بيروت: «الخليج»، وكالات:
تصاعدت حدة التوتر، أمس الخميس، على حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل، بعد تراشق عنيف بالتهديدات المتبادلة أشعل الجبهة بين لبنان وإسرائيل، بعد ساعات من احتواء لبنان لتداعيات تفجيرات أجهزة الاتصال، وسط تضارب وغموض بشأن الجهات المنتجة والموردة، في حين أكد تقرير أمريكي أن شركة وهمية أسسها الموساد زودت «حزب الله» بأجهزة «بيجر» بالتزامن مع مطالبة رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي الأمم المتحدة باتخاذ موقف جاد لوقف «الحرب التكنولوجية» الإسرائيلية على لبنان.
وبينما أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، أمس الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا تفجير أجهزة الاتصال خلال اليومين الماضيين إلى 37 قتيلاً و3539 جريحاً، أكد «حزب الله» مقتل 20 من مقاتليه وإصابة المئات. في حين أوضح الوزير اللبناني أن 12 شخصاً قتلوا في الموجة الأولى من انفجارات أجهزة «البايجر» الثلاثاء و25 شخصاً في الموجة الثانية من الانفجارات التي طالت أجهزة الاتصال اللاسلكي، الأربعاء.
وعلى خلفية هذه التفجيرات، ظهر تضارب وغموض لدى الشركات المصنعة والموردة لهذه الأجهزة، وصلت إلى حد الاتهامات بين بعضها البعض. وقالت شركة آيكوم اليابانية لتصنيع معدات الاتصال اللاسلكية، أمس الخميس إنها تنظر في الحقائق المتعلقة بالتقارير الإخبارية التي تحدثت عن انفجار أجهزة اتصال لاسلكية تحمل شعارها في لبنان. وأضافت الشركة أن البطاريات اللازمة لتشغيل الجهاز، الذي تم إيقاف مبيعاته منذ نحو 10 سنوات، تم إيقافها أيضاً. وتابعت أن المنتجات التي تصدرها إلى الخارج تخضع لعملية تنظيمية صارمة وضعتها الحكومة اليابانية.
وفي صوفيا، أعلن جهاز الأمن في بلغاريا أنه سيحقق مع شركة مرتبطة ببيع أجهزة اتصال لاسلكية (بيجر) ل«حزب الله». وقالت وكالة أمن الدولة البلغارية في بيان إنها تعمل مع وزارة الداخلية للتحقيق في دور شركة مسجلة في الدولة، دون تسميتها.
وتقول تقارير إعلامية بلغارية إن شركة نورتا غلوبال المحدودة ومقرها صوفيا سهّلت بيع أجهزة البيجر التي انفجرت في أنحاء لبنان يوم الثلاثاء، وقتلت وأصابت المئات.
غير أن صحيفة «نيويورك تايمز» أكدت أمس الخميس، أن شركة وهمية أسسها الموساد زودت آلاف من أجهزة «البيجر» لحزب الله، والتي انفجرت في نشطاء الحزب اليومين الماضيين.
وذكرت الصحيفة أن شركة «بي إيه سي كونسلتنغ»، التي تتخذ من المجر مقراً لها زودت حزب الله بالآلاف من أجهزة الاتصال «بيجر» التي انفجرت في نشطائه هي «شركة وهمية إسرائيلية». وكشف ثلاثة ضباط استخبارات اطلعوا على العملية أنه تم إنشاء شركتين صوريتين، لإخفاء حقيقة أن مصنعي أجهزة الاستدعاء كانوا ضباط مخابرات إسرائيليين. وبحسب الصحيفة، فإن شحن الأجهزة إلى لبنان بدأ في عام 2022، لكن العرض زاد عندما دان أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، استخدام الهواتف المحمولة باعتبارها غير آمنة ومعرضة للاختراق.
من جهة أخرى، طالب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مجلس الأمن الدولي الذي يعقد، اليوم الجمعة جلسة لمناقشة الانفجارات التي طالت أجهزة اتصال يستخدمها «حزب الله»، باتخاذ «موقف حازم لوقف الحرب التكنولوجية التي تشنها» إسرائيل على بلاده. وشدد ميقاتي في بيان على «ضرورة أن يتخذ مجلس الأمن موقفاً حازماً بوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والحرب التكنولوجية التي يشنها على لبنان والتي تسببت بسقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى».
في غضون ذلك، اشتعلت الحدود اللبنانية مع إسرائيل، وشن «حزب الله» سلسلة عمليات بطائرات مسيّرة وقصف صاروخي مركز على مناطق واسعة في الجليل أسفرت عن مقتل ضابط وجندي وإصابة 11 آخرين، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. وبالمقابل شنت طائرات إسرائيلية سلسلة غارات على مختلف القرى والبلدات في الجنوب اللبناني، موقعة المزيد من الضحايا بين قتيل وجريح.
إلى ذلك، أكّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن الجبهة التي فتحها مقاتلوه ضد إسرائيل من جنوب لبنان لن تتوقف قبل «وقف الحرب على غزة»، رغم الضربة التي تلقاها حزبه في اليومين الأخيرين. وقال نصرالله في كلمة ألقاها عبر الشاشة «إن ما حدث بنزلة إعلان حرب.. ومع ذلك لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال إلى الشمال.. وافعلوا ما شئتم». وشدد على أن الرد على تفجيرات أجهزة الاتصال قادم وسيكون مختلفاً ولن يتحدث عن التفاصيل تاركاً الأمر للناس لمشاهدة ما سيحدث.
عادي
دعوة أمريكية فرنسية إلى التهدئة في الشرق الأوسط
التهديدات المتبادلة تؤجج التصعيد بين لبنان وإسرائيل
20 سبتمبر 2024
01:16 صباحا
قراءة
3
دقائق
https://tinyurl.com/yeywrm8y