تجدّدت المعارك العنيفة، أمس السبت، في الفاشر في جنوب غرب السودان حيث تشن قوات الدعم السريع «هجوماً» دانته واشنطن، وفق ما أفاد شهود وكالة الصحافة الفرنسية، فيما وصفت مسؤولة أممية عائدة من زيارة للسودان الجمعة معاناة نساء وفتيات نزحن هرباً من الحرب، مندّدة بتجريدهن «من كل ضرورياتهن الأساسية» ومواجهتهن نقصاً حاداً في الأغذية والمياه والأمان.
وأفاد شهود، أمس السبت بوقوع «عدة غارات لطيران الجيش على مناطق شرق وجنوب الفاشر» وب«سماع أصوات المضادات الأرضية».
وأعرب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو عن «قلق بالغ إزاء الهجمات الجديدة لقوات الدعم السريع»، داعياً إياها إلى «وقف هجومها» وذلك في منشور، أمس السبت على منصة «إكس». وتعذّر على الفور تحديد حصيلة الضحايا.
وقال إبراهيم إسحق الذي فر من الفاشر، أمس الأول الجمعة ووصل الى بلدة طويلة الواقعة إن «الأحياء أصبحت خالية تماماً ولا تسمع سوى أصوات الانفجارات والقذائف».
واستناداً بشكل خاص إلى صور للأقمار الاصطناعية أتاحت رصد آثار القصف الجوي ونيران المدفعية، أفاد مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل في الولايات المتحدة بوقوع «معارك واسعة النطاق وغير مسبوقة بين الجيش وقوات الدعم السريع».
وحذر المختبر الجامعي في بيان، أمس الأول الجمعة من أنه «بغض النظر عمّا ستؤول إليه معركة الفاشر، فمن المرجّح أن تحوّل شدة المعارك الحالية إلى ركام ما تبقى» من المدينة.
في الخرطوم، أفاد شهود، أمس السبت بسماع دوي «انفجارات قوية حول منطقة سلاح المدرعات جنوب العاصمة» وب«تصاعد كثيف للدخان وتحليق للطيران العسكري وسماع أصوات قصف في وسط الخرطوم».
الى ذلك، قالت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية ليلى بكر نعلم جميعاً أن الحرب بشعة، لكن الوضع في السودان من أبشع الأوضاع التي شهدتها في مسيرتي المهنية.
وأضافت «تخيلوا الآلاف من النساء مكتظات في ملجأ حيث ليس لديهن مياه نظيفة، ولا نظافة، ولا طعام كافٍ لوجبتهن التالية، ولا رعاية طبية لهؤلاء النساء النازحات».
وقالت بكر «إن النزاع يضرب بقوة قلب السودان»، مندّدة بنقص في تمويل جهود الدعم الإنساني.
ومن الأردن، أطلعت بكر الصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك عبر الفيديو على ما شهدته خلال زيارتها إلى السودان.
وروت المسؤولة الأممية مجريات لقائها امرأة تبلغ 20 عاماً في مركز إيواء مكتظ في بورتسودان.
وتابعت بكر بصوت متهدّج إن الشابة النازحة زينب «تعرضت للاغتصاب أثناء فرارها من منزلها في الخرطوم، حيث فقدت كل شيء. كانت هي المعيلة الوحيدة لأسرتها، وهذه امرأة تبلغ من العمر 20 عاماً وكان ينبغي أن تكون في أوج نشاطها وحياتها»، وفق الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة بالعربية.
ودعت بكر إلى تعزيز جهود الدعم، لافتة إلى أنها شاهدت «حاضنات أطفال تغصّ» بالرضع، أحياناً برضيعين أو ثلاثة معاً، وغرف عمليات تفتقر لأبسط وسائل مكافحة العدوى ومخزون محدود للأدوية.
وقالت إنها من خلال لقاءاتها مع النساء في السودان وما استمعت إليه منهن مباشرة «فإن ما يرغبن فيه أكثر من أي شيء آخر، أكثر من الماء، وأكثر من الطعام، هو الحماية الفورية من الحرب المستعرة».(أ ف ب)
عادي
مسؤولة أممية: النازحات السودانيات في حاجة ماسة إلى حماية فورية
معارك في الفاشر بعد هجوم لـ «الدعم السريع».. وواشنطن تدين
15 سبتمبر 2024
00:28 صباحا
قراءة
دقيقتين
https://tinyurl.com/u4c99f52