عادي
يبتكرون أساليب لإخفائها عن أنظار الإداريين والمعلمين

السجائر الإلكترونية.. وهم الشعور بالنضج يغري طلبة المدارس

01:45 صباحا
قراءة 4 دقائق

تحقيق: منى البدوي

انتشرت مؤخراً الشيشة أو السجائر الإلكترونية بين طلبة المدارس، خاصة فئة المراهقين، وباتوا يبتكرون أساليب مختلفة لإخفائها عن أنظار الإداريين والمعلمين، وهو ما دفع الإدارات المدرسية إلى ابتكار طرق وأساليب توعوية وبرامج مختلفة لمواجهة تفشي هذه الظاهرة التي تؤثر سلباً في صحة وسلامة الطلبة.
استطلعت «الخليج» آراء الخبراء والمتخصصين ومديري مدارس حول مواجهة هذه الظاهرة والتصدي لها بأساليب توعية، علمية تربوية حديثة، إضافة إلى توعية أبنائنا بالابتعاد عن أصدقاء السوء.
تنوعت أسعار وأحجام السجائر الإلكترونية، ما سهل على طلبة المدارس اقتناءها، وإخفاءها في الجيب، خصوصاً أنه تم تصنيع بعضها على هيئة قلم أو ساعة وأدوات أخرى يستخدمها الطلاب، خصوصاً مع غياب دور الأسرة في المتابعة والتوعية من العوامل التي قد تسهم في الانقياد نحو ممارسة هذا السلوك الخاطئ.
أساليب علمية
قال الدكتور ياسر حسين حامد، مساعد مدير مدرسة «توام» النموذجية الخاصة بالعين، إن تفشي السجائر الإلكترونية بين الطلبة، أحد السلوكيات التي تسعى الإدارة إلى مواجهتها بجملة من الأساليب العلمية التربوية الحديثة، التي تسهم في تحقيق الأهداف التوعوية المطلوبة وفي نفس الوقت تتناسب مع فئاتهم العمرية.
ولفت إلى أن التوعية عامل مهم في ابتعاد الطلبة عن هذه السلوكيات والممارسات الخاطئة، إلى جانب توجيه التفكير نحو الممارسات والسلوكيات الإيجابية، موضحاً أن المدرسة تنتهج الأسلوب التوعوي بتنظيم محاضرات دورية بالتعاون مع شرطة أبوظبي للطلبة من الجنسين، للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات وأصدقاء السوء، كما تم وضع خطة رحلات للطلبة تتضمن زيارة لمراكز العلاج من الإدمان للتوعية بمخاطر الإدمان الذي غالباً ما يبدأ بالتدخين.
اللائحة السلوكية
ذكر ياسر حامد، أن الأخصائيين الاجتماعيين بالمدرسة يقومون بدورهم منذ بداية العام الدراسي بعمل محاضرات للطلبة لتوضيح اللائحة السلوكية وما تتضمنه من العقوبات التي تتعلق بحيازة السجائر أو الشيشة الإلكترونية، والتي تبدأ باستدعاء ولي الأمر وتتدرج إلى الفصل من المدرسة في حال عدم امتثال الطالب للتعليمات.
وأشار د. ياسر حامد، إلى أن خطط تفعيل السلوكيات الإيجابية وتحفيز التفكير الواعي لدى الطلبة، يتضمن العديد من البرامج والأنشطة ومنها تكوين مجلس طلابي يتولون فيه العديد من المهام التي تنمي لديهم الوعي والتفكير الصحيح والإحساس بالمسؤولية تجاه النفس والمجتمع والوطن، وإنشاء مركز لاكتشاف المواهب داخل المدرسة وتنميتها، إضافة إلى تنظيم أنشطة رياضية مختلفة تسهم في تحسين صحتهم البدنية والنفسية.
وأكد أهمية دور الأسرة بشكل عام في حماية الأبناء من الانجرار خلف أصدقاء السوء، بالتعرف إلى أصحابهم وأسرهم وتحديد ساعات قليلة للوجود خارج المنزل ومتابعة مصروفاتهم المادية، إلى جانب التحاور معهم حول مخاطر التدخين، مشيراً إلى أن التعاون مع المدرسة يسهم بشكل كبير وفاعل في تجنيب الأبناء ممارسة السلوكيات السلبية التي تشكل خطراً كبيراً على صحتهم وسلامتهم.
