حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن منطقة الشرق الأوسط مهددة ب«السقوط في الهاوية»، وأعرب المسؤول الأعلى عن السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن الأسف لعدم القدرة على «وقف» رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة والضفة الغربية وكذلك في لبنان، بينما اتهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، نتنياهو بجر المنطقة إلى حرب ولا بد من إيقافه، في حين طالبت مصر بإنهاء التصعيد وحذرت من توسيع الصراع.
فقد أعرب غوتيريش، الجمعة، عن قلقه من أن «موجة الصدمة» التي أحدثتها الحرب في غزة تهدد الشرق الأوسط برمته ب«السقوط في الهاوية»، معرباً عن دعمه لمقترح الهدنة الفرنسي-الأمريكي بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني.وأوضح ان «الانفجار واسع النطاق له عواقب لا يمكن تصورها».
وشدد «لا يمكننا السماح بمفاوضات لا نهاية لها كما هو الحال بشأن غزة. علينا أن نمنع نشوب حرب إقليمية بأي ثمن»، مضيفاً «غزة هي مركز العنف وغزة هي المفتاح لوضع حد له». وأشار إلى أن «الحرب في لبنان يمكن أن تؤدي إلى تصعيد جديد يشمل قوى خارجية»، لافتاً إلى الضربة الإسرائيلية التي استهدفت المقر المركزي لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية الجمعة. وقال في هذا السياق: «أؤيد تماماً اقتراح وقف إطلاق النار الموقت الذي من شأنه أن يتيح توصيل المساعدات الإنسانية ويمهد الطريق لاستئناف مفاوضات جادة من أجل سلام مستدام».
والأربعاء دعت الولايات المتحدة وفرنسا، بالإضافة إلى العديد من الدول الأوروبية والعربية، إلى وقف موقت لإطلاق النار لمدة 21 يوماً بين إسرائيل وحزب الله من أجل تجنب خروج الوضع عن السيطرة. لكن نتنياهو بدد الآمال في إبرام هدنة عندما أعلن الجمعة، في الأمم المتحدة أن العمليات الإسرائيلية في لبنان ستستمر «حتى تحقيق جميع أهدافنا».
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الأوروبي بوريل، عن أسفه لعدم وجود أي قوة، بما في ذلك الولايات المتحدة، قادرة على «وقف» نتنياهو في النزاع بغزة ولبنان. وقال لمجموعة صغيرة من الصحفيين في نيويورك «ما نفعله هو ممارسة كل الضغوط الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، لكن لا يبدو أن أحداً يملك القدرة على وقف نتنياهو، لا في غزة ولا في الضفة الغربية».
وأيد بوريل مبادرة وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً في لبنان. وقال بوريل: إن نتنياهو كان واضحاً في أن الإسرائيليين «لن يتوقفوا حتى يتم تدمير حزب الله»، تماماً كما يحدث في الحرب المستمرة منذ قرابة عام في غزة ضد «حماس». وأضاف بوريل: «إذا كان تفسير التدمير هو نفسه ما حدث مع حماس، عندها نحن ذاهبون إلى حرب طويلة».
ودعا المسؤول الأوروبي مرة أخرى إلى تنويع الجهود الدبلوماسية بعيداً عن الولايات المتحدة التي حاولت دون جدوى التوصل إلى هدنة في غزة تتضمن إطلاق سراح الرهائن. وقال: «لا يمكننا الاعتماد على الولايات المتحدة فقط. الولايات المتحدة حاولت مرات عدة، لكنها لم تنجح».
إلى جانب ذلك، دعا وزير الخارجية الأردني الصفدي إلى إيقاف رئيس الوزراء الإسرائيلي، قائلاً: إنه يجر المنطقة إلى حرب شاملة. وقال الوزير للصحفيين في نيويورك: «حان الوقت لمواجهة الحقيقة، والحقيقة هي أن الحرب ستطالنا جميعاً إن لم يتم إيقاف نتنياهو وإيقاف تلك الحكومة».
من جهته، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان لتفادي «حرب مفتوحة»، وندد عبد العاطي، مساء الجمعة، ب«إمعان إسرائيل في توسيع رقعة الصراع»، مجدداً مطالبة تل أبيب بالانسحاب من معبر رفح و«محور فيلادلفيا» الحدودي.
وحمَّل عبد العاطي إسرائيل «المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في غزة والمنطقة، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال». وقال في كلمته، خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن بشأن الوضع في فلسطين: «تل أبيب هي المسؤول الأول والمُباشر عن توسيع رقعة الصراع، ومثلها مثل بقية الدول يجب عليها الالتزام تنفيذ كل قرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية الصادرة منذ بداية الأزمة، وكذلك أحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».
وشدد وزير الخارجية والهجرة المصري على «رفض مصر الكامل لاستهداف المدنيين»، مُديناً «العدوان الإسرائيلي على لبنان»، وأكد «ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته، واتخاذ الإجراءات اللازمة بما يؤدي إلى وقف الحرب الدائرة، وتحقيق وقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار في غزة ولبنان، وتجنيب المنطقة الانزلاق إلى حرب إقليمية مفتوحة».(وكالات)
عادي
الاتحاد الأوروبي يأسف لعدم القدرة على وقف نتنياهو في غزة والضفة ولبنان
غوتيريش يحذر من سقوط الشرق الأوسط في الهاوية
29 سبتمبر 2024
01:21 صباحا
قراءة
3
دقائق
https://tinyurl.com/2p9h9u6j