عادي

إسرائيل على صفيح ساخن.. هل يطيح نتنياهو غالانت من أجل ساعر؟

21:51 مساء
قراءة 4 دقائق
إسرائيل على صفيح ساخن.. هل يطيح نتنياهو غالانت من أجل ساغر؟

إعداد: محمد كمال
كان مجرد الحديث عن تفكير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إقالة وزير دفاعه يوآف غالانت، كفيلاً بإثارة القلق المتفاقم في إسرائيل، كنتيجة مباشرة لما رددته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مفاوضات تجري مع شخصية معارضة ليتولى الوزارة، كاشفة في الوقت ذاته عن الأسباب التي شكّلت هذه الأزمة في إسرائيل.
وبينما قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن نتنياهو يستعد لإقالة غالانت وسط ضغوط من شركاء رئيس الوزراء في الائتلاف اليميني المتطرف، ورغم ذلك كشفت صحيفة هآرتس عن مفاوضات تجري بالفعل مع عضو الكينيست اليميني المعارض جدعون ساعر لينضم إلى الحكومة، وهو ما نفاه نتنياهو لكنه لم ينفي تفكيره في إقالة غالانت. بينما أكد المرشح المحتمل أنه لا يوجد جديد حول هذا الأمر.
وفي الوقت الذي أرجعت تقارير التفكير في إقالة غالانت إلى عدة أسباب، ومن بينها أنه يعارض عملية واسعة النطاق ضد حزب الله في لبنان، فقد خرج غالانت في وقت لاحق ليؤكد أن العملية العسكرية ضد حزب الله باتت ضرورية، ما دفع تقارير إسرائيلية للقول غن معارضته المفترضة ما هي إلا مجرد ذريعة لنتنياهو لإقالته.
السبب الحقيقي 
وتشير وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أن السبب الحقيقي وراء دراسة إقالة غالانت يرجع إلى ضغوط اليمين المتطرف بسبب اعتراضه على تشريع يعفي طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية.
وفي الأيام الأخيرة، وزع مكتب نتنياهو رسائل تشير إلى أنه يحث القوات الإسرائيلية على شن هجوم واسع النطاق في الشمال، ضد حزب الله اللبناني، لكن وزير الدفاع يعارض ذلك. فيما قالت المصادر إن هذه كانت وسيلة نتنياهو لتمهيد الطريق لإقالة غالانت، ثم فاضت التقارير عن من سيتولى الوزارة خلفاً له.
وتؤكد مصادر لصحيفة هآرتس أن نتنياهو وساعر أجريا مناقشات مستمرة حول احتمال دخوله إلى الحكومة، مع إحراز تقدم في الآونة الأخيرة. وكشفت مصادر في حزب الليكود أن المفاوضات جرت بعد أن سحبت سارة زوجة نتنياهو، اعتراضها على تعيين ساعر وزيراً للدفاع.
وينقل التقرير عن وزير كبير في حزب الليكود، أن نتنياهو قرر إقالة غالانت، لأنه «لا يؤيده» بشأن قانون إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية. ويعتقد مسؤولون كبار في الليكود أن القرار الذي يدرسه نتنياهو منذ بعض الوقت، كان مدفوعاً بضغط حزب «يهدوت هتوراة» من أجل تشريع يعفي بعض طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية.
وبحسب الوزير، فإن «نتنياهو يخشى أن تقوم الأحزاب اليمينية المتطرفة بتفكيك الحكومة، في الوقت الذي تعتبر غالانت هو العائق أمام مشروع قانون الإعفاء».
صدمة عائلات الرهائن 
أما عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، فقد قالت مجموعة تمثلهم إن «تعيين جدعون ساعر سيشكل اعترافاً واضحاً لا لبس فيه من رئيس الوزراء بأنه قرر التخلي عن الرهائن».
وتقول المجموعة إن ساعر صرّح علناً ​​في وقت سابق، أنه يعترض على «صفقة الرهائن»، واصفاً إياها ب«الاستسلام». ومن ثم فإن تعيينه سيمثل «حكماً بالإعدام على الرهائن والتخلي التام عن المحتجزين».
ساعر أشد منتقدي نتنياهو 
