الخليج - متابعات
أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، أن دونالد ترامب كان على ما يبدو هدفاً لمحاولة اغتيال الأحد في فلوريدا، حيث أفادت حملة المرشح الجمهوري للرئاسة أنه آمن ولم يُصب بأذى.
وأكد جهاز الخدمة السرية أن واحداً أو أكثر من عملائه «فتحوا النار على مسلح» تم رصده على تخوم ملعب الغولف الخاص بترامب، وقد عُثر على «بندقية من طراز «آيه كيه 47» مع منظار، بالإضافة إلى كاميرا فيديو من نوع «غو برو».
وفر المشتبه به بسيارة سوداء اللون لكن السلطات تعقبتها بعد أن نجح شاهد عيان في تحديدها.
القبض على مشتبه به
وقال ريك برادشو رئيس الشرطة في مقاطعة بالم بيتش خلال مؤتمر صحفي «لدينا شخص قيد الاحتجاز الآن وهو مشتبه به».
أضاف أن ترامب كان يلعب الغولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا على مقربة من مقره في مارالاغو عندما تم رصد مطلق النار على مسافة منه.
ويعتبر ريان ويسلي روث (58 عاماً)، المشتبه به في محاولة اغتيال ترامب، شخصية مثيرة للجدل. فله سجل طويل من الاعتقالات والمواجهات مع الشرطة تعود إلى التسعينات. ووفقاً لتقرير شبكة «فوكس نيوز»، تم إطلاق النار على روث من قبل عناصر الخدمة السرية بعد سماعهم طلقات في ملعب ترامب الدولي للغولف في ويست بالم بيتش، فلوريدا.
روث يعيش في هاواي منذ انتقاله إليها عام 2017، كان يعمل في مجال البناء السكني بعد أن أطلق شركته الخاصة. كما أنه أعرب عن آرائه المؤيدة لأوكرانيا في مقابلة سابقة مع «نيوزويك رومانيا»، حيث أشار إلى دعمه لتجنيد مقاتلين أجانب للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية ضد روسيا.
«كلاشينكوف» وكاميرا
وبحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي»، فإن روث كان مسلحاً ببندقية من نوع «كلاشينكوف» ومزوداً بكاميرا «غو برو» على ما يبدو لتوثيق الحادث. كان ترامب على بعد ما بين 300 إلى 500 متر من موقع المسلح، الذي كان مختبئاً بين الشجيرات. اشتبك أفراد الخدمة السرية مع المسلح وأطلقوا عليه النار قبل أن يهرب في سيارة سوداء اللون. تمت ملاحقته وإلقاء القبض عليه في مقاطعة مارتن.
داعم لأوكرانيا
في مقابلات متعددة مع وسائل الإعلام، تحدث أوران، ابن ريان ويسلي روث، عن والده، لافتاً إلى دعمه القوي لأوكرانيا وغضبه من مواقف ترامب بشأن الحرب الروسية-الأوكرانية. وأكد أوران أن والده سافر إلى أوكرانيا لتقديم ما أسماه «مساعدات إنسانية»، في وقت كانت مواقف ترامب تجاه الحرب تثير غضبه.
ورغم عدم قدرته على التحدث مباشرة مع والده، وصف أوران والده بأنه «أب محب ومجتهد»، لكنه أضاف: «لا أستطيع أن أصدق أن الشخص الذي أعرفه يمكن أن يقوم بشيء عنيف كهذا». وفي مقابلة أخرى مع صحيفة «ديلي ميل»، أشار أوران إلى أن والده يكره ترامب بشدة، مضيفاً: «كما يفعل كل شخص عاقل»، وأوضح أن سجل والده النظيف يقتصر على المخالفات المرورية فقط.
وتستمر التحقيقات حول دوافع روث، فيما يبقى موقفه من أوكرانيا والرئيس ترامب عاملين مركزيين في فهم دوافعه المحتملة في تنفيذ هذه المحاولة الخطيرة.
ترامب آمن
وأكد المتحدث باسم حملة ترامب الانتخابية ستيفن تشونغ في بيان أن «الرئيس ترامب آمن بعد إطلاق أعيرة نارية في محيطه».
وقال ترامب نفسه في رسالة لجمع التبرعات نشرت على موقعه الإلكتروني «لا تخافوا! أنا آمن، ولم يصب أحد بأذى. الشكر لله».
وهذه هي المرة الثانية خلال شهرين التي يتعرض فيها ترامب لتهديد من مسلح. فقد أصيب الرئيس السابق في أذنه في 13 تموز/يوليو أثناء إلقائه كلمة خلال تجمع انتخابي في الهواء الطلق في بتار بولاية بنسلفانيا.
