عادي
9 قتلى و2750 مصاباً باستهداف منظومة اتصالات «حزب الله»

إسرائيل تنفذ أكبر خرق أمني في لبنان

01:02 صباحا
قراءة 3 دقائق

بعد ساعات قليلة من إعلان إسرائيل أنها قررت توسيع أهداف حربها المستمرة منذ قرابة العام على قطاع غزة، لتشمل الجبهة الشمالية على طول حدودها مع لبنان، بذريعة إعادة مستوطنيها المهجرين من تلك المناطق، أحدثت إسرائيل خرقاً أمنياً هو الأكبر من نوعه بتفجير أجهزة الاتصال «بيجر» المحمولة ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة الآلاف من عناصر «حزب الله» وآخرين، كما أصيب السفير الإيراني في لبنان بجراح، بينما انفجر أجهزة اتصالا في مناطق سورية، بينما رأى مراقبون أن هذا الخرق قد يشكل بداية فعلية لعملية عسكرية واسعة ضد لبنان، وفي حين نفت واشنطن ضلوعها في عملية التفجير، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تطورات الأوضاع في لبنان.
وذكرت مصادر أمنية أن المئات من عناصر «حزب الله» أصيبوا بجروح إثر انفجارات متزامنة لأجهزة اتصال يحملونها في مناطق مختلفة في لبنان تعدّ معاقل للحزب، كما قالت مصادر مقربة من الحزب لفرانس برس.
وبحسب مصدر مقرب من «حزب الله» فإن هذا الحادث، الأول من نوعه منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل قبل نحو عام، «خرق إسرائيلي». 
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان أمس، أن 9 أشخاص قتلوا وأصيب 2750 آخرين بينهم 180 حالتهم حرجة. وفي وقت سابق أفادت الوزارة بمقتل طفلة ونجل القيادي في الحزب علي عمار. وحمّل «حزب الله» في بيان إسرائيل «المسؤولية الكاملة» عن انفجارات طالت أجهزة اتصال في مناطق مختلفة في لبنان. وقال «حزب الله» في بيانه «بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوافرة حول الاعتداء الآثم... فإنّنا نحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا الهجوم الإجرامي»، مضيفا أن «إسرائيل ستنال بالتأكيد القصاص العادل».
ودانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، في بيان، بأشد العبارات الهجوم السيبراني الإسرائيلي، وقالت إن «هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير والمتعمد يترافق مع تهديدات إسرائيلية بتوسيع رقعة الحرب باتجاه لبنان على نطاق واسع، وتصلب المواقف الإسرائيلية الداعية إلى مزيد من سفك الدماء، والدمار، والخراب». وأفادت بأنها باشرت بتحضير شكوى إلى مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن، فور اكتمال المعطيات الخاصة بالاعتداء.
وشددت مصادر لبنانية على أن ما حدث هو أمر خطير يؤشر على تطور الحرب بين إسرائيل ولبنان، ويكشف عن وجود ما أخطر سوف تشهده الساعات القادمة، لأن إسرائيل بذلك بدأت عملياتها فعلياً ضد لبنان.
وفي طهران، أعلن التلفزيون الإيراني أن السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني أصيب بجروح غير خطرة في انفجار جهاز اتصال، من دون تقديم تفاصيل أخرى. وذكر أن أن جروح أماني «سطحية» وأنه «بكامل وعيه، ولا يوجد أي خطر عليه». 
وفي هذا الصدد، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن الأجهزة التي انفجرت في عناصر «حزب الله»، كان الحزب قد استوردها قبل 3 أشهر. وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن ليل الاثنين الثلاثاء في بيان أنّ «مجلس الوزراء السياسي والأمني حدّث هذا المساء أهداف الحرب بحيث باتت تشمل الفصل الآتي: العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم». ومضى وزير الدفاع يوآف غالانت أبعد من ذلك مؤكداً أن «العمل العسكري» هو«السبيل الوحيد المتبقّي لضمان عودة سكان شمال إسرائيل إلى بيوتهم». 
في غضون ذلك، أعلنت واشنطن أنها «ليست ضالعة» و«لم تكن على علم» مسبق بانفجار أجهزة الاتصال في لبنان.
ومن جهته، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن التطورات في لبنان تبعث على القلق الشديد في ظل الوضع «الشديد التقلب»، مضيفاً أن المنظمة الدولية تأسف لسقوط أي ضحايا من المدنيين. 
من جهة أخرى، أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) أمس الثلاثاء، أنه أحبط مخططاً ل «حزب الله» لاغتيال مسؤول أمني كبير سابق خلال الأيام القليلة المقبلة. ولم يكشف شين بيت عن اسم المسؤول المستهدف. وأضاف في بيان أنه ضبط جهازاً متفجراً متصلاً بنظام تفجير عن بُعد كان «حزب الله» يعتزم تفعيله من داخل لبنان باستخدام هاتف محمول وكاميرا. وأشار جهاز الأمن إلى أن محاولة الهجوم شبيهة بمخطط آخر لحزب الله تم إحباطه في تل أبيب قبل عام، دون تقديم مزيد من التفاصيل. 
وسبق ذلك، مقتل ثلاثة أشخاص، أمس الثلاثاء، بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان، كما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في حين قال الجيش الاسرائيلي إن القتلى عناصر في «حزب الله». وقالت الوزارة في بيان إن «غارة إسرائيلية على بلدة بليدا أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين بجروح». (وكالات)
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/m7c5n22d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"