العالم، بعيداً عن أي تكتلات جيوسياسية، وهو ما يضمن مزيداً من التنوع وإمكانية الوصول ضمن قطاع الفضاء».
- جلسات وحوارات
ويتضمن جدول أعمال القمة جلسات حافلة بحوارات معمقة تستضيف متحدثين من هذه المؤسسات وغيرها، حيث يتناول الحوار موضوع الشراكات الدولية، ورفع سوية الوعي بالعمل في المجال الفضائي، وعلم الاقتصاد الخاص باستكشاف الفضاء. ويقدم سالم حميد المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، كلمة رئيسية حول «الإنجازات البارزة والمساعي المستقبلية لرسم ملامح طموحات الدولة في مجال الفضاء». كما ستنضم بيلار زامورا أسيفيدو، المدير التنفيذي لوكالة الفضاء الكولومبية (AEC)، إلى حلقة نقاش حول «تمكين الشراكات الدولية في الوصول إلى الفضاء والنمو الاقتصادي».
- متحدثون بارزون
تشمل قائمة المتحدثين البارزين ريكاردو كوندي، رئيس وكالة الفضاء البرتغالية، ولوكا ديل مونتي، رئيس قسم التسويق في وكالة الفضاء الأوروبية، وديلان تايلور، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة فوييجر سبيس، فضلاً عن ديكلان لينش، كبير مسؤولي الإيرادات والمدير العام لشركة برايفتير، وتورستن هوفمان، صانع الأفلام الحائز جوائز ومخرج فيلم فورتيتيود، وهو فيلم وثائقي يتناول حياة العاملين في قطاع الفضاء الناشئ والمخاطر الكامنة فيه والآمال التي يوفرها.
- تحفيز النمو
ومن المتوقع أن تلعب دورة هذا العام من القمة العالمية لصناعة الطيران دوراً في رسم ملامح قطاع الفضاء، وأن تسهم في تعزيز الحوارات والشراكات المهمة لتحفيز النمو في القطاع. وتعزز الفعالية، التي تستضيفها أبوظبي، المكانة الرائدة لدولة الإمارات في قطاع الفضاء، وتوفر منصة فعالة لتبادل الأفكار المبتكرة وتعزيز مستويات التعاون بين الأطراف العالمية الفاعلة في القطاع، وهو ما يمهد الطريق أمام مزيد من الابتكارات في المستقبل.