عادي

العادات السيئة المؤثرة على صحة القلب

19:30 مساء
قراءة 6 دقائق

د.محمد صلاح مصيلحي

هناك العديد من العادات السيئة التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة القلب، بما فيها اضطرابات النوم، مثل الأرق وانقطاع التنفس أثناء النوم، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والسمنة والسكري، وكلها عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب. يمكن أن يؤدي سوء نوعية النوم ومدته إلى زيادة هرمونات التوتر، مما قد يساهم في حدوث مشاكل في القلب.
بالنسبة لي، يعد التدخين من أهم عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، فهو يدمر بطانة الشرايين، مما يؤدي إلى تراكم المواد الدهنية (تصلب الشرايين) و تضييق الشريان. وهذا يمكن أن يسبب الذبحة الصدرية، والنوبات القلبية، أو السكتات الدماغية. يزيد التدخين أيضاً من خطر الإصابة بجلطات الدم، التي يمكن أن تمنع تدفقه إلى القلب.
حتى لو كان المريض لا يدخن، فإن التعرض للتدخين السلبي يمكن أن يضر قلبه أيضاً. التدخين السلبي يمكن أن يسبب سرطان الرئة وأمراض القلب والسكتة الدماغية. وقد يزيد أيضاً من خطر الإصابة بأنواع أخرى من السرطان ومرض الانسداد الرئوي المزمن(COPD).
أنصح مرضاي دائماً الالتزام بنظام غذائي صحي فهوعامل تمكين رئيسي لصحة الجسم والعقل. الغذاء له تأثير كبير على صحة القلب، فالأطعمة المصنعة مثل وجبات الميكروويف أو أي شيء يحتوي على سكر مكرر تضر بصحة القلب، خاصة عند تناولها بكميات كبيرة. تعمل الدهون المشبعة والمتحولة على رفع مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) ، أو الكوليسترول الضار، وانخفاض مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) ، وهو الكوليسترول الجيد.
لا تتأثر صحة القلب بالكوليسترول فحسب، لأن استهلاك الكثير من السكر المضاف سواء كان في المشروبات الغازية والبسكويت أو الأطعمة المصنعة يشكل عامل خطر رئيسياً للإصابة بأمراض القلب. ويمكن أن يؤدي تناول السكر المضاف إلى ارتفاع ضغط الدم، والإصابة بالالتهابات في الجسم وزيادة الوزن، ناهيك عن الإصابة بمرض السكري وأمراض الكبد الدهنية وجميع الحالات التي يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بنوبة قلبية.
نصائح
أمراض القلب هي سبب الرئيسي للوفاة ولا يمكننا تغيير بعض عوامل الخطورة، مثل السيرة المرَضية للعائلة أو نوع الجنس عند الولادة أو العمر، لكن هناك العديد من الخطوات الأخرى التي يمكنها مرضانا من خلالها تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
إن ممارسة النشاط البدني لمدة 30 إلى 60 دقيقة على الأقل يوميّاً يمكن أن تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب. كما تساعد الأنشطة البدنية في التحكم في الوزن. وتقلل أيضاً من احتمالات الإصابة بحالات مرَضية أخرى قد تسبب إجهاداً للقلب.
دائماً ننصح مرضانا باتباع نظام غذائي صحي في حماية القلب وتحسين ضغط الدم ومعدل الكوليسترول والحد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. لهذا السبب، تنصح جمعية القلب الأمريكية بألا يستهلك البالغون أكثر من 150 سعرة حرارية (أي حوالي 9 ملاعق صغيرة أو 36 غراماً) من السكر المضاف يومياً. تشمل خطة النمط الغذائي الصحي المفيد لصحة القلب ما يلي:الخضروات والفواكه،
الفول أو البقوليات الأخرى، اللحوم والأسماك خفيفة الدهن، مشتقات الحليب قليلة الدسم أو منزوعة الدسم، الحبوب الكاملة، الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو.
يمكن أن يكون إنقاص الوزن، ولو بقدر قليل، مفيداً للصحة. وخفض الوزن بنسبة 3% إلى 5% فقط يمكن أن يساعد في تقليل بعض الدهون في الدم التي تسمى الدهون الثلاثية، وكذلك خفض نسبة السكر في الدم. كما يساعد إنقاص المزيد من الوزن على خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول.
إن الحصول على نوعية نوم جيدة مهم، حيث يحتاج معظم البالغين سبع ساعات من النوم على الأقل كل ليلة. من المهم إبلاغ طبيب القلب إذا شعر المريض بأنه ينال قسطاً كافياً من النوم لكنه لا يزال يشعر بالتعب خلال اليوم. يجب عليه في هذه الحالة الخضوع لتقييم للتأكد من عدم وجود انقطاع النَّفَس الانسدادي النومي، فهذه حالة يمكنها أن تزيد من خطورة تعرضه للإصابة بأمراض القلب. تشمل أعراض انقطاع النفس الانسدادي النومي الشخير الصاخب وتوقف التنفس لفترات قصيرة أثناء النوم، والاستيقاظ من النوم وهو يحاول جاهداً أن يتنفس. وقد يشمل علاج هذه الحالة فقدان الوزن إذا كان المريض مصاباً بزيادة الوزن. وقد يتضمَّن أيضاً استخدام جهاز لإبقاء مجرى الهواء مفتوحاً أثناء النوم، وهو يسمى جهاز الضغط الموجب المستمر في مجرى التنفس.
