عادي
نشأوا في بيئة رقمية ويفرون من الروتين

75 % من جيل «زد» طامحون للاستقلالية بعيداً عن الوظيفة

23:14 مساء
قراءة 3 دقائق

دبي: خنساء الزبير

أثبت الجيل «زد» بشكل متزايد أنه جيل ريادة الأعمال، حيث يرغب أغلبه في إنشاء أعماله الخاص، لكن أحد الخبراء يحذر من أن الأمر ربما لا يكون بهذه البساطة كما يعتقدون.
وفي استطلاع للرأي أجراه بنك «سانتاندير» في المملكة المتحدة شمل 2000 بالغ بريطاني، تبين أن نحو 75% من الجيل زد، وهو الجيل الذي ولد بين عامي 1996 و2012، لديهم طموحات بأن يكونوا رؤساء أنفسهم، وليس لديهم أي نية للعمل بدوام وظيفي طوال النهار.
77 % من الجيل «زد» واثقون بقدرتهم على إطلاق وتشغيل أعمال تجارية ناجحة، ويقول 39% إن كل ما يحتاجون إليه هو هاتف ذكي للقيام بذلك.
وعلى النقيض من ذلك قال أكثر من ثلث أفراد الجيلين «إكس» و«طفرة المواليد»، إن الفرص المتاحة لهم لبدء أعمالهم الخاصة، عندما كانوا صغاراً، كانت أقل بسبب الضغوط التي تدفعهم إلى متابعة التعليم التقليدي والمسارات المهنية.
ويقصد بالجيل «إكس» مواليد الفترة بين عامي 1965 و1980، في حين جيل «طفرة المواليد»، هم من ولدوا بعد الحرب العالمية الثانية، بين عامي 1946 و1964.
أدوات متاحة
أثبت الجيل «زد»، أنه الجيل الأكثر ريادة في الأعمال حتى الآن، وهذا ليس من قبيل المصادفة، فعلى عكس الأجيال السابقة ولد هذا الجيل في العصر الرقمي ونشأ في بيئة غامرة من الرقمية، حيث أصبحت المعلومات والأدوات والاتصالات العالمية على بعد نقرة واحدة فقط.
وهذا التعرض أدى إلى اكتسابهم عقلية الابتكار، لذلك هم ليسوا على استعداد فحسب لبدء مشاريعهم الخاصة، بل إنهم أيضاً في وضع فريد يسمح لهم بالتفوق على الأجيال السابقة، في تحويل الأفكار إلى واقع.
ولأنهم نشؤوا في العصر الرقمي، وشهدوا عدم الاستقرار الاقتصادي، فإنهم يكونون في الغالب غير متقبلين لأنظمة العمل التقليدي الصارمة والقيود الملموسة.
الفرار من الروتين
يتمتع الجيل «زد» بروح المبادرة ووضع الهدف، وتحركه الرغبة في الاستقلالية والحرية والمرونة والحصول على توازن أفضل بين العمل والحياة. ولقي الفيديو صدى لدى المشاهدين الأصغر سناً، وفي التعليقات أبدى بعضهم أسفه على الصعوبات التي يواجهها «التعامل معهم كأطفال» في العمل.
ويتذمر الكثير منهم من قيود وظيفته، التي يعمل فيها، حيث لا يتمكنون أحياناً من مغادرة العمل حتى بعد انتهاء ساعاته، ويشتكي آخرون من الصعوبات التي يواجهونها في مكان عملهم، حيث تتم معاملتهم كالأطفال.
إن ريادة الأعمال تجذب الجيل «زد»، لأنها تتيح لهم إمكانية أكبر للتحكم في عملهم وحياتهم، وفرصاً للابتكار، وإمكانية الاستفادة من مهاراتهم التكنولوجية.
صخرة الواقع
إن القوة الأساسية لهذا الجيل تكمن في أنهم رقميون وسريعون في تبني التقنيات الجديدة، مقارنة بالأجيال الأكبر سناً. وفهمهم الفطري للمنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الناشئة، يجعلهم يتنقلون بسهولة وسط مشهد الأعمال عبر الإنترنت.
ولكن على الرغم من أنه جيل يتمتع بالذكاء والقدرة على التعامل مع التكنولوجيا، فإنهم قد لا يكونون مجهزين بالكامل لإدارة أعمالهم الخاصة، ففي حين أنهم يتمتعون بمزايا معينة، كالبراعة الرقمية والتفكير الإبداعي، فإن الكثير منهم ربما يقللون من شأن متطلبات إدارة الأعمال.
كما أنهم ليسوا على دراية بأن ساعات العمل الطويلة والضغوط المستمرة هي للحفاظ على الربحية، وأن عدم ضمان الأمن المالي، يمكن أن تكون الصخرة التي تتحطم أمامها أحلامهم بتحقيق التوازن بين العمل والحياة، حيث تتعارض متطلبات العمل مع تفضيلات نمط حياتهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/55jwru9a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"