عادي

تغيير المسار المهني.. كيف تعيد اكتشاف نفسك من جديد؟

23:16 مساء
قراءة 4 دقائق
إعداد: أحمد البشير

تعتبر حياتنا المهنية رحلة مملوءة بالتحديات والفرص، حيث يتداخل النجاح مع الفشل، وتتغير الأمور مع مرور الوقت. وأحياناً تكون هذه التحديات حافزاً للتطور والنمو، وفي أحيان أخرى قد تُعيقنا لدرجة تجبرنا على إعادة التفكير في مسارنا المهني بأكمله. وإذا وجدت نفسك في موقف يتطلب تغييراً جذرياً في حياتك المهنية، فمن الضروري أن تكون لديك خطة واضحة لإعادة اكتشاف مسارك المهني، والانطلاق نحو مستقبل جديد يحقق أهدافك.

  • أسباب تغيير المسار المهني

هناك الكثير من الأسباب التي قد تدفعك للتفكير في تغيير مسارك المهني. ومن أبرز هذه الأسباب التغيرات الاقتصادية وتقلبات سوق العمل، والتي قد تؤدي إلى انخفاض الطلب على الوظائف في مجالك الحالي وصعود فرص جديدة في مجالات أخرى. كما يمكن أن يكون عدم الرضا عن وضعك المهني الحالي أو شعورك بالاحتراق الوظيفي سبباً للبحث عن تجارب وتحديات جديدة. إضافة إلى ذلك، قد تجد نفسك راغباً في تغيير مسارك المهني إذا لم تعد ترى فرصاً للتطور في مجالك الحالي.

خطوات عملية لتغيير مسارك المهني

يعتبر تغيير المسار المهني تحدياً كبيراً، خاصة إذا كان التغيير يتطلب الانتقال إلى مجال جديد تماماً. ولتجنب المخاطر المحتملة، يجب اتخاذ خطوات عملية ومدروسة بعناية:

  1. تقييم الوضع الحالي: قبل اتخاذ قرار بتغيير مسارك المهني، من المهم أن تقيم وضعك الحالي بعناية. هل الأسباب التي تدفعك للتغيير مؤقتة ويمكن حلها، أم أنها تتطلب فعلاً تحركاً جذرياً؟ وعلى سبيل المثال، إذا كان الملل أو الصراعات في العمل هي الأسباب الرئيسية لرغبتك في التغيير، قد يكون البحث عن وظيفة جديدة في نفس المجال أو تطوير مهاراتك حلاً أفضل من تغيير المسار المهني بالكامل. أسئلة مثل: «ما هي التحديات التي أواجهها؟» و«هل يمكن حلها دون تغيير المسار؟» ستساعدك في تقييم الوضع بدقة.
  2. اكتشاف المهارات الشخصية: تغيير المسار المهني لا يعني بالضرورة البدء من الصفر. لديك بالفعل مهارات اكتسبتها من مسارك السابق، ويمكن أن تكون ذات فائدة كبيرة في مجالك الجديد. ومن المهم تحديد هذه المهارات وتقييم مدى قابليتها للتطبيق في المجال الجديد. وعلى سبيل المثال، إذا كنت تعمل كمحامٍ وتريد الانتقال إلى مجال التسويق، فإن مهارات مثل التفاوض والإقناع ستكون ذات قيمة كبيرة.
  3. تحديد الأهداف المهنية: بمجرد تقييم وضعك الحالي واكتشاف مهاراتك، يأتي دور تحديد أهدافك المهنية. يجب أن تكون هذه الأهداف واقعية ومتوافقة مع خبراتك السابقة ومهاراتك واهتماماتك. إذا كنت تعمل في مجال الطب ولكنك لا تستمتع بممارسته، وتجد شغفك في الكتابة، فقد يكون هدفك المهني الجديد هو أن تصبح كاتباً أو مترجماً طبياً. من المهم التفكير بعناية في أهدافك ووضع خطة لتحقيقها.

