هبطت أسعار البيتكوين لتبدأ تعاملات، الثلاثاء عند 63673.70 دولار، على الرغم من تلميحات رئيس الفيدرالي جيروم باول بإمكانية خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام.
وبحسب رانيا جول محلل أول لأسواق المال في XS.com، تشير نظرة تاريخية إلى أن بيئات الفائدة المنخفضة غالبًا ما تدعم ارتفاع العملات المشفرة، ومع ذلك، لم ينعكس هذا التفاؤل على السوق حتى الآن، حيث شهدت البيتكوين انخفاضا بنسبة 3.5% خلال الـ 24 ساعة الماضية، جنبا إلى جنب مع تراجع ملحوظ في العملات الرئيسية الأخرى مثل الإيثريوم وسولانا.
وتعتقد رانيا جول أن المستثمرين ينتظرون بيانات اقتصادية إضافية قبل اتخاذ قراراتهم، ما أدى إلى استمرار الضغوط على السوق المشفرة.
وعلى الرغم من هذا التراجع المؤقت، إلا أن احتمالية خفض أسعار الفائدة مستقبلًا قد تكون محفزًا لارتفاع البيتكوين. وترى جول، أنه إذا قامت البنوك المركزية بإجراءات تخفيفية إضافية، فقد يسهم ذلك في زيادة السيولة العالمية وتحفيز الطلب على الأصول ذات المخاطر العالية مثل العملات المشفرة. فالسيناريوهات المماثلة في الماضي كانت تُترجم إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار البيتكوين، مما يعزز التوقعات بأن السوق قد يشهد موجة صعودية قوية مع المزيد من إشارات خفض الفائدة.
- مكاسب سبتمبر
وحققت البيتكوين مكاسب بنسبة 9% على الأقل خلال سبتمبر، متحديًة الاتجاه التاريخي الذي يشير إلى عائدات سلبية خلال هذا الشهر. وبرأيي جول فإن ذلك يأتي في ظل وجود حالتين سابقتين فقط من النمو الإيجابي منذ عام 2013، مما يثير تساؤلات حول قدرة العملة المشفرة على تجاوز التحديات المرتبطة بالتغيرات الموسمية في الأسعار. وتضيف: «هذا الأداء الإيجابي في سبتمبر، من شأنه أن يضع البيتكوين في وضع أقوى لدخول أكتوبر، وهو الشهر الذي يعد تقليديًا أكثر نشاطاً للعملة، حيث شهدت العملة مكاسب في 60% من سنواتها منذ 2013.»
ويشهد السوق حاليا مجموعة من الظروف التي تدعم هذا الاتجاه الصعودي، بما في ذلك السياسات النقدية العالمية التيسيرية، والتي تمثل مناخًا مواتيًا للاستثمارات في الأصول المشفرة، وفقاً لرانيا جول.
- معنويات إيجابية
وبالإضافة إلى ذلك، فإن ضعف الين الياباني وزيادة الاستثمارات المؤسسية في البيتكوين تعززان من فرص استمرار الصعود. ويُظهر التفاعل بين هذه العوامل وجود معنويات إيجابية في السوق، خصوصًا في ظل الانتخابات الأمريكية القادمة التي قد تؤثر على قرارات المستثمرين. وبناءً على ذلك، تتوقع جول أن تبقى الحركة السعرية للبيتكوين متفائلة، خاصة في ضوء دعم الحزبين السياسيين في الولايات المتحدة للعملات المشفرة.
وتعتبر الموسمية عاملًا مهمًا في تحركات السوق - بحسب جول - حيث تُظهر البيانات أن البيتكوين حقق معدل استنفاد متوسط القيمة بنسبة 6.56% في سبتمبر، مما دفع المتداولين إلى اتخاذ مواقف سلبية. ومع ذلك، تشير الاتجاهات الحالية إلى احتمال ارتفاع الأسعار، حيث تُمكن العوامل الخارجية، مثل السياسات النقدية، البيتكوين من مواجهة الضغوط التاريخية. ويبدو أن هناك رغبة متزايدة من المستثمرين في إعادة بناء مراكزهم، مع التركيز على الشراء عند الانخفاضات.
- ارتباط وثيق
فالعملات المشفرة ترتبط ارتباطا وثيقا بالأصول التقليدية مثل مؤشر ستاندرد اند بورز 500 وهذا يعكس مدى تأثير الوضع الكلي الاقتصادي على أسعار العملات المشفرة. كما أن المعنويات الإيجابية التي تميل نحو ارتفاع الأسعار تتعزز من خلال الدعم السياسي المتزايد للعملات المشفرة، مما يعكس تحولًا محتملًا في كيفية تعامل المشرعين مع هذا القطاع.
- تفاعل معقد
ولذلك تجد رانيا جول أن ما يحدث في سوق البيتكوين ليس مجرد انعكاس للعرض والطلب، بل هو نتيجة لتفاعل معقد بين السياسات النقدية والمواقف السياسية والاتجاهات الموسمية. وقد تسهم هذه العوامل في تغيير كيفية تفكير المستثمرين حول البيتكوين، حيث يمكن أن تؤدي التحولات في المعنويات والأسس الاقتصادية إلى تحركات سعرية كبيرة. وتعتقد جول أن تفاؤل السوق بشأن أداء البيتكوين في الأشهر المقبلة يتطلب متابعة دقيقة للتطورات العالمية، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات في الولايات المتحدة.
- 70 ألف دولار
فقدرة البيتكوين على الوصول إلى 70000 دولار تعتمد بشكل كبير على استمرار هذه المحفزات الإيجابية. وبرأيي جول إذا استمرت الظروف الحالية، فإن الانتعاش المتوقع قد يشهد مستويات قياسية جديدة. «مع ذلك، يجب أن يبقى المستثمرون على دراية بالمخاطر المرتبطة بهذا السوق المتقلب، وأن يكونوا مستعدين لمواجهة التحديات المحتملة التي قد تعترض طريق البيتكوين نحو تحقيق أهدافه السعرية. لإن تحقيق المكاسب في سبتمبر يعكس فقط بداية ما قد يكون دورة صعودية قوية في الشهور القادمة، مع تكامل العوامل الفنية والأساسية التي تعزز من فرص نجاح البيتكوين في المنافسة كأصل استثماري رئيسي.»