عادي

جيمس كينيدي.. إعلامي وصانع أمجاد «كوكس»

23:17 مساء
قراءة 3 دقائق
إعداد: أحمد البشير

يعد جيمس كوكس كينيدي، من أبرز الشخصيات في عالم الإعلام الأمريكي. وُلد عام 1947 في مدينة هونولولو بولاية هاواي، وهو حفيد جيمس ميديسون كوكس، مؤسس شركة «كوكس إنتربرايزس»، وهي واحدة من أكبر التكتلات الإعلامية في الولايات المتحدة. وقاد كينيدي شركة العائلة نحو نجاحات ضخمة، وأسهم بشكل كبير في توسيع أعمالها، لتشمل مجالات متعددة تتجاوز الإعلام.

نشأ كينيدي في أسرة ذات تاريخ طويل في الأعمال والإعلام. كان والده، جيمس كوكس الأب، مسؤولاً بارزاً في شركة «كوكس إنتربرايزس»، ما غرس في جيمس الصغير شغفاً مبكراً نحو الأعمال. حصل كينيدي على شهادة في الإدارة من جامعة دينيسون بولاية أوهايو عام 1970. وبعد ذلك، أكمل دراسته في جامعة إيموري، حيث حصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال عام 1972.

في العام نفسه، انضم كينيدي إلى شركة العائلة، «كوكس إنتربرايزس»، حيث بدأ مشواره في قسم السيارات بالشركة. ومنذ تلك اللحظة، بدأ في تحقيق إنجازات متتالية داخل الشركة، وسرعان ما ارتقى في المناصب القيادية. وبفضل رؤيته الاستراتيجية وقدرته على التكيف مع التغييرات السريعة في السوق، لعب دوراً حاسماً في توسيع نشاط الشركة.

في عام 1988، أصبح كينيدي الرئيس التنفيذي للشركة. تحت قيادته، توسعت بشكل كبير لتشمل قطاعات متعددة؛ مثل الإعلام الرقمي، والاتصالات، والإعلان عبر الإنترنت، والأنشطة الخيرية. بدأ كينيدي بتركيز استثمارات الشركة في مجالات جديدة من التكنولوجيا والاتصالات الرقمية، ما ساعد الشركة على الحفاظ على مكانتها كمجموعة إعلامية عالمية.

  • الصحف ومحطات التلفزيون

ومن أبرز الشركات التابعة لمجموعة «كوكس إنتربرايزس»، هي «كوكس ميديا جروب»، التي تشمل العديد من الصحف ومحطات التلفزيون والإذاعة، والتي تمكّنت تحت قيادة كينيدي من الحفاظ على قوتها في السوق، رغم التحديات الكبيرة التي تواجه صناعة الإعلام التقليدي، خاصة مع صعود الإعلام الرقمي وتغير سلوكيات المستهلكين. كان كينيدي رائداً في دفع الشركة نحو التحول الرقمي؛ إذ أدرك في وقت مبكر أن التكنولوجيا ستغير وجه الإعلام، وبدأ باستثمار كبير في البنية التحتية الرقمية وتطوير الأعمال عبر الإنترنت. قاد استحواذات استراتيجية في شركات ناشئة في التكنولوجيا والإعلانات الرقمية، ما مكن الشركة من البقاء على طليعة الابتكار والقدرة على المنافسة في السوق الحديثة.

إلى جانب نجاحه المهني، يعد كينيدي من المدافعين البارزين عن حماية البيئة، حيث أسس «صندوق جيمس كينيدي للحفاظ على البيئة»، وهو منظمة غير ربحية تعمل على حماية الموارد الطبيعية وتعزيز الاستدامة البيئية. كما تبرّع بملايين الدولارات لدعم المشاريع البيئية والتعليمية والصحية.

إضافة إلى ذلك، يُعرف كينيدي بكرمه ودعمه للمؤسسات التعليمية؛ إذ قدّم تبرعات كبيرة لجامعتي دينيسون وإيموري، حيث حصل على تعليمه الأكاديمي. وأسهمت هذه التبرعات في تعزيز البحث الأكاديمي وتطوير البرامج التعليمية المتميزة.

وبفضل قيادته الحكيمة واستراتيجياته الطموحة، تحولت «كوكس إنتربرايزس» إلى واحدة من أنجح الشركات العائلية في العالم. وتجاوزت ثروته الشخصية عدة مليارات من الدولارات، ما جعله واحداً من أغنى رجال الأعمال في الولايات المتحدة. ولكن إرث كينيدي لا يقتصر فقط على الثروة المالية، بل يتمثل أيضاً في قدرته على قيادة الشركة بنجاح، عبر أجيال متعاقبة من التغييرات الاقتصادية والتكنولوجية.

يعد كينيدي نموذجاً يحتذى به في عالم الأعمال؛ حيث يجمع بين الرؤية التجارية الواسعة، والمسؤولية الاجتماعية، والالتزام بالحفاظ على البيئة. تمكن من قيادة شركة العائلة نحو آفاق جديدة من النجاح، وأثبت أن التكيف مع التغيرات هو مفتاح البقاء والازدهار في السوق الحديثة، كما يعد رمزاً للإصرار والتفاني في العمل، مع تركيزه الدائم على الابتكار والاستدامة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4enz74ft

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"