«الإندبندنت»
في سعيهم إلى إيجاد حلول مستدامة لمكافحة تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي، لجأ العلماء إلى قوة الميكروبات، فهذه الكائنات الحية الدقيقة، التي تتغذى على مصادر الطاقة المتجددة، قادرة على تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مغذيات أساسية مثل البروتينات والفيتامينات.
وتلعب الميكروبات دوراً حاسماً في العديد من العمليات الطبيعية، بدءاً من دورة المغذيات وحتى تحلل النفايات، وعبر الاستفادة من القدرات الأيضية لبعض الميكروبات، تمكن الباحثون من اكتشاف طريقة رائدة لمعالجة تحديين عالميين ملحين في وقت واحد.
إن جوهر هذا النهج المبتكر هو استخدام مصادر الطاقة المتجددة لتشغيل عملية التحويل الميكروبي، وبالاستفادة من مصادر الطاقة المستدامة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، ويمكن للعلماء توفير الطاقة اللازمة للميكروبات لتحويل ثاني أكسيد الكربون بكفاءة إلى مغذيات قيمة.
من خلال سلسلة التفاعلات الكيميائية الحيوية، تستطيع الميكروبات استقلاب ثاني أكسيد الكربون وغيره من المركبات البسيطة لإنتاج جزيئات معقدة مثل البروتينات والفيتامينات. وتقدم هذه العملية، المعروفة باسم التقاط الكربون الميكروبي واستخدامه، بديلاً مستداماً للطرق التقليدية لإنتاج المغذيات.
الفوائد المحتملة لتقنية CCU الميكروبية هائلة. فمن خلال تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى بروتينات وفيتامينات، يمكن لهذه التقنية أن تساعد في تقليل انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي مع إنتاج مغذيات قيمة في نفس الوقت لتطبيقات مختلفة، بما في ذلك إنتاج الغذاء وأعلاف الحيوانات.
ومع استمرار تقدم الأبحاث في مجال الميكروبات التي تتغذى على الميكروبات، فإن إمكانيات هذه التكنولوجيا لا حصر لها، فمن إنتاج الغذاء المستدام إلى عزل الكربون، فإن دمج الميكروبات التي تعمل بالطاقة المتجددة يحمل وعداً بمستقبل أكثر استدامة.