الأمهات وتعليم الأبناء

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

تكتنف عملية متابعة تعليم الأبناء في المنازل الكثير من المعضلات والصعوبات التي تواجه الأهالي، وتحديداً الأمهات اللواتي يتحملن العبء الأكبر في قضية متابعة مذاكرة الأبناء ودرجاتهم التعليمية، وما يتبع ذلك من مشكلات تتصل بهم وزملائهم في المدرسة.
الكثير من الأمهات اللواتي ينشطن في مجموعات محادثة عبر برامج «الواتس آب» يطرحن ما يعتري حياتهن التعليمية مع الأبناء من مشكلات، وأبرزها، بحسب متابعات صحفية أجرتها «الخليج»، الدخول عبر الأجهزة اللوحية التي تصرفها المدارس للطلبة، على حساب الأهالي طبعاً، والولوج إلى برامج وأنظمة بعضها يحتاج إلى متخصص للوصول اليها لمتابعة دروس الأبناء، وحل الواجبات، وما إلى ذلك من مسائل.
الكثير من الأمهات، ولصعوبة التعاطي مع مثل هذه البرامج، يلجأن إلى الدروس الخصوصية، واستقطاب معلمات أو معلمين على صلة بهذه البرامج لحل المعضلات التي تكتنفها، والوصول إلى الدرس أو الواجب الذي على الطالب أن يحله قبل يومه الدراسي التالي.
اللافت في هذه القضية أن بعض الأمهات يلجأن إلى الدروس الخصوصية لأبناء ما زالوا في الصفوف الأولى من المراحل التعليمية، فكيف سيكون حالهن في المرحلتين الإعدادية أو الثانوية؟
بعض الأسر ليس لديها مدرس خصوصي واحد في المنزل، بل مدرسون خصوصيون، واحد لكل منهاج، وهذا يشكل عبئاً كبيراً على موازنات الأسر، وبعض الأسر اعترفت بأن إجمالي تكاليف الدروس الخصوصية قد يصل في نهاية العام إلى مبلغ يوازي تكلفة أقساط المدرسة.
الجهات المسؤولة عن عملية التعليم تقر بشكل أو بآخر أن على الأسر متابعة مذاكرة الأبناء في المنزل، وأن مدة اليوم الدراسي مهما طالت غير كافية لأجل إتمام الدروس والواجبات.
هذه القضية القديمة المتجددة، باتت توجب على الجهات المسؤولة البحث عن حل جذري لها، إما لجهة مراقبة أسعار الدروس الخصوصية، من قبل وزارة التربية والتعليم، بعد أن أقرت مشروعاً بشأنها، أو أن تبادر المدرسة إلى توفير مدرسين من قبلها ما بعد ساعات الدوام الرسمي، قد يكون ذلك حضورياً في قاعات كبرى، أو عبر تطبيقات عن بعد لمساعدة الأمهات على أداء هذه الواجبات.
الحل الأمثل بحسب الكثير من الأمهات اللواتي يعانين مع أبنائهن، هو تقليل مسألة المذاكرة المنزلية، خاصة أن اليوم الدراسي يستمر من 7 إلى 10 ساعات، وهي مدة كفيلة بأن يكون الطالب قد قام بكل ما يلزم.
مذاكرة الأبناء همّ يومي يلقي بظلاله على الحياة الأسرية، وقد يشكل عبئاً إضافياً على أولياء الأمور، ناهيك عن صعوبة الدروس والواجبات في مراحل التعليم المتقدمة، والتي لا يستوعبها الكثير من الأهالي، فكيف عليه أن يفهمها لولده؟
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4dda6ztv

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"