ملتقى الشارقة الدولي للراوي

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

.. كرّس ملتقى الشارقة الدولي للراوي ثقافة وجماليات الحكاية في الموروث الشعبي المحلي الإماراتي والعربي والعالمي، وبخاصة في السنوات الأربع الأخيرة، ففي العام ٢٠٢١ كان المحور الأساسي للملتقى قصص الحيوان، وفي العام ٢٠٢٢ ركّز الملتقى على قصص وحكايات البحر، أما في دورة العام ٢٠٢٣، فكان محور الملتقى حكايات وقصص النباتات، فيما هذه الدورة الرابعة والعشرون التي انطلقت فعالياتها أمس الأول جاءت تحت عنوان حكايات الطيور، وهو محور غزير الأفكار وغنيّ بالسرديات الشعبية والروائية التقليدية التي تتخذ من لغة ومنطق الطير انطلاقاً أدبياً لها بكل ما في هذه السرديات من حكمة ولغة وتأويلات..
ثقافة شعبية ونخبوية عمّقها الملتقى في محيطنا الثقافي منذ انطلاق الدورة الأولى في العام ٢٠٠١، وكان آنذاك ملتقى محلياً يهتم بالثقافة الشعبية للمكان الاماراتي، وفي العام ٢٠١٥ تحوّلت محاور الملتقى إلى صبغة عربية وعالمية لأسباب ثقافية عديدة من أهمّها تلك المشتركات الحكائية التي تجمع ثقافات العالم الشعبية على مبدأ إنساني واحد، وقبل ذلك، فإن هذه الثقافات قد أخذت من موروثاتها في الشرق والغرب، ولذلك، تجد حكاية شعبية ذات منشأ آسيوي مثلاً، قد تشابهت حدّ التطابق مع حكاية أخرى ذات منشأ غربي أو شمالي أو جنوبي، وهكذا تتشارك المخيلات البشرية في صياغة أدب شعبي هو في حقيقته جذر ثقافي أصيل للآداب الروائية والسردية الكبرى في العالم.
من هذه النقطة التشاركية بين ثقافات وآداب الشعوب جاءت عالمية ملتقى الشارقة الدولي للراوي الذي يحكي، ويقصّ بلسان واحد في آخر الأمر حتى أو تعددت لغات الشعوب وأبجدياتها الحكائية والسردية.
هذه الدورة من الملتقى دورة حكايات الطيور، وما من طير معروف في ذاكرتنا العربية إلّا وله حكاية أو حكايات.. من ذلك الطير الأخضر الذي كانت جدّاتنا تحكي عنه قبل أن نستغرق في النوم، إلى حكايات الحمام وما أكثرها من زرقاء اليمامة إلى حمام الزاجل، ومن حكاية الهدهد إلى قصة الغراب.. الطائر الذي تعلم منه الإنسان كيف يدفن أخاه الميت، إلى التشاؤمات والتفاؤلات الشعبية المرتبطة بالطير في المعتقدات الشعبية، المرتبطة بالطير في المعتقدات الشعبية، ثم ذلك المنطق الصّوفي للطير الذي وثّقه فكرياً وفلسفياً فريد الدين العطار، ربما لكي يتعلم الإنسان حكمة ومنطق الطير، لا بل إن الانسان لم يقف حائراً ومندهشاً أمام هذه البلاغة الصوفية المشتقة من رحلة الطير فقط، بل راح هذا الإنسان نفسه يتعلم الطيران من هذه الكائنات التي تصنع معجزاتها من مجرد الريش، والأجنحة.
الجميل أيضاً في محور الطير أننا على موعد مع حزمة من الكتب والمؤلفات التي يصدرها معهد الشارقة للتراث تحت العنوان الذي نحبّه: أدب الطير..
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc55v4ss

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"