القراءة عبر المنصات الرقمية

00:52 صباحا
قراءة دقيقتين

في ظل الظروف الراهنة والتطور المذهل الذي نشهده، لا شك أن تتأثر بعض العادات التي اعتدنا عليها ومن ضمنها الممارسات الثقافية والمعرفية بشأن الاطلاع والقراءة، فأصبح الجميع يستثقل حمل المؤلفات والإصدارات والكتب الورقية، وأصبحت الكتابات الإلكترونية أسرع وأسهل في البحث والمتابعة والمطالعة، فالقراءة، سواء الورقية أو الإلكترونية، هي غذاء للعقل والروح ويجب أن تلامس مشاعر القارئ وذائقته ووجدانه. وجود الإصدارات والمؤلفات المسموعة سهل على القارئ أن يصل الى ما يريد بكل سلاسة ومرونة، حيث تبقى المسألة أخف وطأةً من قراءة الكتب والبحث عن مساحات فارغة في حياتنا اليومية لأن نحصل على فرصة للقراءة.
القراءة عبر المنصات الرقمية أصبحت جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، فهُناك العديد من الفوائد التي تقدمها هذه المنصات كالوصول السّهل إلى ملايين المقالات والكتب، والتّحكم في حجم الخط والإضاءة وضبط النص وسهولة البحث والتصفح والتخزين والتّوفير حيث لا تحتاج إلى مكان مادي لتخزين الكتب، وكذلك هناك بعض الميزات التفاعلية كالمُلاحظات الرقمية والإشارات المرجعية والروابط التفاعلية التي تعزز تجربة القراءة.
ورغم ذلك، هناك الكثير من التحديات التي تواجه القراءة عبر المنصات الرقمية كإجهاد العين، خاصة إذا لم يتم استخدام إعدادات إضاءة مناسبة، وكذلك التشتت، فوجود الكثير من الإشعارات والتطبيقات يشوش تجربة القراءة ويقلل التركيز، وكذلك عدم الراحة الجسدية، فالبعض يشعر بقراءة الكتب الورقية براحة أكثر من القراءة على الأجهزة الإلكترونية، وأيضاً الاعتماد على البطارية حيث تحتاج الأجهزة الالكترونية إلى شحن مستمر وحماية المحتوى، فهناك قلق بشأن حقوق الملكية الفكرية وحماية المحتوى الرقمي من النسخ غير المصرح بها.
القراءة عبر المنصات الرقمية توفر تجربة مرنة ومتنوعة، ولكن من المهم التوازن بين استخدام التكنولوجيا والاهتمام بالراحة الشخصية، في ظل حُضور القراءة ضمن المؤلفات الرقمية والإصدارات الإلكترونية وأصبح هناك تنافس شرس بينها وبين الورقية، ورغم أن لكل منها جمهوره وحضوره في المشهد المعرفي، فالكثير من الإصدارات الورقية تلاشت في ظل وجود المؤلفات الإلكترونية والتي لا يمكن للقارئ أن يتمتع بتفاصيل ما تخفيه بين دفتيها ولا ملامسة صفحاتها وشمّ رائحة تلك الأوراق التي تسكن في وجدان القارئ ليشعر بالنّشوة والتناغم مع مضمون ما يقرأه وهذا ما توفره الكتب الورقية.
وهذا التنافس سبب جدلاً واسعاً في الساحة الثقافية ليظل هاجساً عالقاً في طيات الفكر الإنساني لدى الكثيرين عبر التنافس بين الورقي والإلكتروني داخل دائرة الانسجام والاختلاف والحضور والانتشار، لكن الصورة الإيجابية التي ترتسم على المشهد تبقى تكاملية وتحمل ذلك التناغم المُفعم بالحضور الإبداعي والتألق المعرفي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/55pwsz4v

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"