نرى في العيادات حالات كثيرة من مرضى يشكون من ارتفاع ضغط الدم و قد يكون التوتر المستمر المسبب الرئيسي . يواجه بعض الأشخاص أيضاً التوتر بطرق غير صحية، مثل الإفراط في تناول الطعام أو التدخين. في حال الشعور بفقدان السيطرة على التوتر الشديد، يجب على الشخص الخضوع لفحص طبي، فقد يرتبط التوتر المستمر بأمراض نفسية، مثل القلق والاكتئاب. كما ترتبط هذه الأمراض أيضاً بعوامل الخطورة المسببة لأمراض القلب، ومنها ارتفاع ضغط الدم وانخفاض معدل تدفق الدم إلى القلب.
يمكن لارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول أن يؤديا إلى تضرر القلب والأوعية الدموية، ولكن إذا لم تخضع لفحوصات لهذه الحالات المرَضية، فمن المرجح ألا تعرف ما إذا كنت مصاباً بها أم لا. لذا من المهم الالتزام بالزيارات المنتظمة لطبيبك، فالاختبارات المسحية يمكن أن تُعلم المريض بالنتائج وما إذا كان بحاجة إلى اتخاذ إجراء أو لا.
إحدى أهم النصائح كطبيب اختصاص قلب هو الإقلاع تماماً عن التدخين، فدخان السجائر يحتوي على أكثر من 6000 مادة كيميائية منها 100 تعتبر سامة مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالأمراض المتعلقة في التدخين ، كما أن التدخين السلبي يشكل تهديداً كبيراً على الأشخاص المحيطين بالمدخن، سواء من عائلته أو أصدقائه، لأنهم بذلك يستنشقون نفس الدخان الذي يمكن أن يسبب مضاعفات صحية خطيرة لديهم. ويبدأ خطر الإصابة بمرض القلب في الانخفاض في أقل من يوم واحد بعد الإقلاع عن التدخين، وبعد عام ، ينخفض إلى حوالي نصف الخطر المُعرض له الشخص المُدخِن. وأياً كانت المدة التي أمضيتَها في التدخين أو مقدار ما دخنته، فستبدأ في جني الثمار بمجرد الإقلاع عنه.
كمقدم رعاية صحية، أفهم المعاناة التي يواجهها الشخص الذي يتخذ قراراً بالإقلاع عن تدخين السجائر؛ فهي رحلة شاقة لكن هناك العديد من الجهات المختصة التي يمكن أن تقدم له الدعم والمساعدة. هناك العديد من عيادات الإقلاع عن التدخين في الإمارات التي تقدم مجموعة من الخدمات لمساعدة الأفراد على الإقلاع، ومنها:
- العلاج السلوكي، هو تقنية لتحديد المحفزات، وإدارة الرغبة الشديدة، واعتماد عادات صحية لدعم نجاح الإقلاع عن التدخين على المدى الطويل.
- علاجات بدائل النيكوتين مثل لصقات النيكوتين أو علكة النيكوتين أو حبوب النيكوتين.
ويتوفر حالياً للمدخنين الذين قرروا عدم الإقلاع عن التدخين العديد من البدائل الأقل ضرراً مثل التبغ المسخن والسجائر الإلكترونية وأكياس النيكوتين. وعند النظر إلى نتائج الدراسات المتوفرة حول هذه البدائل، نجد، من الناحية العلمية، أن هذه البدائل هي بالفعل تقلل المخاطر مقارنة بالسجائر؛ لأن هذه البدائل لا تحترق على عكس السجائر. وهذا النوع من المنتجات، وتحديداً تلك التي تطور بالاستناد إلى العلم واعتماد معايير الجودة والسلامة، تولد مستويات أقل بكثير من المركبات الكيميائية الضارة مقارنة بتلك التي تولدها السجائر، ويمكن أن تكون أقل ضرراً بالنسبة للمدخنين البالغين الذين يستمرون في التدخين، وعلى الرغم من أنها توفر النيكوتين الذي يسبب الإدمان ولا يعد خالياً من المخاطر.
ويمكننا أن نستمد الإلهام من البلدان المختلفة التي طبقت سياسات الحد من الضرر لتقليل نسبة المدخنين مثل بريطانيا حيث تعترف هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) بأن السجائر الإلكترونية يمكن أن تكون وسيلة مساعدة فعالة للإقلاع عن التدخين فهي تعتبر أقل ضرراً من السجائر التقليدية ويمكن أن تساعد المدخنين على الابتعاد عن التدخين. كما شاركت هيئة الخدمات الصحية الوطنية، جنباً إلى جنب مع هيئة الصحة العامة في إنجلترا (PHE)، في حملات الصحة العامة لتثقيف الناس حول السلامة النسبية للسجائر الإلكترونية مقارنة بالتدخين.
كما تبنت نيوزيلندا السجائر الإلكترونية كبديل أقل ضرراً للتدخين كجزء من حملتهم لتصبح دولة خالية من التدخين بحلول عام 2025، فقد قامت الحكومة بتنظيم بيع وتسويق منتجات السجائر الإلكترونية للتأكد من أنها آمنة وفي متناول المدخنين الذين يريدون الإقلاع عن التدخين.

استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية- مستشفى كلباء

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/m26drn5p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"