وأدى حادث باتر إلى مقتل أحد المشاركين في التجمع وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، بينما قُتل المسلح برصاص قناص من جهاز الخدمة السرية.
تحقيق في محاولة اغتيال
لم يؤكد المسؤولون الذين تحدثوا في المؤتمر الصحفي الأحد ما إذا كان المسلح قد أطلق النار باتجاه الرئيس السابق، لكنهم قالوا إن أعيرة نارية أطلقت من قبل أفراد من الخدمة السرية.
وقال رافاييل باروس من جهاز الخدمة السرية «نحن لسنا متأكدين الآن ما إذا كان هذا الفرد قد تمكن من إطلاق النار على عملائنا».
وأفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه «يحقق في محاولة اغتيال على ما يبدو للمرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة».
وأشاد المسؤولون بالتحرك السريع لجهاز الخدمة السرية، وهي الوكالة التي خضعت لتدقيق مكثف بعد فشلها في منع مسلح من إطلاق النار على ترامب في بنسلفانيا.
وقال برادشو إن أفراد الخدمة السرية الذين كانوا يؤمنون الحماية لترامب في الملعب خلال ممارسته لعبة الغولف شاهدوا «فوهة بندقية تبرز من السياج واشتبكوا على الفور مع هذا الشخص الذي فر هارباً في هذا الوقت».
وأضاف أن المشتبه به كان متمركزاً على مسافة تراوح بين 300 إلى 500 ياردة (من 275 إلى 455 متراً)، لكن «مع بندقية ومنظار كهذا، لا تعد هذه مسافة طويلة».
وصرّح ويليام سنايدر، قائد شرطة مقاطعة مارتن المجاورة، لشبكة «سي إن إن» الإخبارية أن المشتبه به الذي أوقفته قوات إنفاذ القانون كان «هادئاً نسبياً» و«لم يكن يُظهر الكثير من المشاعر».
ارتياح
وفتحت السلطات الأمريكية تحقيقاً سريعاًً، ولكن حتى بعد ظهر الأحد لم يكن هناك أي مؤشر على الدافع وراء محاولة الاغتيال.
وجاء هذا الحادث وسط مخاوف متزايدة بشأن سلامة المرشحين للرئاسة الأمريكية.
وأصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إن الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، منافسة ترامب الديمقراطية في الانتخابات المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر، تم إطلاعهما على الحادث.
وأكد بايدن في بيان «ليس هناك مكان للعنف السياسي أو أي عنف على الإطلاق في بلدنا».
وأضاف «أعطيت توجيهات لفريقي لمواصلة التأكد من امتلاك جهاز الخدمة السرية كل الموارد والقدرات والإجراءات الوقائية الضرورية لضمان سلامة الرئيس السابق».
وأعربت هاريس على وسائل التواصل الاجتماعي عن سعادتها لأن ترامب «آمن».
انتقادات
وواجهت الخدمة السرية الأمريكية، المكلفة بحماية الرؤساء والرؤساء السابقين وغيرهم من كبار الشخصيات، انتقادات بعد حادثة محاولة اغتيال ترامب في بنسلفانيا.
وفي وقت لاحق، استقالت مديرة الوكالة الأمنية كيمبرلي شيتل، وتم منح ما لا يقل عن خمسة من موظفيها إجازة إدارية.
واعترفت شيتل في خطاب استقالتها بأن الوكالة «قصّرت» في مهمتها لحماية قادة الأمة.
وشكرت النائبة الجمهورية البارزة إليز ستيفانيك السلطات على تحركها السريع الأحد، لكنها أثارت تساؤلات حول الحادث وقدرة مهاجم على شق طريقه دون عوائق إلى شجيرات أمّنت له غطاءً وخط رؤية واضحاً للرئيس السابق.
وقالت في بيان «يجب أن نسأل أنفسنا كيف سُمح لقاتل مرة أخرى بالاقتراب إلى هذه الدرجة من الرئيس ترامب».
وأضافت «لا يزال هناك حتى الآن نقص في الإجابات على محاولة الاغتيال المروعة في بنسلفانيا، ونحن نتوقع أن يكون هناك تفسير واضح لما حدث اليوم في فلوريدا».
عادي
تعرف إلى المشتبه به في محاولة اغتيال ترامب
16 سبتمبر 2024
09:45 صباحا
قراءة
5
دقائق
https://tinyurl.com/2wc7b7w9