عادي

جيف راسكين.. رائد التصميم الرقمي

23:12 مساء
قراءة دقيقتين
جيف راسكين
إعداد: أحمد البشير

يُعتبر جيف راسكين أحد الرواد الرئيسيين في عالم التكنولوجيا وتصميم الحواسيب الشخصية، وله أثر بارز على الطريقة التي نتفاعل بها مع الحواسيب. ولد في 9 مارس 1943، وكان له مسيرة مهنية غنية بالابتكارات والمفاهيم الجديدة التي ساعدت في تشكيل تطور الحوسبة الحديثة.
نشأ راسكين في الولايات المتحدة ودرس الرياضيات والفلسفة في جامعتي ستانفورد وبنسلفانيا، حيث حصل على درجة الماجستير في علوم الحاسوب. كانت خلفيته الأكاديمية في الرياضيات والفنون والفلسفة، ما ساعده على تطوير منظور شامل حول كيفية تبسيط التكنولوجيا لتكون في متناول الجميع.
في عام 1979، انضم راسكين إلى شركة أبل بعد أن تعرف إليه ستيف جوبز وراهنت الشركة على رؤيته لتصميم حاسوب سهل الاستخدام. وراسكين هو الذي أطلق مشروع «ماكنتوش»، الذي كان الهدف منه إنشاء جهاز حاسوب يتمتع بواجهة مستخدم بسيطة تمكن الأشخاص العاديين من استخدامه دون الحاجة إلى تدريب أو معرفة تقنية عميقة.
ركز راسكين في تصميماته على تجربة المستخدم، حيث كان يرى أن الحواسيب يجب أن تكون أدوات بسيطة، بديهية وسريعة في الاستخدام. وأراد أن يُظهر أنه من الممكن تصميم جهاز حاسوب لا يحتاج المستخدم فيه إلى أوامر نصية معقدة، بل يعتمد على واجهة مستخدم رسومية سهلة تعتمد على النوافذ والأيقونات.
كانت فلسفة راسكين في التصميم تعتمد على البساطة والفعالية. كان يعتقد أن الحواسيب يجب أن تخدم المستخدم وليس العكس، لذا ركز على إنشاء واجهات تفاعلية سهلة الوصول. وقد جادل بأن النظام الجيد هو الذي يجعل المستخدمين يشعرون بأنهم لا يتفاعلون مع الآلة، بل يقومون بالمهام بسهولة ودون تفكير معقد.
رغم أن راسكين كان الشخص الذي بدأ مشروع «ماكنتوش»، إلا أنه غادر الشركة في أوائل الثمانينات بعد خلافات مع ستيف جوبز حول اتجاه المشروع.
أراد جوبز تطوير الجهاز ليكون أكثر تطوراً وقوة في الأداء، بينما كان راسكين يركز على البساطة وسهولة الاستخدام. وهذا الخلاف أدى في النهاية إلى خروج راسكين من المشروع ومن الشركة نفسها.
بعد مغادرته شركة أبل أسس عدة شركات تكنولوجية، بما في ذلكInformation Appliance، وهي شركة ركزت على تصميم أجهزة تسهل الوصول إلى المعلومات. كما كتب العديد من الكتب حول تصميم واجهات الاستخدام وتجربة المستخدم، وكان له تأثير كبير على مجال التصميم الرقمي.
توفي جيف راسكين في عام 2005، لكنه ترك إرثاً عظيماً في عالم التكنولوجيا. كان راسكين مؤمناً بأن الحواسيب يجب أن تكون أدوات مساعدة للبشر وليس عبئاً تقنياً. اليوم، تُعد واجهات المستخدم الرسومية وأفكار التفاعل البسيط مع التكنولوجيا جزءاً أساسياً من جميع الأجهزة الحديثة، من الهواتف الذكية إلى الحواسيب.
يمكن القول إن راسكين لم يكن فقط مبتكراً تقنياً، بل كان أيضاً رؤيوياً في كيفية جعل التكنولوجيا في متناول الجميع، فبينما كان آخرون يركزون على القوة والأداء، ركز راسكين على الإنسانية في التصميم، وهو ما جعله واحداً من الأسماء البارزة في مجال الحوسبة والتكنولوجيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/msktrsyr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"