إعداد: عائشة خمبول الظهوري
تعيش طيور نقار الثور في السافانا الإفريقية، إذ تشكل شراكة حيوية مع الحيوانات ذات الحوافر، مثل الثيران والظباء.
تنزع هذه الطيور الحشرات والطفيليات من جلد الحيوانات، وتقدم إليها خدمة النظافة والتخلص من الآفات الضارة، ولكن هذه العلاقة تتجاوز الفائدة الصحية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بواحد من أضخم المخلوقات البرية وأكثرها عرضة للخطر: وحيد القرن الأسود.
في بيئة السافانا، التي يعيث فيها الصيادون غير الشرعيين فساداً، يشكل نقار الثور عيناً ساهرة على سلامة وحيد القرن، فبفضل بصره الحاد ونداءاته التحذيرية المميزة، يمكن لنقار الثور أن يكتشف التهديدات من مسافة بعيدة، سواء كان ذلك أسداً مفترساً أو صياداً بشرياً. عند إطلاقه نداء التحذير «تسييييي»، يستجيب وحيد القرن سريعاً، ما يمكنه من اتخاذ إجراءات وقائية في الوقت المناسب.
أثبتت الدراسات فعالية هذه الحماية، حيث أظهرت الأبحاث التي أجريت في عام 2020 أن وحيد القرن الذي يرافقه نقار الثور يكون أكثر وعياً بوجود البشر مقارنة بنظرائه الذين يتجولون وحدهم. في تلك التجارب، تمكنت الحيوانات من اكتشاف البشر من مسافات مضاعفة بفضل مراقبة الطيور اليقظة، كما أن وجود كل طائر إضافي يزيد من مدى الرؤية بنحو 9 أمتار، ما يعزز من فرص نجاة وحيد القرن.
في المقابل، لا تكتفي طيور نقار الثور بالتغذي على الحشرات فحسب، بل تتغذى أيضاً على دم وقيح الجروح التي تصاب بها الحيوانات من الطفيليات. تظل هذه الجروح مفتوحة بفعل الطيور، لتكون مصدراً دائماً لغذاء غني بالحديد.
عادي
كيف يحمي نقار الثور وحيد القرن من أخطار السافانا؟
25 سبتمبر 2024
21:58 مساء
قراءة
دقيقة واحدة
https://tinyurl.com/3vbv7hta