دبي: علي نجم
فرض الوصل نفسه «إمبراطوراً» مطلقاً لـ«ديربي بر دبي»، بعدما حسم اللقاء السادس على التوالي أمام جاره النصر بانتصار ثمين بثلاثة أهداف مقابل هدف في استاد زعبيل، ليرفع «الأصفر» رصيده إلى 7 نقاط، ويتقدم على «الأزرق»الذي كان يحتل صدارة الترتيب قبل بداية المرحلة الثالثة من دوري أدنوك للمحترفين.
ونجح الوصل في ضرب سرب من العصافير بحجر واحد، بعدما أثبت أن الفوز في«الديربي» بات لعبته المفضلة في المواسم الثلاثة الأخيرة، حيث سجل الفوز السادس على التوالي على النصر في بطولتي الدوري والكأس، لينجح في تأكيد مقولة جماهيره الكبيرة بأن«دبي صفراء»، في إشارة إلى تلونها بلونه الأصفر التقليدي.
توجب على مدرب الوصل إيقاف«الموج الأزرق»الذي كان يندفع بقوة من أجل البحث عن البقاء في القمة، وقد نجح في ذلك، في حين قام لاعبو الفريق البطل بردة فعل مميزة، بتحويل التأخر 0-1 في الشوط الأول، إلى فوز كبير ومثير بالثلاثة في الثاني.
شهدت المباراة مشاركة فابيو ليما أساسياً، فحضر الهداف التاريخي على فترات، ووقفت العارضة حائلاً بين زيارة الشباك في مناسبتين، بعدما حرمته من تسجيل هدف الموسم في الشوط الأول من زمن المباراة.
وراهن المدير الفني الصربي ميلوش مرة جديدة على أسلوب اللعب بثلاثة مدافعين، مع اعتماد كبير على أدوار دفاعية- هجومية لكل من عبد الرحمن صالح والياباني تاكاشي، في وقت واصل كايو تأدية دور المهاجم الأول في التشكيل، بينما كان خيمنيز صلة الوصل والربط بين الخطوط.
تفوق العميد
أما النصر الضيف، فقد دخل لقاء زعبيل بروح الصدارة، وبطموح إنهاء التفوق الأصفر، وفرض نفسه عميداً فوق القمة.
وضحت منذ البداية طموحات النصر بتحقيق الفوز، ففرض نفسه الطرف الأفضل، والأكثر استحواذاً وخطورة، بل ونجح في بلوغ شباك الحارس خالد السناني بعد خطأ من خيمنيز، وبعد تطبيق أسلوب الضغط العالي الذي راهن عليه شرودر في موقعة زعبيل.
كان النصر الطرف الأكثر خطورة، وسيطرة وإن عابه أنه لم يعرف «قتل المباراة» كما وصف المدير الفني شرودر سيناريو المباراة بعد نهايتها، حين لم يستغل التفوق في أول 45 دقيقة ليسجل أكثر من هدف، أو يستغل سوء حالة أصحاب الأرض والأخطاء التي وقع بها الفريق البطل.
حاول المغربي تاعرابت وقاتل وسجل، وتحرك اللاعبان أزرقان وعثمان بوسعيد على الجانبين، فأسهما في نقل الكرات سريعاً إلى منطقة الفريق الأصفر، بينما كان علي مبخوت أبرز الغائبين بعدما وجد نفسه وسط كماشة من مدافعي الوصل الذين قطعوا عنه الماء والهواء، ولم يظهر في المربع الأصفر إلا في ما ندر.
لعبة المدربين
وفي التأكيد على أن مقولة الشوط الأول للاعبين، والثاني هو شوط المدربين، قام ميلوش بتغييرات تكتيكية، أسهمت في تغيير شكل ومسار المباراة، ليكون الفوز في الديربي من نصيب الوصل.
وكان إشراك علي سالمين بدلاً من الياباني تاكاشي ووضع علي صالح كظهير في الجانب الأيمن، يُعد تغييراً نوعياً بدل من شكل أداء الفريق البطل، لينجح صاحب الأرض في تسجيل هدف التعادل بعد رمية تماس من عبد الرحمن صالح حولها كايو بذكاء ودهاء إلى هدف التعادل وسط غفلة من دفاع النصر.
وبدل هدف كايو من سيناريو المباراة، خاصة بعد التغييرات الغريبة التي قام بها شرودر، وهو ما أسهم في تراجع النصر بل والغياب التام عن سيناريو المباراة، وكأنه اكتفى باللعب 45 دقيقة فقط.
