القاهرة: «الخليج»
تترقب شباك الصيد المنتشرة على طول ساحل مدينة العريش المصرية، طيور السمان والشرشير الصيفي، في تلك الفترة من كل عام، التي تتزامن مع بدء موسم صيد الطيور المهاجرة على السواحل المصرية الشمالية، الذي يستمر حتى منتصف أكتوبر المقبل، في نشاط يعتبر تراث السواحل في مصر المتواصل حتى الآن.
تنتشر شباك الصيادين على سواحل العريش، وغيرها من القرى البدوية المطلة على ساحل المتوسط، مع بداية ظهور أسراب الطيور المهاجرة، التي تصل تباعاً إلى عدد من النقاط في مصر، قادمة من صقيع أوروبا، باتجاه الدفء، إذ تعد المناطق الساحلية المصرية، واحدة من أهم خطوط الهجرة الطبيعية للطيور العابرة للبحر المتوسط.
تتناثر «عرائش الصيادين»، الأكواخ المبنية من البوص، على طول الساحل الشمالي الشرقي لمصر، وحول بحيرة البردويل، التي تعد أول نقاط الراحة للطيور المهاجرة، بعد عبورها المتوسط، قبل أن تعلق في مئات من الشباك المعلقة على أعمدة خشبية بسيطة، ومنها إلى أيادي الصيادين، وعلى رأسها طائر السمان المعروف بمذاقه الشهي، والذي لا تكاد تخلو منه مائدة في شمال سيناء، خلال تلك الفترة من كل عام، إلى جانب الأنواع الأخرى من الطيور بأسمائها المحلية، مثل الأشيهب، وأم الدبان، وأبو الوي وغيرها من أنواع الطيور، التي تعد من أشهى الوجبات الشعبية في مصر.
يتّبع صيادو السمان في السواحل الشمالية المصرية، الطرق التقليدية التي كانت متبعة في الأزمنة الغابرة لصيد الطيور المهاجرة، وهي الطرق التي توارثوها عن الآباء والأجداد على مر الأجيال، والتي تبدأ دائماً ببناء «العريشة» المصنوعة من جريد النخيل، قبل بدء موسم الصيد، لتكون مقراً لإقامتهم خلال فترة انتظار الطيور المهاجرة، وغالباً ما تكون العريشة مجهزة بكل ما يحتاجه الصياد طوال فترة الصيد التي قد تستمر لمدة ثلاثة أسابيع كل عام، وتقول محافظة شمال سيناء إن موسم هذا العام يبشر بالخير.
يعبر نحو ثلاثمئة نوع من الطيور المهاجرة الأجواء المصرية هذا الموسم، ومن بينها مختلف أنواع الفصائل المعروفة، مثل البجع والبشاروش والبلشون، وطائر اللقلق، إلى جانب بعض الأنواع من الصقور النادرة، وطيور السمان والشرشير الصيفي،
وأفادت محافظة شمال سيناء بأن موسم الصيد هذا العام، ربما يستمر حتى نهايات نوفمبر المقبل، لكنها اشترطت ضرورة الحصول على الترخيص اللازم للصيد، الذي يحدد في الوقت نفسه المسافة المسموح بها لصيد السمان على الساحل، وحجم الشباك المستخدمة، إلى جانب المناطق التي يحظر بها الصيد، حفاظاً على الطيور المهاجرة.
يلتزم طالب الترخيص بصيد السمان فقط، ويتعهد بإطلاق سراح الطيور الأخرى التي قد تقع في شباكه، مثل المرعة والجوارح والطيور المغردة، بل وتسليم الطيور المريضة إلى أقرب محمية لرعايتها، كما تمنع السلطات المصرية استخدام الأجهزة فوق الصوتية في عمليات الصيد، وتقصر أدوات الصيد على الشباك والعشوش، إلى جانب الأدوات التقليدية الأخرى مثل الطراحة والرماكة، وبنادق ضغط الهواء لطائر السمان، والبنادق الخرطوشية لطائر الشرشير الصيفي.