لقد قامت دولة الإمارات منذ تأسيسها على الحوار والتفاهم والتعايش، فقد نجح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تأسيس هذا الكيان بالتفاهم والتشاور. فضلاً عن هذا، كانت الإمارات منذ فجرها سباقة في مواضيع الانفتاح على الآخر، والتسامح، ونبذ العنصرية والتفرقة. ويحسب للإمارات أنها كانت تسلك هذا النهج في أوقات كانت تغرق فيه كثير من دول منطقة الشرق الأوسط في العصبيات والتناحر.
واليوم يعيش في الإمارات أفراد من نحو 200 جنسية من مختلف دول العالم، جميعهم سواسية تحت مظلة القوانين الواضحة العامة، وجميعهم ينعمون بالمساواة وحق تكافؤ الفرص. لقد حدد الشيخ زايد الانتماء الدولي بقوله: «أما الخط الآخر لسياستنا الخارجية فهو خط إنساني بحت، فعلى اعتبار أننا جزء من هذا العالم الكبير، علينا واجب نحو البشرية من خلال التعاون والاحترام والصداقة والود المتبادل».
وبناءً عليه انطلقت دولة الإمارات في سياسة الانفتاح والتعاون الإيجابي باعتبارها جزءاً من هذا العالم الكبير، وبالتالي جزء من الإنسانية جمعاء، وسعت إلى تأكيد ضرورة الانتماء إلى هذا العالم ومشاركة جميع الدول في المجالات الدولية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة في تعزيز السلام العالمي وإقامة علاقات التعاون والصداقة مع الدول والشعوب كافة على أساس مبادئ حسن الجوار والاحترام. وما نراه اليوم هو استمرار للدبلوماسية الإماراتية على نهج وطريقة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في إحلال السلام ومحاربة العنف والتطرف والإرهاب والسير على خطى المؤسس في تحقيق حلم السلام للعالم بأسره، وخاصة ما يخص القضية الفلسطينية.
سوف تبقى الإمارات إلى جانب الشعب الفلسطيني وتأييد حقه في تقرير مصيره. لقد انخرطت الإمارات في الجهود الدبلوماسية والسياسية والسعي إلى محاولة إنهاء الحرب سيراً على نهج الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في إحلال السلام والسعي مع مختلف الأطراف المعنية للوصول إلى حل يحفظ حياة الأبرياء.
لقد شددت الإمارات دوماً في جميع المحافل الدولية على أنّ إحلال الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة ينطلق من حل مستدام وعادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال مسار سياسي عادل يقود إلى تحقيق السلام بين الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام مع محيطها، وفق الاتفاقيات الثنائية والقانون الدولي الذي يحفظ الحقوق للجميع دون استثناء.
https://tinyurl.com/2mafc7h2