وعاب النصر الضعف الكبير في بناء الهجمات أو في الحد من فعالية وخطورة الأوراق الرابحة في تشكيلة الوصل، التي قادها ببراعة «الغولدن بوي» علي صالح الذي أبدع في صنع الفارق بتسجيل الهدف الثاني بتسديدة ولا أروع من داخل المربع، قبل أن يقدم فاصل الموسم المهاري حين تجاوز ظهير النصر بوسعيد بلمسة وبكعب جسد المهارة الكبيرة للولد الذهبي ولقائد الفرقة الصفراء، قبل أن يعكس كرة تابعها المدافع- الهداف سفيان بوفتيني بتسديدة داخل مرمى الأزرق.
السعادة
وضحت علامات الارتياح على وجه المدير الفني للوصل الصربي ميلوش عقب المباراة، وإن اعترف أن الأداء في الشوط الأول لم يكن بالشكل المناسب.
وقال: في فترة الاستراحة، ناقشنا المشاكل التي قد عاناها الفريق في الشوط الأول، قمنا بتعديل بعض الجوانب ومن ثم قام الفريق بإظهار المستوى الجيد.
وقال: دائماً نريد أن نلعب بأسلوبنا، في الشوط الأول فقدنا بعض الجوانب خاصة على صعيد وجود اللاعبين في المربع، وفي الثاني قمنا ببعض التغييرات ووُجدنا في المكان المناسب ونجحنا في التغيير، وعندما يكون لديك تلك الروح الواحدة في الفريق يصبح من السهل تغيير مسار المباريات.
وأثنى المدرب الصربي على القائمة التي يمتلكها سواء من لاعبين أساسيين أو بدلاء، مؤكداً أن الإدارة لم تقصر فهي استطاعت الحفاظ على قوام الفريق والقيام ببعض التعديلات الجديدة.
من جهته، قال المدير الفني لفريق النصر الهولندي شرودر: لعبنا جيداً في الشوط الأول، وسجلنا هدفاً، كنا ندرك أننا نواجه فريقاً مميزاً حامل اللقب وفريقاً يجيد السيطرة على الكرة.
وتابع: وقعنا في العديد من الأخطاء في الشوط الثاني، قمنا بفقدان الكرة سريعاً، ولعب الكرات الساقطة والطويلة، ما ساعدهم على السيطرة على المباراة.
وشدد «بسبب فقدان فلسفتنا الكروية، وبسبب ضغوطات الديربي خسرنا المواجهة.
وعاد المدرب الهولندي للتأكيد على على تفوق حصاد الفريق، بنيل 6 نقاط من أصل 9 ممكنة في أول 3 جولات، وقال: لسنا المرشح الأول للفوز باللقب، ربما البعض يعتقد أننا من المرشحين، نحن فريق كبير كما سائر الفرق الأخرى لكن هناك أندية لديها ميزانية أكبر مثل الوصل والعين وشباب الأهلي، نحن سنواصل العمل وفق فلسفتنا ورؤيتنا حتى نصل إلى الهدف المأمول.
ميلوش 5- شرودر 0
فشل المدير الفني الهولندي لفريق النصر في إنهاء العقدة وتحقيق التفوق على حساب المدير الفني لفريق الوصل الصربي ميلوش، بعدما خسر «ابن الكرة الشاملة» المواجهة الخامسة على التوالي أمام ميلوش والفريق الأصفر.
وكانت المواجهة الأولى بين المدربين قد جمعتهما حين كان الهولندي مدرباً للعين، فخسر بثلاثة أهداف مقابل هدف، قبل أن يقال من تدريب «الزعيم» عقب تلك المباراة.
وبعد تولي تدريب النصر، زار شرودر مع الفريق الأزرق ملعب الوصل، لكنه خرج خاسراً بهدف دون مقابل.
القمة الأهم، بين الفريقين، كانت في نهائي أغلى المسابقات، وهي المباراة التي ذهب الفوز بكأسها الغالية إلى ميلوش وكتيبته بعد الانتصار الكبير بالأربعة.
لقاء إياب الموسم الماضي، كان ليلة التتويج لبطل الثنائية، فلعب المباراة مرة جديدة في زعبيل أيضاً وحسمها عريس الموسم بانتصار بهدفين دون مقابل.
ولم يتمكن شرودر في لقاء المواجهة الخامسة أمام ميلوش، من تحقيق الفوز، أو حتى التعادل، ليخرج خاسراً بثلاثة أهداف مقابل هدف.
وبهذه الحصيلة، يكون الصربي قد تفوق بـ 5 انتصارات من 5 مواجهات، وبحصاد تهديفي كبير (13-2).