الشارقة: عثمان حسن
تقول الكاتبة والشاعرة الإماراتية موزة عوض: «أنا في العادة أكتب تبعاً للحالة النفسية والوجدانية التي أعيشها، ومثل هذه الحالات لها علاقة بالمزاج الذي يحركني كيفما شاء، فأحياناً تجبرني ظروفي على الابتعاد عن كل شيء له علاقة بالقراءة أو الكتابة، وفي أحيان أخرى أهرب من الحياة إلى القراءة لساعات طويلة، وحين أشعر بالإشباع النفسي، أستريح، وربما أعود إلى الكتابة فأكتب شيئاً جديداً لم يخطر لي على بال».
وحول أبرز الكتب التي قرأَتها وتخطط لقراءتها، تذكر موزة عوض مجموعة من هذه الكتب الأدبية المتنوعة ومنها المجموعة القصصية التي عنوانها «السر الدفين» للكاتبة الإماراتية عائشة الغيص، وقد صدرت في عام 2011، وتطرح بعض المضامين الاجتماعية السائدة في المجتمع، وتتكئ بصورة رئيسية على رصد المشاعر الإنسانية للشخوص من خلال حيوات هذه الشخوص في تقاطعاتها الحياتية المختلفة.
تقرأ موزة عوض رواية «حيزيا» للكاتب الجزائري واسيني الأعرج، والتي جاءت بعد قيام المؤلف بمجموعة من الأبحاث حول قصة الحب المتداولة شعبياً بين البطلة حيزيا والشاعر محمد بن قيطون، فوجد أنها تختلف عما هو شائع بين الناس، كاشفاً عن قصيدة ابن قيطون، التي كتبها ووصف فيها تفاصيل الرحلة الأخيرة، حين كانت حيزيا تستعد للهرب معه، قبل أن يفتضح أمرها من طرف نساء العائلة، وتحبس في البيت وتموت بطريقة غامضة، والقصيدة تغنى بها أغلب الفنانين الجزائريين من كل الأجيال، وقصتها حقيقية حدثت في واحات «الزيبان»، في النصف الثاني من القرن الـ 19، وقد استغرق كشف واسيني عن القصة الحقيقية بين الاثنين أكثر من 3 سنوات، متنقلاً بين أماكن عدة ومحاوراً شخصيات من الجنوب الصحراوي وعدة نساء مسنات سمعن الحادثة، كاشفاً عن تفاصيل وحقائق من أن (حيزيا) قتلت بشكل تراجيدي، ولم تمت ميتة طبيعية.
* ثلاثية غرناطة
ومن الروايات التي تشير إليها موزة عوض رواية «ثلاثية غرناطة» للكاتبة المصرية رضوى عاشور، وهي الرواية الشهيرة التي تدور أحداثها في مملكة غرناطة بعد سقوط جميع الممالك الإسلامية في الأندلس، وتبدأ أحداثها في عام 1491 وهو العام الذي سقطت فيه غرناطة بإعلان المعاهدة التي تنازل بمقتضاها أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك غرناطة عن ملكه لملكي قشتالة وأرغون وتنتهى بمخالفة آخر أبطالها الأحياء (عليّ) لقرار ترحيل المسلمين حينما يكتشف أن الموت في الرحيل عن الأندلس وليس في البقاء، وقد صدرت الطبعة الأولى من هذه الرواية عن دار الهلال في جزئين عامي 1994 و1995، كما صدرت في طبعات مختلفة تباعاً عن عدة دور نشر عربية معروفة.
و قام ويليام غرانارا أستاذ اللغة العربية بجامعة هارفارد بترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية في عام 2003، وقامت بنشرها دار نشر جامعة «سيراكوز» في نيويورك.
وتوضح أنها تطالع كتاباً له صلة بالموضوع الروحي أو الديني، حيث أنهت مؤخراً قراءة كتاب «لأنك الله» للمؤلف علي بن جابرالفيفي، وهو يتحدث عن بعض أسماء الله الحسنى، وكيف نعيشها في حياتنا، حيث حرص المؤلف على أن يكون الكتاب مناسباً حتى لمتوسطي الثقافة، ومناسباً للمكلومين والمرضى والأصحاء على حدٍ سواء، وهو كتاب يؤكد أهمية وضرورة التوكل على الله، ففي هذا منتهى الثقة بالخالق عز وجل، في تيسير أمور الناس وقضاء حوائجهم.
*عادات
تتحدث موزة عوض عن عادات القراءة عندها وما إذا لديها برنامج سنوي لذلك، حيث تؤكد أن برنامجها للقراءة محكوم لأوقات الفراغ التي تسنح لها، وأنه ليس هناك برنامج محدد للقراءة أو الكتابة، على سبيل المثال، فهي قد تشرع بقراءة كتاب ثقافي، وقد يروقها هذا الكتاب فتكمله، وقد تقوم بقراءة جزء من الكتاب وتتركه، وتبدأ في قراءة كتاب ثان وهكذا.
وتقول بشأن هذه المسألة: «بعض الكتب تشعر القارئ بالممل، وبعضها لا يقدم فائدة كبيرة من الناحية الثقافية والمعرفية، والبعض الآخر، تكتشف بعد قراءة الصفحات الأول منه، أنه يتحدث في موضوع ليس ممتعاً أو مشوقاً، ما يعني أن شغف القراءة بما يتطلبه من متعة وجمال وجرعة معرفية، هي مسألة معقدة ونادرة ولا يحسنها الكثير من الكتاب».
*طقوس
أما بشأن طقوس الكتابة عند موزة عوض، فهي تؤكد أن هذه الطقوس تختلف من كاتب لآخر، وبالنسبة لها، فقد اعتادت على تدوين بعض الأفكار أو النصوص مع فنجان قهوة، وبالأخص في مقهى يعج بالبشر، وعلى الرغم من الضجيج الذي يعم المكان تنسى نفسها وتواصل تدوين أفكارها ونصوصها كما ينبغي، وأحيانا تحبذ السفر وزيارة البلدان، وحين تعود إلى موطنها، يعود لها ذلك الشعور المتشح بالاخضرار، فتكتب وتكتب، حيث تقول: ربما، في تلك الحالة، تغمرني موجات من المشاعر الإيجابية، التي تحيط بالقلوب فتلونها بفيض من المشاعر الجياشة التي توقظ إحساسها وتجعلها متأهبة بقوة لنشوة الكتابة.