بدأت دائرة السياحة والآثار في أم القيوين، أعمال التنقيبات الأثرية لموسم شتاء 2024-2025 في جزيرة الغلة، وهو موقع ساحلي يقع في خور أم القيوين، ويرجع تاريخه إلى العصر الحجري الحديث، منذ ما يقرب من 7 آلاف سنة.
تشارك البعثة الفرنسية في موسم التنقيب الأثري، والذي يعكس أهمية التعاون الدولي والتبادل الثقافي بين الحكومات، وهي خطوة استراتيجية لتعزيز البحث العلمي عن الجزيرة؛ حيث إن أول التنقيبات الأثرية في الجزيرة كان عام 1989 بإشراف بعثة فرنسية واستمرت لمدة ثلاث سنوات متتالية، ومن ثم استؤنف التنقيب في موقع الجزيرة عام 2002 بواسطة البعثة الفرنسية، واستمرت خمسة مواسم متتالية حتى عام 2009.
وقال هيثم سلطان آل علي، مدير عام دائرة السياحة والآثار: «إن أعمال التنقيبات الأثرية تعد جزءاً مهماً من خطتنا الاستراتيجية في الحفاظ على المواقع الأثرية وإدارتها بشكل مستدام للأجيال القادمة وفهم تاريخنا الإنساني».
وتابع: «تأتي هذه الأعمال الحديثة في وقت يشهد فيه القطاع السياحي اهتماماً متزايداً بالمواقع التاريخية والأثرية، من أجل فهم التطور الحضاري الذي شهدته المنطقة بشكل عام وإمارة أم القيوين بشكل خاص».
وأضاف أن «التعاون مع البعثات الأثرية الدولية يعتبر ركيزة أساسية في نجاح منظومة الأعمال التنقيبية، حيث يسهم في استمرار تبادل الخبرات التاريخية والأثرية لتوثيق ودراسة المكتشفات بشكل شامل، ما يعزز قدرتنا على فهم التحولات التاريخية التي مرت بها المنطقة».
من جانبها، قالت رانيا حسين قنومة، القائم بأعمال مدير إدارة الآثار والتراث في الدائرة: «بدأت الدائرة في هذا الموسم بموقع جزيرة الغلة الذي يعد تاريخاً ثريّاً يمتد لآلاف السنين، وتعمل الدائرة خلال هذا الموسم في الجزيرة على دراسة عدة جوانب تاريخية تسهم في بناء فهم أعمق للتاريخ الأثري والإنساني للجزيرة».
وأكدت أن موقع جزيرة الغلة يمتاز بتسلسل طبقي أثري فريد، حيث تضم الجزيرة طبقة أثرية تعود إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد محفوظة بشكل واضح وجيد وهي طبقة نادرة في شبه الجزيرة العربية ما يجعلها مثالية للدراسة والتنقيب، وتمثل هذه الطبقة مرحلة انتقالية بين نهاية العصر الحجري الحديث وبداية العصر البرونزي.
وتشير خطة الأعمال التنقيبية لهذا العام إلى التركيز على دراسة مستوى الألفية الرابعة قبل الميلاد الموجود في الجزيرة، إضافة إلى استكمال أعمال الحفر في منطقة تجمع عظام حيوان الأطوم «بقر البحر» من أجل التحري في العلاقة ما بينها وبين مستوطنة الصيد في الجزيرة، والتي يعود تاريخها إلى الألف الخامس قبل الميلاد، لتحديد ملامح الحياة الاقتصادية للجزيرة وفهم الأنماط الحياتية والشعائر للسكان الأوائل.
يذكر أنه خلال السنوات الماضية لمواسم التنقيبات الأثرية بجزيرة الغلة، اكتشفت دائرة السياحة والآثار أقدم منشأة شعائرية تمثلت في تجمّع لعظام حيوان الأطوم «بقر البحر»، وهو عبارة عن تراكم منظم ومقصود يعود إلى الجزء الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد، ويتألف هذا التراكم من مصطبة مفلطحة تمتد لنحو 10 أمتار مربعة ويتألف من عظام جوالي أربعين أطوماً. (وام)
عادي
بدء التنقيب الأثري للموسم الجديد في جزيرة الغلة بأم القيوين
30 سبتمبر 2024
16:15 مساء
قراءة
دقيقتين
https://tinyurl.com/4r5r8j3r