هل ظلّ لديك أمل في أن أنظمة التعليم ستهوي بمرادفات السيف، على تردّي أوضاع العربية؟ معك حق، فالعالم العربي في منعطف تاريخي بالغ الخطورة: عدد من البلدان، مع الاعتذار عن قلّة دماثة العبارة «خارج نطاق الخدمة»، مجموعة أخرى اقتصاداتها متعثرة، فمشاريعها متعذّرة، وتطويراتها متعسّرة. إذاً لا بدّ من المشاريع الفرديّة.
لا يأس مع الأمل. التحولات الجارية في نظام التعليم في دولة الإمارات كفيلة بحمل أمانة لا تقدّر بثمن. هي رسالة تتجلى فيها القدرة على النهوض بالمسؤوليات الفائقة إزاء الأجيال، والكفاءات العالية في التغيير الجذري الإيجابي، ورؤية نجوم المجد تتلألأ في الآفاق. هل توهج الشوق فيك إلى معرفة المفاجأة. اطمئن، فلا مفاجأة في السهل غير الممتنع، لكن ركام التقاعس طوال أكثر من قرن في أنظمة التعليم، أوهم العرب بأن تطوير تدريس لغتنا بات في عداد المستحيلات. الكسل المتراكم عبر عشرات السنين، يُقنع الناس بأنه لا دخان من دون نار، فلا بدّ من أسباب موضوعية جعلت التطوير غير ممكن، والتردي منطقيّاً.
أمّا بعد، إذا كانت أوضاع البلدان العربية غير مساعدة على العمل المشترك، فإن في مقدور الإمارات تحقيق هذا الإنجاز الرائع المضمون النتائج سلفاً. نجاح التجربة سيكون تألقاً تاريخياً فريداً على الخريطة العربية من الماء إلى الماء. في ظرف عقدين، لا أكثر، سيرى العرب جيلاً لا يشبه أيّ جيل عربي. هذا الطرح طرحه القلم بأشكال شتى على مدى أربع عشرة سنةً في هذا العمود، ولكن كان الحديث عن مشروع لكل العالم العربي، الذي ظل في مسيرة قهقرائية لا نهاية لمطافها، والقوم لا يتساءلون: لماذا يستهدف الضرب كل الضرب بكل ألوانه، الهويّة، في السيادة، في المناعة، في اللغة، في الثقافة.. ؟ المشروع المقترح واضح: من الحضانة إلى التمهيدية فالابتدائية فصاعداً، تكون لغة التدريس هي الفصحى. لن يبلغ الطفل الإماراتي السنة الثالثة الابتدائية إلاّ وهو أفصح الفصحاء، ولكن على تقانة ومعلوماتية وذكاء اصطناعي. تخيّل المعلم في الصف الثاني الابتدائي، بأساليب تربوية من سالف العصر والأوان، يلقن التلاميذ: «ذهب علي إلى المدرسة»، ستتحول الحصة إلى مدرسة مشاغبين، سيقهقهون، يكتكتون، يكركرون، يطخطخون، يزهزقون، بكل مراتب الضحك عند أبي منصور الثعالبي، ويدلعون ألسنتهم على طريقة أينشتاين. ثم تفضّل بتصور الأجيال الإماراتية الصاعدة، أطبّاء، مهندسين، فيزيائيين، كيميائيين، تقنيين وتقانيين، أدباء وفنانين، إعلاميين، حين يحاضرون أو يحاورون، تحسبهم من صفوة اللغويين.
لزوم ما يلزم: النتيجة التنفيذية: هل ذلك على دولة الإمارات عزيز عسير؟
[email protected]
https://tinyurl.com/4y3j43sc