اكتشف مهاراتك الشخصية التي تُمكّنك من إجادة المسارات المهنية التي تجد شغفك فيها. وإليك بعض الأسئلة التي يمكن أن تساعدك على ذلك، وتُظهر أمامك نقاط قوتك وتكشف لك نقاط الضعف التي تحتاج إلى تحسينها للتحول إلى المسار المهني الجديد مثل:

  • ما هي قدرتي على التعلم واكتساب مهارات جديدة؟ 
    ستحدد لك الإجابة مدى مرونتك ومقدرتك على تعلم مهارات المسار المهني الجديد.
  • كيف أتعامل مع التحديات؟ 
    ستكشف لك الإجابة قدرتك على حل المشكلات واتخاذ القرارات.
  • ما هي الأهداف الشخصية التي حققتها بفضل مهاراتي؟ 
    فكّر في الإنجازات التي تراها نتيجة مباشرة لمهاراتك.
  • هل أستطيع العمل ضمن فريق؟ 
    ستكشف لك الإجابة قدرتك على التعاون والعمل الجماعي.
  • كيف أدير وقتي وأولوياتي؟ 
    قيَّم مهاراتك في إدارة الوقت وتنظيم العمل.
  • كيف أتعامل مع التغيير؟ 
    قيَّم مدى مرونتك وقدرتك على التكيف مع التغيرات الجديدة.
  • ما هي المهام التي استمتع بأدائها؟ 
    ستحدد لك الإجابة الأنشطة التي تشعر بالتميز فيها.
     
  1. البحث في سوق العمل: بعد تحديد أهدافك المهنية، عليك البدء في البحث عن الفرص المتاحة في سوق العمل. تعرف إلى المهارات المطلوبة، مسؤوليات الوظائف، وفرص النمو في المجال الجديد. هذه الخطوة ضرورية لتحديد ما إذا كان المسار المهني الجديد الذي اخترته مناسباً لك أم لا.
  2. وضع خطة تنفيذية: إن الخطة التنفيذية هي خريطة طريق لتحقيق أهدافك المهنية. قسّم الأهداف الكبيرة إلى مهام صغيرة يمكن تحقيقها في إطار زمني محدد. وهذا سيساعدك على متابعة تقدمك وتعديل استراتيجياتك وفقاً للحاجة. وعلى سبيل المثال، إذا كنت ترغب في الانتقال إلى مجال تصميم الجرافيك، يمكنك وضع خطة لمدة أربعة أشهر تتضمن تعلم المهارات الأساسية وممارسة التدريب العملي.
  3. التأهيل للمسار الجديد: يتطلب التأهيل للمسار المهني الجديد تحسين المهارات الأساسية وتنمية المعرفة في المجال الجديد. حتى لو لم تكن لديك جميع المهارات المطلوبة، يمكنك الاستفادة من مهاراتك السابقة وتطويرها. وعلى سبيل المثال، إذا كنت تعمل في المبيعات وتريد الانتقال إلى التسويق الرقمي، فإن مهارات الإقناع والتواصل ستكون مفيدة جدا. يمكنك أيضاً الحصول على تدريبات أو فرص تطوعية لتطوير خبراتك في المجال الجديد.
  4. بناء شبكة علاقات مهنية: تعتبر العلاقات المهنية من أهم العوامل التي تسهم في نجاحك في المسار المهني الجديد. تواصل مع زملاء العمل السابقين وأطلعهم على خططك لتغيير المسار، فقد يكون لديهم معلومات أو توصيات تساعدك على الحصول على فرص جديدة. كذلك، حاول بناء علاقات جديدة في المجال الذي ترغب في الانتقال إليه من خلال الانضمام إلى مجتمعات مهنية على الإنترنت أو حضور المؤتمرات وورش العمل.
  5. استشارة المتخصصين: استشارة المتخصصين يمكن أن تكون خطوة حاسمة لتحقيق النجاح في تغيير مسارك المهني. يمتلك الخبراء في مجالات التوظيف فهماً عميقاً لمتغيرات سوق العمل ويمكنهم تقديم نصائح قيمة تساعدك على الوصول إلى أهدافك. كما يمكنهم توجيهك نحو الدورات التدريبية المناسبة وتقديم المشورة حول كيفية تسويق نفسك بشكل فعال في المجال الجديد.

إن تغيير المسار المهني ليس قراراً سهلاً، ولكنه يمكن أن يكون خطوة ضرورية لتحقيق أهدافك المهنية والشخصية.

من خلال تقييم وضعك الحالي واكتشاف مهاراتك وتحديد أهدافك المهنية بوضوح، يمكنك الانتقال بثقة إلى المسار الجديد. تذكر أن التحول الناجح يتطلب خطة محكمة، استمرارية في التعلم، والاستعانة بالمتخصصين لتوفير رؤية أوضح. ومع الوقت، سيسهم التكيف مع التغييرات والمرونة في تعديل الاستراتيجيات في تحقيق النجاح في المسار المهني الجديد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3usptut6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"