تعود العلاقات بين دولة الإمارات وأمريكا رسمياً إلى بداية تأسيس الاتحاد عام 1971؛ حيث كانت أمريكا من الدول التي ساندت واعترفت بالاتحاد. وقد استمرت العلاقات بين البلدين منذ ذلك الوقت متسمة بالكثير من التعاون والاستثمار الاقتصادي. وعلى الرغم من المتغيرات والأحداث الدولية التي طرأت على المنطقة العربية، فإن العلاقة كانت قائمة على الصداقة التاريخية.
وقد لعبت شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، دوراً كبيراً ومهماً في بلورة هذه العلاقة وتناميها بشكل كبير، فالواقع أن مواقف الإمارات أضفت على علاقة البلدين الكثير من الاحترام والمصداقية، وقد ترجم ذلك في الانفتاح والتعاون الاقتصادي والتجاري والتكنولوجي في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي وحتى الفضاء وغيرها.
وقد تعززت علاقة الإمارات بأمريكا من خلال المكانة التي حظيت بها في المجتمع الدولي وظهورها على الساحة كدولة حديثة وعصرية تمتلك ثروة نفطية، وقد قدمت نموذجاً سياسياً واقتصادياً متفرداً في التنمية والازدهار. والعلاقات بين الإمارات وأمريكا متسمة بأسس الصراحة والواقعية الرامية إلى تسوية القضايا الدولية والإقليمية العالقة.
هذا الطموح التي أظهرته دولة الإمارات على المسرح الدولي منذ تأسيس الاتحاد أكسبها موقعاً مهماً بالنسبة للدول الكبرى في العالم، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد أكبر قوة اقتصادية حالياً وتتطلع باهتمام خاص؛ لتعميق العلاقة مع الإمارات في مختلف المجالات والميادين وهو نفس الهدف الذي تسعى إليه الإمارات لاستكمال بنيتها الاقتصادية والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي.
وقد كشفت الزيارات المتبادلة الرسمية بين الطرفين رغبة البلدين في تطوير العلاقات وإيجاد مساحات جديدة للتعاون والاستثمار، ومن المؤكد أن هذه العلاقات الثنائية قد اتسعت في الوقت الحاضر، وبالأخص بعد الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى أمريكا؛ حيث هي أول زيارة لرئيس دولة الإمارات إلى واشنطن.
وقد رحبت أمريكا بهذه الزيارة التي بحث من خلالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس الأمريكي جو بايدن علاقات الصداقة التاريخية التي امتدت لخمسة عقود، والشراكة الاستراتيجية في مجالات الاستثمار والتكنولوجيا والفضاء والذكاء الاصطناعي والطاقة ومواجهة التغير المناخي وحلول الاستدامة، وغيرها.
لقد أصبحت الإمارات، من أكبر الأسواق الخليجية بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث تزايد عدد الشركات الأمريكية التي تمارس أنشطتها التجارية في الدولة وتتخذ منها مركزاً رئيسياً وذلك بفضل توفر البنية التحتية التي تشجع على النشاط التجاري.
إن هذه الزيارة التاريخية حتماً سوف تمد جسور التعاون المختلفة بين البلدين، خاصة أن دولة الإمارات، قدمت نموذجاً متطوراً وناجحاً في التنمية والانفتاح على العالم.
https://tinyurl.com/hyvefjxk