التوحد هو اضطراب نمائي عصبي يؤثر في كيفية تفكير الفرد وتفاعله مع الآخرين وفهمه للعالم من حوله، ويظهر هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة المبكرة ويستمر مدى الحياة، وهو يختلف من شخصٍ لآخر في شدته وأعراضه.
فبالرغم من أن السبب الدقيق له غير معروف فإنّ هناك عوامل جينية وبيئية تلعب دوراً في تطور الاضطراب بحيث لا يوجد علاج له حتى الآن، ولكن يمكن أن تساعد التدخلات المُبكرة والعلاج المناسب في تحسين جودة حياة الأفراد المصابين به وتطوير قدراتهم، فعدد الأطفال والأشخاص الذين يعانونه آخذ في الارتفاع على مستوى العالم، حيث يعدّ من ضمن أكثر الاضطرابات النمائية وجوداً، وهو أكثر انتشاراً بين الذّكور من الإناث.
فهو يتمثل في خلل في مجال التواصل والتفاعل الاجتماعي، بالإضافة إلى وجود سلوكيات نمطية متكررة ومشكلات حسيّة تظهر في صورة رُدود أفعال غير مُناسبة، وقد تظهر هذه الأعراض بداية من ستة أشهر، وتتكامل بعمر الثالثة، وتشتد بعمر الخامسة بأعراض واضحة.
وتعدّ دولتنا سبّاقة في دعم من يعانون هذا الاضطراب، حيث أصدرت العديد من القوانين والسياسات المتعلقة بدعم الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد وأسرهم، فضلاً عن ضمان حمايتهم والحصول على حقوقهم في المجتمع، فتمّ تقديم برامج وأنشطة لمهارات الحياة اليومية لهم مثل الرعاية الذاتية والنظافة وإعداد الوجبات والأعمال المنزلية، لتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم، ليصبحوا أفراداً فاعلين في مجتمعهم.
وتلعب التكنولوجيا الحديثة دوراً محورياً في دعم أصحاب هذه الفئة، لا سيما مع زيادة الابتكارات، حيث يشمل ذلك التعلم بمساعدة الحاسوب وبرامج الواقع الافتراضي وتطبيقات الهواتف المحمولة المُصممة لاستهداف مهارات مُعينة مثل مهارات التواصل الاجتماعي، والتعرف إلى مشاعر الآخرين.
فيجب عمل الدراسات المسحية والكشف عن الحالات المتعددة، للإفادة منها في البحوث وتعزيز الذكاء الاصطناعي في تعليم الأطفال أصحاب التوحد كوسيلة للتّشخيص والتعلم. وتكثيف برامج التوعية للأفراد في المجتمع بكل أطيافه، والتعريف بالإشارات التحذيرية لحديثي الولادة، لتعريفهم بالأعراض المبكرة لطيف التوحد، وضرورة العمل على حمايتهم وتوجيه الطلبة إلى كيفية التعامل مع هذه الفئة، والسعي لتفعيل الهيئات التعليمية للعناية بالعمل على دمجهم مع زملائهم في المدارس، وتوفير كوادر داعمة للدمج التعليمي للطلبة من أصحاب التوحد، وتشجيع البرامج التعليمية بين مُختلف التخصصات للعمل مع هذه الفئة، حيث تقوم مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بدور كبير، فقامت بإصدار أول مجلة علمية محكمة ومتخصصة في فئة التوحد، وتراعي المجلة المعايير العالمية المُتبعه. وسنبقى دائماً داعمين لكل ما يفيد هذه الفئة، ليحصلوا على حقهم في حياة ذات جودة عالية.
https://tinyurl.com/yepubhvw