الشارقة: «الخليج»
نظم بيت الشعر في الشارقة، أمسية لكل من حسين العبدالله من سوريا، و د. مجتبى عبدالرحمن مضوّي من السودان، وحضرها محمد عبدالله البريكي، مدير البيت، قدم الأمسية كاميران كنجو، الذي بدأ الفعالية مرحباً بالحضور.
افتتح القراءات الشاعر حسين العبدالله، الذي اكتنزت نصوصه بالحس المرهف، وقرأ قصيدة: «سفيرٌ من قلبِ أمي»، ليرسم من خلالها صورة لأمه، وقال فيها:
للشمس ِ كرسيٌّ هناك ببيتِنا
فرفاقُ أمي الشمسُ والتنّورُ
وحصيرُها في الحَيِّ كان حَرَمْلكًا
وتغارُ من ذاكَ الحصيرِ قصورُ
وبكفِّها مسكٌ و سَلْ حبلَ الغسيلِ
فلم يزلْ يبكي وفيه عبيرُ
وبَخورُها من دَخنةِ التنورِ يا
باريسُ هل مِن مثلِ ذاك عطورُ؟!
ووَضوءُ أمي حفنتانِ من الفراتِ
لذاكَ يسكنُ وجهَ أمي النورُ
وقرأ قصيدة في المدح النبوي، جاءت فيها إحالات إلى كعب وبردته، بدءاً من عنوانها «ردائي»، مروراً باستخدام اسم «سعاد» الذي كان في مقدمتها، ومما جاء فيها:
حُروفي يا سعادُ اليومَ شهدٌ
فَإنِّي للنبيِّ نذرتُ شِعرَا
سألتُ البدرَ يُقرضني سناهُ
لأجعلَ للقريضِ سناهُ حِبرا
وإذْ بالشمسِ نحويْ قد تدلَّتْ
تُسابقُ يا حبيبُ إليكَ بَدرا
وسافر د. مجتبى عبد الرحمن مضوّي، بالجمهور في رحلة عبر بعض من نصوصه، والتي تراوحت بين أسئلة الذات وتجليات العاطفة، بلغة شعرية حماسية ورقيقة في آن واحد، فيقول:
هي اللغةُ المعدّةُ للتسامي
وتهذيب الملاحةِ في التمني
مفارقةٌ من المعنى الإضافي
ودحرجةٌ إلى المغزى الأجنّ
وتفسيرِ الـ«أحبكِ» حين تعصى
مقاربةُ المُكنّى للمُكنّي
لأنكِ لم تُديري بَعدُ كوناً
من الحفلاتِ قبلي أو لأنّي
كما قدم الشّاعر نصّاً آخر، غاص في طيات حروفه بين الخيال الخصب، ورؤية الشاعر للقصيدة وعلاقته مع الشّعر والشعراء، وقد اتضح ارتباطه بتراثه الشعري العربي، فيقول:
في موسم الشعراءِ قالت برقةٌ
هل تستفيقُ «عكاظُ» من متردّمِ ؟
هل فزّتِ الأعناقُ من متوسّمِ
أم هل عرفت «النحو» بعد توهُّمِ ؟
يا دار برقةَ، ما المقامُ مصرّحٌ
فيه لزفرةِ راحلٍ متأزّمِ
وفي ختام الأمسية كرّم محمد البريكي الشاعرين المشاركين، ومقدم الأمسية.
https://tinyurl.com/mrxmj7hs