12 من ربيع الأول من كل عام هجري، تاريخ لا يكاد ينساه مسلم على وجه الأرض، لأنه اليوم الذي ولد فيه خير البشر وخاتم الأنبياء والمرسلين في مكة المكرمة عام 570 ميلادية، وهو التاريخ الذي بشرنا بمقدم رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لذا فإنه مناسبة مهمة للتأمل في القيم النبيلة التي جاء بها الهادي الأمين، واستطاع تأسيس مجتمع قائم على أسس العدل والرحمة، وسعى دائماً إلى تحقيق التوازن بين حقوق الناس وواجباتهم.
نبينا عليه الصلاة والسلام بعثه الله رحمة للعالمين، وجاء حاملاً بشائر الخير والمحبة للعالم أجمع وليس للعرب أو المسلمين فقط، ونشر نور الهداية بعدما عاش العالم عدة قرون في ظلمات الجهل، وليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وكان نموذجاً فريداً في العدل والتسامح، وجسد قيم الرحمة والإنسانية في تعاملاته مع الناس، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، أعداءً أو أصدقاءً، حيث اعتبر سلوكه ومواقفه الأخلاقية مع الجميع مصدر إلهام للبشرية، وعكس تعاليم الإسلام الحنيف في التعامل مع الآخرين، وتسامحه هذا حتى مع أعدائه ومواقفه العادلة جعلت منه قدوة للبشرية في كيفية التعامل مع الآخرين بالعدل والرحمة، مهما كانت الظروف.
هي ذكرى تعتبر بصمة غيرت تاريخ وحاضر ومستقبل البشرية بشكل عام، بعدما انتشلهم الإسلام من الكفر والشرك، ونقلهم إلى مساحات واسعة من الهداية والتسليم، حيث كان ميلاده طريقاً لتجاوز التحديات، وبلوغ النهضة، والتنمية الشاملة، على الرغم من التحديات والصعاب التي واجهها خلال دعوته للدين الحنيف، لذا فإن مولده مناسبة نستطيع من خلالها تعلم الدروس والعبر.
إحياء ذكرى ميلاد رسولنا، يعزز من الارتباط الروحي والتأمل في دوره كقائد ومعلم وملهم للبشرية جمعاء، التي حمل لها رسالة الهداية، وسعى لانتشالها من غياهب الظلم والجور والجهالة، رسولنا الكريم حمل كرائم الأخلاق وقيم السلام والتعايش والأمن والأمان للعالم.
ويشكل المولد النبوي الشريف فرصة للمسلمين خاصة وللعالم أجمع للتأمل في حياة النبي عليه الصلاة والسلام، وما حمله للعالم من قيم إسلامية مثل الرحمة، والتسامح، والعدل، والإحسان، التي دعا إليها وعمل بها خلال دعوته المباركة، فدراسة حياته وما أرسل به من دين حنيف، بكل حيادية، ستسهم في إعادة تشكيل وعي الكثيرين ممن أشبعوا بأكاذيب جماعات «الإسلاموفوبيا»، عن الدين الإسلامي، وهو أمر تتحمل الأمة مسؤوليته ومسؤولية تقديم الصورة الحقيقية للإسلام وللرسول الكريم.
يحق لنا في هذا اليوم أن نفخر برسولنا عليه الصلاة والسلام وبديننا الإسلامي الحنيف وأن نحمد الله على نعمة الإسلام.
[email protected]
https://tinyurl.com/ya3f7e8v