الاستثمار والشراكة من أجل البشرية

00:53 صباحا
قراءة دقيقتين
2

تتقن دولة الإمارات العربية المتحدة بناء الشراكات الهادفة، التي يغلب عليها الطابع التنموي، وفي إطار الاستفادة من المصالح المشتركة، شرقاً وغرباً، ومن خلال المساهمة الفاعلة في المنتديات الدولية المهمة.
بالأمس، أعلنت شركة «إم جي إكس» التكنولوجية التي انطلقت حديثاً برئاسة سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، والتي تركّز على تسريع تطوير وتبنّي الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، عن شراكة ضخمة تجمعها مع كبار اللاعبين الدوليين في مجالات الاستثمار والتكنولوجيا، «بلاك روك» و«جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز» و«مايكروسوفت»، و«إنفيديا»، تحت مسمى الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
هدف الشراكة توظيف 30 مليار دولار من رأس المال الخاص من المستثمرين ومالكي الأصول والشركات، على أن يصل هذا إلى 100 مليار دولار من الاستثمار، في مراكز البيانات الجديدة والموسعة، تلبيةً للطلب المتزايد على القدرة الحوسبية الفائقة.
تدرك الإمارات أهمية الذكاء الاصطناعي، لبناء مستقبل مشرق ولتمكين وتسريع وتيرة الابتكار والتطورات التكنولوجية، في بناء قطاعات الاقتصاد الجديد.
لا تقف استثمارات الإمارات عند حدود مصالحها الوطنية، بل تحرص على أن تكون شراكات من أجل مستقبل أفضل للبشرية، من خلال توظيف العلاقات مع كبار المستثمرين واللاعبين من أجل المساهمة في التنمية المستدامة للعالم الذي نعيش فيه وللمستقبل.
وفي الشراكة الأخيرة، المختصة في مجال مراكز البيانات، وتعزيز قدرات الاستثمار في توفير الطاقة لمراكز البيانات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي، إنما تسعى الإمارات إلى تعزيز النمو الاقتصادي للدول النامية أيضاً، وخلق فرص العمل، ودفع عجلة الابتكار في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وفي الإطار التنموي أعلنت شركة «جي 42» الإماراتية، عن شراكة مع «إنفيديا» بهدف تعزيز تكنولوجيا المناخ، والتركيز على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي الهادفة لتحسين توقعات الطقس بشكل كبير على مستوى العالم.
وستركز الشراكة في المرحلة الأولى على تطوير نموذج لتوقعات الطقس بدقة كيلومتر مربع، لتحسين رصد التوقعات الجوية، من خلال إنشاء مركز عمليات جديد ومختبر للمناخ التقني في أبوظبي، والذي سيكون مركزاً مخصصاً للبحث والتطوير.
هذه الشراكات هي أمثلة صريحة لتوجهات الإمارات نحو الذكاء الاصطناعي، والذي من المتوقع أن يكون بنداً رئيسياً على جدول زيارة صاحـب السمــــو الشيخ محمــــد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى واشنــــــطن الاثنــين المقبل.
التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي فـي صلب توجهات الإمارات المستقبلية، توظف الشراكات الاستراتيجية القائمة على تبادل الأفكار وإقامة المشاريع والمبادرات، وتسخر العلوم والابتكارات، وتحقق الاستفادة القصوى منها للنهوض بالاقتصادات والرفاه الاجتماعي العالمي.
تطوير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، ليس الهدف وإنما الوسيلة لبلوغ الهدف الأسمى، ألا وهو بناء مستقبل تقوم فيه التكنولوجيا بدور كبير في خدمة الإنسانية، وتعزيز مستوى الرفاهية والاستدامة والتواصل بين دول العالم.
شراكات الإمارات لا تقف عند الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، وإنما تتعداهما إلى الفضاء والعلوم الصحية والطاقة المتجددة والاستدامة، وجميعها من أجل مستقبل أفضل للبشرية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yt8sx32v

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"