«إيه بي سي نيوز»
جبل فوجي وجهة شهيرة للسياح والمتنزهين من مختلف أنحاء العالم، ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، أدى العدد المتزايد من الزوار إلى إثارة المخاوف بشأن الإفراط في السياحة وتأثيرها السلبي على البيئة والمجتمعات المحلية.
وفي مواجهة هذه التحديات، قدّمت الحكومة اليابانية سلسلة من التدابير الرامية إلى إدارة أعداد الزوار وحماية الجمال الطبيعي لجبل فوجي، وبدأت هذه الجهود في إظهار نتائج واعدة، مع انخفاض ملحوظ بأعداد الزوار واتباع نهج أكثر استدامة بالتعامل مع السياحة في المنطقة.
وتشير السياحة المفرطة إلى الظاهرة التي تصبح فيها الوجهات الشهيرة مكتظة بالسكان، ما يؤدي إلى تدهور البيئة والضغط على البنية الأساسية المحلية، ولم يكن جبل فوجي، بجماله المذهل وأهميته الثقافية، بمنأى عن هذه القضايا.
وهددت حركة المشاة المفرطة والقمامة والتلوث النظام البيئي الحساس حول جبل فوجي، في حين أدى تدفق الزوار إلى الضغط على الموارد المحدودة المتاحة في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الضوضاء والازدحام الناجم عن الحشود الكبيرة قللا من التجربة الهادئة والروحية التي يسعى إليها الكثيرون عند زيارة الجبل.
وإدراكاً منها للحاجة إلى التحرك، نفذت الحكومة اليابانية مجموعة من التدابير لمعالجة تحديات الإفراط في السياحة في جبل فوجي، وتهدف هذه المبادرات إلى إيجاد التوازن بين تعزيز السياحة والحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي للمنطقة.
وكانت إحدى الاستراتيجيات الرئيسية هي الحد من عدد الزوار اليوميين إلى مناطق معينة حول جبل فوجي، بما في ذلك مسارات المشي لمسافات طويلة الشهيرة وأماكن المشاهدة، ومن خلال تنفيذ أنظمة الحجز وتصاريح الدخول، تمكنت السلطات من التحكم في تدفق السياح ومنع الازدحام في المواقع الحساسة.
بالإضافة إلى ذلك، بذلت جهوداً لتعزيز ممارسات السياحة المستدامة، مثل برامج إدارة النفايات، وخيارات النقل الصديقة للبيئة، والحملات التعليمية لرفع مستوى الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، ولا تساعد هذه المبادرات في حماية البيئة فحسب، بل تعمل أيضاً على تعزيز تجربة الزائر الشاملة في جبل فوجي.
ونتيجة لهذه التدابير الاستباقية، شهد جبل فوجي انخفاضاً في أعداد الزوار في السنوات الأخيرة، والآن أصبح الزوار قادرين على الاستمتاع بتجربة أكثر هدوءاً وأصالة، بعيداً عن الصخب والضوضاء التي كانت تميز موسم الذروة السياحي.