انتقاء المواهب وتبنّيها ليس صعباً جداً، وخاصة في الأنشطة الرياضية، ويكاد لا يخلو نادٍ أو مؤسسة من مواهب رياضية فذة، ومن السهل جداً صقل مهاراتها وتنمية مواهبها إلى حد الاحتراف، لكن الصعوبة في وجود من يؤمن بتلك الكوادر وقدراتها ويتبنّاها فعلاً.
وفي بداية مشوار الموهبة تحتاج لدعم عائلي عالٍ، واستثمار حقيقي في مواهب الفرد خاصة منذ صغره، والتكلفة قد تكون مرتفعة نوعاً ما، إلا أن طريقها للموهوب خاصة ممتع وترى نتائج الاستثمار بوضوح وبشكل سريع، وبعدها تتبناها النوادي والمؤسسات المختصة بكل رياضة، والأمثلة كثيرة تلك التي خطت طريقها للنجاح وكانت بدايتها دعماً أسرياً بحتاً، وآخرها البطل الأولمبي، عمر المرزوقي، بطل قفز الحواجز، الذي عاش منذ طفولته في كنف عائلة تعشق الخيل ووالده بطل أولمبي ووطني سابق في رياضة القفز، فمنذ الصغر حين يتلقى الفرد الدعم اللازم من أسرته وتوفر له كل الإمكانات المتاحة من السهل جداً أن يجد طريقه للفوز.
والأرقام والوقائع في السجلات الرياضية تكفي لأن تكون حجة على قوة إمكاناتنا الوطنية إن فتح لها المجال فعلاً للاحتراف والتمكين، فالوقت حالياً وقت معسكرات وتدريب، وعلى الإدارات الرياضية أن تختار المواهب القادرة على تنمية مهاراتها بإمكانات بسيطة إن توفرت لها، وقرارات صقل مهارات المواهب الوطنية ضروريٌّ أن تكون في كل نادٍ ومؤسسة رياضية وطنية، تؤهل الصغار والمواهب إلى أن تقدّمهم للمسابقات المحلية، وكل مرحلة تتقدم بهم إلى أن تصل بهم إلى مصافّ المسابقات الوطنية الكبرى، وبعدها البطولات الدولية.
وتلك القرارات والتوجهات تحتاج إلى إدارة وطنية تمتلك فكراً رياضياً وطنياً يرى للأمام على مد البصر، ويرفد الوطن كوادر جاهزة ومؤهلة لسنوات قادمة، ولا يقتصر على عدد بسيط، فهناك الكثير من المواهب الرياضية نسمع عنها ونتابع أخبارها، إلا أن مسيرتها تنقطع عن الأخبار حين لا تجد من يتبناها ويعطيها الدافع لأن تتقدم بمواهبها ومهاراتها، وتجدها تضيع بين الإدارات المتوالية للنوادي الرياضية، وللأسف لا تجد حتى دعماً من الأسر، وهنا تبرز أهمية دور الأسرة ورفع وعيها في أهمية الاستثمار بأبنائها وتبني مواهبهم منذ الصغر.
لذلك نحتاج إلى أسر واعية لأهمية الاستثمار في مواهب أبنائها، وإلى إدارات رياضية وطنية تستطيع أن تتولى أمر تأسيس الاستراتيجيات، وتضع الخطط الواضحة لتنمية مهارات رياضيّيها، وتعدّ لسنوات حتى تنتج كوادر رياضية وطنية يشار إليها بالبنان، وبعدها تتوالى عليها المبادرات المجتمعية المشجعة لمواهبهم، وبذلك نؤسس لأجيال متتالية، وفرحة وجود أسماء وطنية في البطولات العالمية.
الفخر كل الفخر بالإدارات الرياضية الوطنية التي أوصلت «الأبطال» لتلك البطولات، ولها كل الشرف والفخر بإنجازاتهم الخالدة والتي تسطر بحروف من ذهب.
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا







