عادي

تقنيات بالذكاء الاصطناعي لمكافحة السرطان

19:16 مساء
قراءة 3 دقائق
المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لطب الأورام في برشلونة الإسبانية (أ.ف.ب)

عُرضت خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لطب الأورام (Esmo) الذي يُختتم الثلاثاء في برشلونة، إنجازات مهمة لمكافحة مرض السرطان، بينها مثلاً مجموعات جديدة من العلاجات، وتقنيات قائمة على الذكاء الاصطناعي لتوفير علاج مخصص لكل مريض.
وتوصّلت دراستان عالميتان عُرضتا في الملتقى الذي جمع أكثر من 30 ألف طبيب وباحث متخصص من أنحاء العالم، إلى أنّ النساء اللواتي يُرضعن بعد تلقي علاج مضاد لسرطان الثدي لا يواجهن احتمالاً متزايداً للإصابة مجدداً بالمرض.
وينطبق هذا على مَن يحملن طفرة جينية (BRCA) تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان.
في السابق، كان هناك قلق بشأن الحمل والرضاعة الطبيعية بعد الإصابة بالمرض، لأنّ كليهما يتسبب بتغيرات في مستويات الهرمونات.
ويقول فيدرو أليساندرو بيكاتوري، مدير وحدة الإنجاب في المعهد الأوروبي لعلم الأورام في ميلانو الإيطالية والمشارك في إعداد إحدى الدراستين «إنّ هذه النتائج ضرورية للنساء اللواتي يرغبن في الحمل وإرضاع أطفالهنّ بعد الإصابة بسرطان الثدي».
وسبق للعلاج المناعي الذي يتضمّن تحفيز جهاز المناعة لجعله يحارب الأورام، أن أثبت فعاليته.
وأظهرت نتائج دراسة للمرحلة الثانية عُرضت السبت، نتائج واعدة للمرضى الذين يعانون سرطان الرئة غير صغيرة الخلايا، وهو مرض يصيب أكثر من 15 ألف شخص سنوياً في فرنسا.
وتتمثل فكرة العلاج بالجمع بين علاجين مناعيين لا علاج واحد مع العلاج الكيميائي. ويقول عالم الأورام في معهد كوريفي باريس نيكولا جيرار «من خلال استهداف هدف ثان في الجهاز المناعي والجمع بين العلاجين، نعمل على تحسين معدلات الاستجابة، أي عدد المرضى الذين ينحسر لديهم الورم».
وأعطى الجمع من علاج مناعي وآخر كيميائي نتائج ممتازة ضد شكل نادر جداً من السرطان مرتبط بالحمل (حالة واحدة من كل 10 آلاف حمل)، ويتطوّر من المشيمة.
وبفضل المزج بين العلاجين، تم القضاء على 96% من حالات السرطان لدى مجموعة من المرضى، في «نتيجة استثنائية»، بحسب طبيب الأورام الذي عرض هذه الدراسة بونوا يو.
وفتح نموذج قائم على الذكاء الاصطناعي من «الجيل الثاني» الباب أمام علاجات مستقبلية.
فهذه الخوارزمية العملاقة تعمل استناداً إلى قاعدة بيانات تضم أكثر من مليار صورة للأورام تابعة لنحو 30 ألف مريض في الولايات المتحدة.
ويقول فابريس أندريه، مدير الأبحاث في مركز غوستاف روسي الفرنسي لمكافحة السرطان: إنّ «تحوّلاً واسع النطاق» لهذا النموذج قادر على «رصد عدد معيّن من التشوهات الجزيئية والطفرات التي لا تستطيع العين البشرية رؤيتها دائماً».
وعلى المدى البعيد، يعتمد الأطباء على هذه المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي لتوفير علاجات مخصصة لكل مريض.
يحسن العلاج المناعي مدمجاً مع العلاج الإشعاعي قبل الجراحة، نسب الشفاء العالمية في عدد متزايد من أنواع السرطان (الثدي والمثانة وعنق الرحم...)، وهي إحدى الرسائل الرئيسية للمؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لطب الأورام.
ويقول فابريس أندريه إنّ العلاجات التي توفَّر قبل الجراحة تتيح بشكل متزايد «الحفاظ على الأعضاء» خلال الإصابة بالسرطان، مضيفاً «مع ذلك، فإن الحفاظ على الأعضاء أمر ضروري جداً للحصول على نوعية حياة قريبة قدر الإمكان من الطبيعي».
وأظهرت دراسة الاثنين نتائج واعدة بشأن القدرة على الحفاظ على المستقيم بعد الإصابة بسرطان يطال هذا الجزء من الجهاز الهضمي، بمجرد أن تؤدي العلاجات إلى اختفاء تام للورم.
ويقول طبيب الأورام والأستاذ في جامعة ليدز البريطانية ديفيد سيباغ مونتيفيوري «حتى الآن، كانت الجراحة هي المعيار، لكن يبدو أننا ندخل عصراً جديداً، سيجعلنا نتجنّب اللجوء إلى الجراحة».
وهذا التقدّم يخص أنواعاً أخرى من السرطان كسرطان الأنف والأذن والحنجرة، وسرطان الرئة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr4t5j8a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"