في عام 1992 وقعّ الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، على قانون نشر الوثائق السرية المتصلة باغتيال الرئيس الأمريكي الخامس والثلاثين، جون كينيدي عام 1963، في دالاس بولاية تكساس، وهو في السادسة والأربعين من عمره، حيث كان أصغر الرؤساء الأمريكيين سناً.
بين التوقيع والتنفيذ ثمة مسافة زمنية مستمرة حتى اليوم، رغم أن الرئيس دونالد ترامب رفع السرية عن آلاف المواد ذات الصلة في عام 2018، لكنه في الوقت نفسه أصرّ على استمرار حجب الآف الوثائق الأخرى، بسبب ما وصفت بمخاوف تتعلق بأمن البلاد، فثمة خشية من أن نشر هذه الوثائق السرية «قد يعرّض الأمن الوطني الأمريكي للخطر، إذ إنها تحتوي على معلومات حول آخر عمليات للاستخبارات الأمريكية وإنفاذ القانون».
أي أن الأمر ظلّ في حدود النشر الجزئي فقط، والشيء نفسه فعله الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن الذي أعلن، قبل نحو ثلاثة أعوام، إرجاء كشف ملفات مرتبطة باغتيال جون كينيدي، وقال إن ملفات معينة ستبقى محجوبة بالكامل حتى إشعار آخر، فالوثائق المعنية في حاجة إلى المزيد من التنقيح والتدقيق، وقال بايدن، يومها، إن التأخير «ضروري للحماية من الضرر الذي قد يترتب على الدفاع العسكري، أو العمليات الاستخباراتية، أو إنفاذ القانون، أو تسيير العلاقات الخارجية»، وإنه «يفوق المصلحة العامة في الكشف الفوري» عن الوثائق.
ورغم أن تقريراً صدر عن فريق تحقيق في اغتيال كندي، إلا أنه لم يقل كامل الحقيقة، وظلت هناك زوايا مجهولة، أو غامضة في عملية الاغتيال، حيث إن التقرير قال إن جندياً سابقاً في البحرية الأمريكية تصرف بشكل منفرد عندما أطلق النار على موكب كينيدي، وهو أمر لم يؤخذ على محمل الجد، وسط اعتقاد بأن كينيدي كان ضحية مؤامرة، لا يستبعد أن أوساطاً في الدولة العميقة متورطة فيها.
أخذنا إلى حكاية اغتيال كينيدي، وما أحاط ويحيط بها من ألغاز، خبر عن عرض لبيع الملابس الداخلية التي كان يرتديها لحظة اغتياله، والمبلغ الذي بيعت به تلك الملابس الملطخة بالدماء بلغ مليون دولار، على موقع «إي باي» (eBay) الشهير. وكانت هذه الملابس آخر ما ارتداه كينيدي تحت ملابسه في لحظة اغتياله، ولا تزال تحمل آثار الدماء نتيجة الحادثة، وذكر البائع أنه حصل على هذه الملابس قبل أكثر من 20 عاماً، وقام بتخزينها في خزانة آمنة لمدة تقارب العقدين قبل أن يعرضها للبيع.
لم تعد أمور مثل هذه في الدول الغربية عامة، وفي الولايات المتحدة خاصة، باعثة على الاستغراب، ففي الوقت الذي ما زالت فيه الحقيقة مغيبة تجاه مقال كينيدي، لم تكن عندهم غضاضة في عرض ملابسه لحظة قتله للبيع.
[email protected]
https://tinyurl.com/bddeee3j