ويتناقض دخول ساعر المحتمل إلى حكومة نتنياهو بشكل صارخ مع التعليقات التي أدلى بها في عام 2020 عندما استقال من حزب الليكود. وقال في خطاب استقالته إن «الليكود أصبح أداة للمصالح الشخصية لزعيمه، بما في ذلك تلك المتعلقة بمحاكمته الجنائية»، مضيفاً أن «نتنياهو لا يستطيع، ولن يتمكن من منح إسرائيل الوحدة والاستقرار»، داعياً إلى ضرورة استبداله.
كما دان ساعر، 58 عاماً، بشدة محاولة نتنياهو إقالة غالانت في مارس 2023، ووصفها بأنها «عمل جنوني، يشير إلى الافتقار التام للحكم». وقال ساعر في ذلك الوقت: «لا توجد سابقة في تاريخ إسرائيل لإقالة وزير دفاع بسبب تحذيره، كما يتطلب منصبه، من خطر أمني». وأكد أن «نتنياهو مصمم على دفع إسرائيل إلى الهاوية. فكل يوم يبقى فيه في السلطة يعرض إسرائيل ومستقبلها للخطر».
وفي عام 2019، كان مثل ساعر أول تحدٍ جدي لنتنياهو من داخل الليكود منذ 14 عاماً، إذ قال الوزير السابق آنذاك، والذي يتمتع بشعبية كبيرة إن إسرائيل بحاجة إلى تغيير المسار والتوحيد، وهو الرجل المناسب للقيام بذلك وتولي رئاسة الحكومة. وقبل ذلك في عام 2014، قرر ساعر وكان وزير الداخلية وثاني أقوى شخصية في حزب الليكود الحاكم وقتها ترك السياسة فجأة قبل العودة ليطرح نفسه بديلاً محتملاً لنتيناهو.
معارضة العملية الواسعة في لبنان 
وعلى مدار الأيام الماضية، عقدت القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية مشاورات متعددة حول ما إذا كان ذلك ينبغي القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في لبنان، فيما زعمت مصادر أمنية أن نتنياهو لم يدعم بشكل واضح تلك العملية الكبيرة.
وإضافة إلى ذلك، يعارض وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر القيام بعملية كبيرة في الشمال، ويرجع ذلك على الأرجح إلى المعارضة الأمريكية وجهود الوساطة المستمرة بين إسرائيل وحزب الله. كما يعارض آري ديري، وهو مشارك منتظم في الحكومة، عملية واسعة النطاق. 
وتشير مصادر رفيعة المستوى شاركت في المناقشات الأمنية أن دوافع نتنياهو للعملية العسكرية سياسية وليست أمنية، كما قدرت أن استعداده للقيام بعملية كبرى محدود أكثر مما يصور. وأضاف أحد المصادر: «نتنياهو يشبه الحصان الراكض فقط عندما يعلم أن هناك من سيوقفه».
ويأتي تقييم مصادر سياسية رفيعة بأنه قد يتم استبدال غالانت وسط تقارير عديدة في الأيام الأخيرة. في الوقت الذي ذكرت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية «كان»، نقلاً عن مصدر مقرب من رئيس الوزراء، أنه «إذا حاول منع التحرك في الشمال فسوف يتم استبداله».
ووصل الأمر إلى حد قول السياسي المقرب من نتنياهو ياكوف باردوغو، على القناة 14 الإسرائيلية أنه «من المقبول على نطاق واسع أن يوآف غالانت لن يكون على الأرجح الشخص الذي يقود الحرب في الشمال».
لكن المنتقدين لنتنياهو هاجموا موقفه، وكتب النائب بيني غانتس المنتمي إلى تيار الوسط على وسائل التواصل الاجتماعي: «بدلاً من انشغال رئيس الوزراء بالانتصار على حماس، وإعادة الرهائن، والحرب ضد حزب الله والسماح للسكان الذين تم إجلاؤهم من الشمال بالعودة إلى منازلهم، فإنه مشغول بتغيير وزير الدفاع».
وسبق أن فكر نتنياهو في إقالة غالانت، فالخلاف بين الاثنين دائر حول عدد من سياسات الحكومة وتزايد مؤخراً ليشمل إدارة الحرب في قطاع غزة وشروط الإفراج المحتمل عن الرهائن وإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5f4phvdc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"