أربعون عاماً مرت على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية الصديقة، وسيتم الاحتفاء بهذه الذكرى خلال العام الجاري، حيث تأسست العلاقات الرسمية بين البلدين في 1984، وأثمرت خلال هذه العقود الأربعة توقيع شراكة استراتيجية شاملة، أسهمت وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة والرخاء لشعبي البلدين.
تطورت هذه العلاقات على مستويات متعددة بين البلدين، الأمر الذي جعل البلدين شريكين استراتيجيين في العديد من المجالات، وتعتبر نموذجاً حياً للتعاون المثمر بين الدول على كافة المستويات، من خلال الشراكات والتفاهمات المتبادلة، وتمكنت الإمارات والصين من بناء علاقات قوية عززت الاستقرار الإقليمي والدولي والتنمية المستدامة في كلا البلدين.
هذا المستوى في العلاقات المتميزة بين البلدين جسده استقبال صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لرئيس مجلس الدولة في الصين لي تشيانغ، حيث تم بحث مختلف أوجه التعاون، لتعزيزها وتوسيع آفاقها، في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع البلدين، وهو ما أكده صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، بقوله: الإمارات حريصة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين، وحريصة على أن تكون شريكاً استراتيجياً في مبادرة «الحزام والطريق».
الرقم الذي ذكره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حول التبادل التجاري غير النفطي السنوي، والذي تجاوز 296 مليار درهم سنوياً، يعد رقماً كبيراً في هذا المجال الذي تراهن عليه دولة الإمارات لتقليل الاعتماد على المدخول المالي من النفط، وهو ما يؤكد مستوى التعاون الكبير بين البلدين، حيث قال سموه: الصين الشريك التجاري الأكبر في العالم لدولة الإمارات، ونعلم أن العلاقات المستقبلية القوية مع الصين تتضمن مستقبلاً أفضل للجميع.
التفاهم المتبادل والاحترام لسيادة الدول واتفاق وجهات نظر البلدين في مختلف القضايا الإقليمية والدولية تظهر المستوى المتقدم لعلاقات البلدين، دعماً للاستقرار الإقليمي والسلام العالمي، كما يشكل الاقتصاد ركيزة أساسية للتعاون الثنائي، وهناك حرص على مواصلة تنميته، لذا فان إسهام الدولة الكبير في مبادرة «الحزام والطريق»، يتجلى من خلال إمارة دبي التي تعد مركزاً لوجستياً رئيسياً يربط بين الأسواق العالمية.
تفاهمات قيادتي البلدين متواصلة وناجحة وعلى جميع المستويات، وهو يعطي الشعبين أملاً كبيراً بمستقبل واعد ستعود فوائده على الجميع، وعلى دول الجوار خاصة مع تفعيل «الحزام والطريق».
[email protected]
https://tinyurl.com/yvv5v8ke