الشارقة بين أمن فكري وأمن غذائي

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

هنا سؤال مشروع أود أن أسوقه، ولربما هو في أذهان كثيرين غيري: لماذا اكتفى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة قبل ما يقارب الأربعة عقود بما أنجز من نهضة عمرانية بقوله: لنوقف ثورة الكونكريت، ودعا للنهوض الثقافي والعلمي بقوله: ولنبدأ ثورة الثقافة؟ ولماذا بدأ كذلك بترسيخ الأمن الفكري قبل ترسيخ الأمن الغذائي؟
لعل الإجابة اليوم تكون واضحة للعيان، فالعلم الذي ينمي الفكر والثقافة يصنع الإنسان الصالح القادر على إعمار الأرض، وإعمارها يكون بالبناء والزراعة، وإذ لم يكن المعمر متسلحاً بأساس متين لن يتمكن من تحقيق الديمومة لعمارته، وذلك الأساس هو العلم.
ولم تقتصر جهود سموه على إقامة الصروح التعليمية من مدارس وجامعات بل ذهب إلى أبعد من ذلك ليضمن أن ما يتم تلقيه على مقاعد الدراسة من معرفة وعلوم يطبق على أرض الواقع من خلال المعاهد التخصصية والأندية العلمية والمراكز البحثية، ورأى سموه كذلك أن التربية والتنشئة السليمة مرادف لصيق للتعليم لا ينفصلان ولا يتجزآن، فحصّن أبناء الشارقة بالأندية ومراكز الأطفال والناشئة.
تلك البداية التي ضمنت سلامة إنسان الشارقة فكرياً ونهضت بمستواه التعليمي وأصبح أكثر قدرة على إدراك ما ينفعه عما يضره وأكثر فاعلية في تحديد مساره ومساهمته في بناء المجتمع، قادت اليوم للانتقال إلى العناية والاهتمام بالأمن الغذائي الذي سيضمن له تحسين كيانه الصحي ويضمن له كذلك مستقبلاً معيشياً حيث سيأكل مما يرعى ويدجن ويزرع.
لم يتحقق ذلك بين ليلة وضحاها، إنما بتخطيط على مدار عقود كان الإنسان نصب عين ذاك التخطيط والشغل الشاغل للمخطط، ولعل أحدث ما تم تنفيذه لخدمة تلك المخططات وليس آخرها جامعة الذيد التي جاءت لتزيد عقد التعليم والأمن الفكري بهاءً ولتدعم علمياً وبحثياً مشاريع التنمية والأمن الغذائي.
وستبقى الشارقة مستمرة في عطائها كي لا تجوع البطون فتأكل الجيف وكي لا تجوع العقول فتأكل حثالة الأفكار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mwn3ux2z

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"