عند النظر إلى العلاقة بين الآباء والمعلمين وإدارات المدارس، نجد أنها تلعب دوراً حاسماً في تعزيز بيئة تعليمية صحية، ومع ذلك، تؤدي بعض السلوكيات السلبية من قبل بعض أولياء الأمور إلى خلق توترات تنعكس سلباً على التجربة التعليمية، وتتسبب في آثار طويلة الأمد على الأبناء.
استوقفني موقف غريب لولي أمر، ذهب ليأخذ أبناءه من إحدى المدارس الخاصة، ولكنه لم يراعِ البروتوكولات والإجراءات التي يجب أن يتبعها ليذهب مع أبنائه في أمان وسلام؛ إذ إنه لا يحقّ للأب أن يجوب الفصول الدراسية، ويحمل أبناءه من دون موافقة «خطية» بعد التأكد من هويته.
والأمر الذي نرفضه جميعاً، هذا الذي يكمن في الحديث غير اللائق، والاعتداء اللفظي من ولي الأمر على المعلمين والمشرفين والإدارة المدرسية، لمجرد محاولتهم التعرف إلى «صفته»، ومطالبته باتباع اللوائح والضوابط والإجراءات التي تعمل بها المدرسة.
وهناك سلوكيات لبعض الآباء تتعارض مع الديناميكية التعليمية، نراها في انتقادهم للمعلمين بشكل علني، أو نشر شائعات عن المدرسة على وسائل التواصل الاجتماعي، فجميعها تصرفات لا تليق بأولياء الأمور، لاسيما أنها لا تؤدي إلى فقدان الثقة بين الآباء والمدرسة فحسب، بل تخلق بيئة سلبية تؤثر في سلوك الطلاب وموقفهم تجاه التعليم أيضاً.
وقد يعمد البعض إلى التدخل بشكل غير مناسب في القرارات التعليمية، في محاولة لفرض رغباتهم الشخصية على المناهج الدراسية أو أساليب التدريس، متناسين احترام الخبرات والمعرفة المهنية للمعلمين، ما يأخذنا إلى حواجز تمنع تحقيق الأهداف المنشودة للتعليم.
أحد أبرز التجاوزات التي رصدناها في الميدان، تلك التي تتعلق بتهميش بعض الآباء لدور المعلمين؛ إذ ينظر ولي الأمر إلى المعلم كمجرد موظف، متجاهلاً الجهد الكبير الذي يبذله لإيصال المعرفة بشكل فعّال إلى الأبناء، وهنا نحن مهددون بتدهور العلاقة بين الآباء والمعلمين.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل أولياء الأمور على دراية بالسقف المسموح لهم بالتدخل في الشؤون التعليمية؟ وهل لديهم الإدراك الكافي الذي يمكّنهم من فهم اللوائح الداخلية لمدارس أبنائهم؟ وإلى أي مدى تستطيع الجهات المعنية الحدّ من تجاوزات أولياء الأمور المرفوضة في الميدان؟
وُجدت الإجراءات واللوائح الداخلية في المدارس «حكومية أو خاصة»، وفق نظام تربوي حقيقي، يحدّ من العشوائية والفوضوية، ويحقّق الالتزام والحوار البنّاء والسكينة والأمان للجميع، ولنتخذ من التحذيرات دروساً نتعلم منها، ونسعى جميعاً لبناء جسور من التعاون بين الآباء وأطراف العملية التعليمية كافة، لخلق بيئة تعليمية إيجابية ومثمرة.
https://tinyurl.com/2vwasd7y