د. رامي كمال النسور*
أعلنت شركة «فولفو» في مارس 2021 أنها تخطط للتوقف عن إنتاج السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي (بما في ذلك السيارات الهجينة) بحلول عام 2030. ويتماشى هذا القرار مع الهدف الأوسع لشركة «فولفو» المتمثل في أن تصبح شركة سيارات كهربائية بالكامل بحلول ذلك العام، كجزء من التزامها بالاستدامة والحد من انبعاثات الكربون. بدءاً من عام 2030، تهدف فولفو إلى بيع المركبات الكهربائية بالكامل فقط. مؤخراً تراجعت الشركة عن ذلك الهدف وعادت إلى إنتاج السيارات التي تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي.
لماذا ترى «فولفو» الحاجة إلى كل من المحركات الكهربائية ومحركات الاحتراق الداخلي؟
في السنوات الأخيرة، شهدت صناعة السيارات تحولاً سريعاً نحو المركبات الكهربائية مع تزايد قوة الدفع نحو الاستدامة والوعي البيئي. ومع ذلك، بدأت بعض الشركات في إعادة النظر في فكرة إنتاج السيارات التي تعمل بالوقود إلى جانب عروضها الكهربائية. ومن الأمثلة البارزة على ذلك شركة «فولفو»، وهي شركة معروفة بالتزامها بالابتكار والسلامة.
تصدرت «فولفو» عناوين الأخبار عندما أعلنت عن قرارها بإعادة تقديم السيارات التي تعمل بالوقود إلى مجموعتها. وتساءل الكثيرون عن هذه الخطوة، بالنظر إلى مكانة «فولفو» الراسخة كرائدة في مجال الكهربة. إذن، لماذا تكسر فولفو هذا الاتجاه وتعود إلى إنتاج مركبات بمحركات الاحتراق الداخلي؟
أحد الأسباب وراء قرار «فولفو» هو الاعتراف بالقيود الحالية للسيارات الكهربائية. في حين يُنظر إلى السيارات الكهربائية على أنها مستقبل التنقل، لا تزال هناك تحديات تحتاج إلى معالجة، مثل قلق المدى والبنية التحتية للشحن واستدامة الإنتاج. من خلال تقديم مزيج من السيارات الكهربائية والسيارات التي تعمل بالوقود، تهدف فولفو إلى تلبية احتياجات مجموعة أوسع من العملاء الذين قد لا يكونون مستعدين للتحول الكامل إلى المركبات الكهربائية حتى الآن.
وهناك عامل آخر يؤثر في تحول فولفو مرة أخرى إلى المركبات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي وهو طلب العملاء. وعلى الرغم من الشعبية المتزايدة للسيارات الكهربائية، لا يزال هناك جزء كبير من السوق يفضل السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود. ويمكن أن يُعزى هذا التفضيل إلى عوامل مثل الألفة ودعم البنية التحتية والمخاوف بشأن قيود المركبات الكهربائية. وعلاوة على ذلك، تعترف «فولفو» بأن تكنولوجيا محرك الاحتراق الداخلي قطعت شوطًا طويلاً من حيث الكفاءة والحد من الانبعاثات. ومع التقدم في تكنولوجيا المحرك واستخدام الوقود البديل، يمكن للسيارات التي تعمل بالوقود الآن أن تكون أكثر ملاءمة للبيئة من أي وقت مضى. ويتماشى هذا مع التزام «فولفو» بالاستدامة والحد من بصمتها الكربونية.
إضافة إلى ذلك، يمكن أيضاً اعتبار قرار فولفو بإنتاج سيارات تعمل بالوقود خطوة استراتيجية نحو استمرارية الأعمال والاستقرار المالي. ومن خلال تنويع عروض منتجاتها، يمكن لفولفو التعامل مع تقلبات السوق وتغيير تفضيلات المستهلكين بشكل أكثر فعالية.
وفي الختام، فإن عودة فولفو إلى إنتاج السيارات التي تعمل بالوقود هو قرار استراتيجي ومدروس مدفوع بمجموعة من العوامل، بما في ذلك طلب العملاء والتقدم التكنولوجي واعتبارات العمل. من خلال تقديم المركبات الكهربائية والمركبات ذات محرك الاحتراق الداخلي، تهدف فولفو إلى إنشاء مجموعة منتجات متنوعة وشاملة تلبي احتياجات مجموعة واسعة من العملاء مع البقاء وفية لقيمها المتمثلة في الابتكار والسلامة والاستدامة. وأزعم بأن كثيراً من الشركات ستحذو حذوها مثل فورد التي أوقفت إنتاج F150 الكهربائي.
* مستشار الأسواق المالية والاستدامة