العادات والتقاليد
أكد أحمد البستكي، نائب المدير العام لمدارس الإمارات الوطنية، أن إدارة المدارس، تسعى إلى ترسيخ فكر ورؤية القيادة الرشيدة في نفوس الأجيال الناشئة، وإعداد قادة المستقبل من خلال ربطهم بالهوية الوطنية والتمسك بالقيم والعادات والسنع الإماراتي، خاصة أن فئة الشباب من أكثر الفئات تأثراً بكل ما هو إلكتروني وعصري.
وأشار إلى أن الشيشة الإلكترونية تعد من تلك المؤثرات السلبية الأكثر تأثيراً على فئة الشباب بسبب التقليد الأعمى إلى جانب أنها تشبع لديهم رغبة الإحساس بالنضوج وحِسَ المسؤولية وإن كان وهماً.
وقال إن إدارة المدارس سعت إلى تطبيق أحدث الأساليب العلمية والتربوية والنفسية في تنمية الفكر الواعي لدى الطلبة، وذلك من خلال إفساح المجال أمامهم لطرح المشكلات الاجتماعية والظواهر السلبية ومنها ظاهرة تفشي الشيشة الإلكترونية بين المراهقين من الطلبة، وابتكار حلول مناسبة وقابلة للتطبيق لمعالجتها أو التقليل منها.
أنشطة لا صفية
أضاف البستكي، أنه تم رفد طلبة المدرسة بأنشطة لا صفية، وتحفيزهم على البحث في قضايا مجتمعية تخصهم أو تهم فئتهم العمرية وهو ما يسهم في تنمية الحس الوطني والمسؤولية المجتمعية، وأيضاً عرض المشكلة والحلول على أقرانهم لتفادي ممارسة السلوكيات السلبية ونشر فكرة التوعية.
وأشار إلى حرص إدارة المدارس على العمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات المجتمعية والحكومية، حيث يعمل الطلبة كل عام مع مركز الأرشيف والمكتبة الوطنية والمركز الوطني للتأهيل على مشاريع اجتماعية تهدف إلى توعية فئات المجتمع المختلفة ببعض القضايا التي تواجهها فئة المراهقين والشباب، وهو ما حقق أهدافاً تربوية واجتماعية وسلوكية وغيرها.
وأوضح أنه تم تزويد الطلبة بالمعلومات، ومقابلة ذوي الخبرة من المواطنين أصحاب القرار في ذلك المجال، كما زاروا العديد من المؤسسات مثل إدارة مكافحة المخدرات بمدينة العين واستمعوا إلى المختصين وتعرفوا إلى وسائل وطرق إغواء الشباب للدخول إلى ذلك المستنقع من خلال وسائل عديدة ومنها الشيشة الإلكترونية.
بحث المشكلة
استعرض وسام الدين غازي، معلم دراسات اجتماعية بمدارس الإمارات الوطنية، مشروعاً توعوياً قام الطلبة بأنفسهم بتنفيذه وأسهم في تحقيق أهدافه بتسليط الضوء على أضرار الشيشة والسجائر الإلكترونية والحد من تداولها بين الطلبة والعمل على المشروع بين المراهقين والشباب مستخدمين وسائل التكنولوجيا الحديثة والتي يقبل الشباب على استخدامها بكثرة.
وقال إن تفعيل دور الطلبة في جميع خطوات المشروع كان له أثر بالغ في نفوسهم وفي نفوس المتلقين، حيث قام الطلبة بوضع خطة عمل للمشروع ووزعوا فيما بينهم الأدوار، وصمموا شعاراً للمشروع ينطلق من سعيهم إلى تحقيق الرسالة والرؤية والأهداف، وعملت المجموعة أيضاً على تصميم وسائل دعائية متعددة منها وسائل التواصل الاجتماعي عبر تصميم صفحة إلكترونية على التطبيقات التي يستخدمها الشباب والمراهقين لنشر التوعية المجتمعية بالمشكلة وأضرارها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/nxrs8n3v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"