رأس الخيمة: حصة سيف
قال التربوي علي سعيد الزياني، إنه أمضى نحو ثمانية وثلاثون عاماً في خدمة الميدان التربوي، لكن المرحلة القريبة إلى قلبه هي وقت أن كان يعمل معلم فصل، نظراً للإحساس المباشر بقيمة عطائه وتواصله مع الطلبة.
وقضى الزياني 10 أعوام معلم فصل، و12 عاماً مُساعد مدير، و12 أخرى مدير مدرسة، ويشغل منذ أربعة أعوام منصباً في مركز التقييم للاختبارات الوطنية، متنقلاً بين سبع مدارس، وعلى الرغم من أن مدرستين منهما بعيدتين عن مقر مسكنه لمسافة تزيد على 50 كيلومتراً، فإنه أكد أن التنقل مفيد للمعلم لتجديد عطائه وتغيير نمط الحياة ككل.
وفي تصريحاته ل«الخليج»، أضاء الزياني المولود في عام 1966، على محطات في حياته التربوية، وقال: «بعد أن تخرجت من مدرسة سعيد بن جبير في رأس الخيمة عام 1985، انتسبت إلى دبلوم تأهيل المعلمين في مدرسة الصديق برأس الخيمة، وبعدما حصلت على الدبلوم، وتم تعييني عام 1986 معلم فصل في مدرسة أحمد بن ماجد للتعليم الأساسي في منطقة شعم، لتدريس أربع مواد، هي اللغة العربية والرياضيات والعلوم والتربية الإسلامية».
وأضاف: «عام 1990، انتسبت لجامعة الإمارات، في مركز الانتساب، بشارع الشيخ محمد بن سالم في رأس الخيمة، مقر جامعة الاتحاد القديم، وكنت أعمل في الصباح، وأدرس في الجامعة مساء، كانت فترة صعبة ومرهقة، خاصة في رمضان، حتى تخرجت عام 1994، من كلية التربية تخصص معلم فصل».
محطات تربوية
واصل الزياني: «أكلمت عشر سنوات في التدريس كمعلم فصل، في ثلاث مدارس، هي مدرسة أحمد بن ماجد ومدرسة شعم ومدرسة غليلة، بعدها تمت ترقيتي لمساعد مدير في مدرسة عبدالله بن عمر في منطقة أذن، لمدة ثلاث سنوات، وبعدها نُقلت لمدرسة غليلة مساعد مدير لمدة ثلاث سنوات أخرى، ثم لمدرسة شعم الثانوية لست سنوات».
ولفت إلى أن أول مدرسة تولى منصب المدير بها هي مدرسة الغيل الثانوية، وظل في منصبه 7 سنوات، وكانت تبعد عن مقر سكنه أكثر من 90 كيلومتراً، كما كانت أبعد مدرستين عملت بهما، مع مدرسة أذن، وبعدها جرى نقله لمدرسة طنب الثانوية لمدة أربع سنوات، ثم تولى إدارة مدرسة الرمس، الحلقة 2 عاماً واحداً، وبعدها في 2020 نُقلت إلى مركز التقييم للاختبارات الوطنية في رأس الخيمة، التابع لوزارة التربية والتعليم، حيث أواصل عملي إلى الآن.
أجمل المراحل
أوضح الزياني: «طوال مشواري في الميدان التربوي، المرحلة القريبة إلى قلبي هي تلك التي كنت فيها معلم فصل، نظراً للإحساس المباشر بقيمة عطائي وتواصلي مع الطلبة، خاصة في المرحلة الابتدائية، الحلقة الأولى، إذ إن التعامل مع الطلبة الصغار يكون صادقاً وعفوياً، كأنك تتعامل مع أبنائك فعلاً، وكانت العلاقة فيها نوع من الألفة والتراحم، أما السنوات التي قضيتها مساعد مدير ومدير مدرسة، فقد أكسبتني معرفة بالعديد من أفراد المجتمع، سواء كانوا معلمين وإداريين أو أولياء أمور وطلبة، في ظل التنقل خلال مسيرتي التربوية بين مختلف مناطق الإمارة».
التنقل
أكد الزياني، أن التنقل بين المدارس يُكسب المعلم والتربوي خبرات جديدة، ويساعد على تغيير نمط الحياة ككل، وهو مفيد جداً، خاصة للمعلمين، والمدة المثالية للتدريس في مكان واحد هي ستة أعوام، وهي مدة كافية ومناسبة لتقديم وبذل العطاء التربوي في أفضل صوره ومستوياته، والأفضل للمعلم أن ينتقل لبيئة مختلفة، حيث تُكسب المعلم خبرة أكبر وتتوسع معارفه ومداركه، في التعامل مع الطلبة والقضايا التربوية، المتعلقة بهم.
الإخلاص
قال الزياني: «استفادتي من كوني تربوياً كبيرة، سواء في تكوين علاقات مجتمعية، أو فيما نحظى به من الاحترام والتقدير المتبادل في تلك العلاقات، ونصيحتي التي أقدمها للمعلم هي الإخلاص في العمل، وعلى الطالب أن يضع في يقينه أنه سيصبح شخصاً مسؤولاً مستقبلاً، وعليه نقل صورة طيبة لولي أمره».
وأضاف: «نصيحتي للإداريين، هي ضمان العدالة والمتابعة الدورية للمعلمين، والاطلاع على كل ما هو جديد في علم وعالم الإدارة المدرسية والتربوية، والتواصل مع أولياء الأمور، وتكوين علاقات مجتمعية من أجل خدمة الطلبة».
عادي
علي الزياني.. 38 عاماً في خدمة الميدان التربوي
23 سبتمبر 2024
01:40 صباحا
قراءة
3
دقائق
https://tinyurl.com/yt3as6kt