في مطلع أكتوبر 1949 أعلن ماو تسي تونغ، تأسيس جمهورية الصين الشعبية، حيث تستعد بكين للاحتفال باليوبيل الماسي للتأسيس بعد أقل من أسبوعين من الآن، متوّجة 75 عاماً من التحولات الكبرى، لدولة أصبحت نموذجاً للتنمية في مختلف المجالات.
أحد أسرار نجاح الصين وتقدّمها لتصبح ثاني أكبر اقتصاد عالمي، وقطباً سياسياً آسيوياً ودولياً، هو النظام السياسي المتمثل بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، والذي احتفلت البلاد السبت الماضي، بمرور 7 عقود على تأسيسه، في مناسبة أكّد خلالها الرئيس شي جين بينغ «الحاجة إلى مواصلة تعزيز الثقة في مسار ونظرية ونظام وثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في تطوير الديمقراطية الشعبية كاملة العملية».
ويعد المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني أعلى جهاز لسلطة الدولة، حيث انعقدت الدورة الأولى منه في سبتمبر/ أيلول من العام 1954، فشكّل تحولاً عميقاً في المشهد السياسي للصين، التي نعرفها اليوم.
أمام مجالس نواب الشعب مهام كبيرة في التحولات الكبرى التي تعيشها الصين، والعالم على حدّ سواء، وخصوصاً لجهة التشريعات في المجالات الجديدة الناشئة، والانفتاح المتزايد على العالم، في عصر التكنولوجيا والتحولات.
إنجازات كبرى حققتها التجربة الصينية على مدى السنوات ال 75 الماضية، لتتقدّم من واحدة من أفقر دول العالم في العام 1949، إلى دولة صناعية وتجارية وعملاق اقتصادي عالمي.
وباعتبارها عملاقاً اقتصادياً، برزت الصين شريكاً استراتيجياً عالمياً، ولعبت دوراً هاماً في الاقتصاد العالمي باعتبارها أكبر دولة تجارية والشريك الأول لأكثر من 120 دولة، والوجهة الثانية للاستثمار الأجنبي المباشر في العالم.
لم تكتف الصين بما حققته لنفسها، لكنها تحوّلت بدافع من الرغبة القوية في التنمية المشتركة، إلى مصدّر للرخاء ترتبط مصالحها الخاصة ارتباطاً وثيقاً بمصالح العالم، وكان مشروع «الحزام والطريق» إحدى أهم نتائج هذه السياسة.
الصين القوة العظمى الوحيدة في العالم في مجال التصنيع، حيث يتجاوز إنتاجها إنتاج أكبر 10 دول مصنعة مجتمعة، فيما تتمثل بصماتها الملحوظة في الاقتصاد العالمي والبنية الأساسية والعلوم والتكنولوجيا والحوكمة العالمية والتنمية والتقدم البشري بما يتماشى مع أهداف التنمية.
في هذا الإطار، تفوقت الصين على أمريكا في براءات الاختراع العلمية والتقارير المنشورة، وتقدمت عليها في 37 من أصل 44 مجالاً من مجالات التكنولوجيا، وفقاً للمعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية، الذي أوضح كذلك، أن الصين تتقدم في التصنيع النانوي، والجيل الخامس، والروبوتات، والصواريخ الأسرع من الصوت، ولديها 6 أضعاف عدد براءات الاختراع في مجال الذكاء الاصطناعي.
سياسياً، ومع ما يشهده العالم من متغيّرات متسارعة ومع الالتزام التاريخي للصين بالسلام الدولي، والعلاقات القائمة على الاحترام المتبادل، وكعضو دائم في مجلس الأمن، وكدولة مساهمة بقوّة في جهود حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والراعية لمنع الصراعات والحاضنة لبناء القدرات، أمامها المزيد من المسؤوليات كقوة عظمى ناشئة، وفي إطار إعادة تشكيل النظام الدولي.
https://tinyurl.com/3c4am2ns