أكد مارتن هوغل، الشريك ومدير المشتريات وسلاسل التوريد في شركة «بوسطن كونسلتينج جروب» (BCG)، إنه «خلال السنوات الـ25 المُقبلة، سيحتاج العالم إلى استثمار نحو 25 تريليون دولار لتهيئة شبكات الكهرباء لعملية التحول في مجال الطاقة، بحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة».
وقال: إن معظم تلك الاستثمارات سوف تتدفق نحو سلاسل توريد المواد والخدمات اللازمة لتشييد البنية التحتية المطلوبة. وأوضح هوغل أنه رغم ذلك، فإن الشركات العاملة في مجال بناء المرافق العامة تواجه نقصاً حاداً في الإمدادات والفترات الزمنية الطويلة المطلوبة لإنجاز أعمالها، والتي قد تصل مثلاً إلى 7 سنوات لإعداد كابلات ومحطات تحويل تيار الجهد العالي (HVDC)، وما يصل إلى نحو 4 سنوات لتطوير محولات الطاقة، لافتاً إلى أن تلك القيود قد تؤدي إلى تأخير بناء الشبكات وبالتالي تأجيل عملية التحول في مجال الطاقة نفسه، وأنه من أجل التغلب على هذه التحديات، يجب على شركات المرافق تغيير نهجها في إدارة سلاسل التوريد وتطوير قدرات جديدة لضمان التقدم في إنشاء البنية التحتية بالوتيرة المطلوبة.
وقال فيصل طاهر، الشريك والمدير المشارك في شركة «بوسطن كونسلتينج جروب» (BCG): «إن عملية التحول في مجال الطاقة تتطلب تغييراً كبيراً في أنظمة الطاقة الحالية، ومن المتوقع بحلول العام 2030، أن يتم إنتاج نحو 80% من الاحتياجات العالمية من الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة، بيد أن دمج تلك المصادر في الشبكات والصناعات الحالية يمثل تحدياً رئيسياً».
وأضاف طاهر: «من أجل تحقيق هذا التحول، فإن مُشغلي شبكات الطاقة يحتاجون إلى إعادة تقييم استراتيجيات الشراء والتشغيل والاستثمار الخاصة بهم، حيث إن ضمان سلاسل توريد التكنولوجيا النظيفة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وضخ الاستثمارات الطويلة الأجل، هي جوانب ضرورية لتحقيق هذه الأهداف، وتعمل المنصات مثل المؤتمر العالمي للمرافق على تشجيع التعاون، وتمكين القيادات العالمية من مواءمة الاستراتيجيات وتسريع جهود الحياد الكربوني مع تحسين أنظمة الطاقة للتشغيل في الوقت الفعلي وضمان المرونة».
وتوقع كريستيانو ريزي، المدير المفوض والشريك الأول في شركة «بوسطن كونسلتينج جروب» (BCG)، أن يرتفع الطلب على الطاقة في الأسواق الناشئة بشكل كبير بحلول العام 2030، مؤكداً ضرورة أن تأتي مصادر الطاقة النظيفة بكلفة مناسبة لتلبية هذا النمو، ما يشكل تحدياً مشتركاً أمام دول الجنوب العالمي.