عادي

احتدام الصراع في لبنان يحول الانتباه عن غزة ويوقف مفاوضات الرهائن

17:28 مساء
قراءة 3 دقائق
احتدام الصراع في لبنان يحول الانتباه عن غزة ويوقف مفاوضات الرهائن

القاهرة ـ (رويترز)
يخشى فلسطينيون من أن تؤدي الأزمة في لبنان إلى تحول انتباه العالم عن قطاع غزة حيث قُتل العشرات جراء الضربات الإسرائيلية هذا الأسبوع، وأن تتقلص الاحتمالات، الضعيفة بالفعل، للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، بعد مرور عام على بداية الحرب التي دمّرت القطاع.
وأدى تصاعد الصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، على مدى الأسبوعين الماضيين، إلى اشتباكات بين القوات الإسرائيلية وحزب الله داخل لبنان، وفاقم المخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً.
وقال حسام علي (45 عاماً)، وهو من سكان مدينة غزة: «التركيز على لبنان، وهاد يعني إنه حرب غزة طوالة». وأضاف أن أسرته نزحت سبع مرات منذ بدء الصراع بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وقال سامي أبوزهري، المسؤول الكبير في حماس، إن احتمالات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة كانت بعيدة قبل التصعيد في لبنان. ومن شأن مثل هذا الاتفاق أن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، والإفراج عن فلسطينيين معتقلين في سجون إسرائيل.
لكن مع تحوّل الاهتمام إلى لبنان فإن أمد الحرب في غزة قد يطول، حسبما قال أشرف أبوالهول، مدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية.
وقال أبوالهول، إن «الأخطر من كل ذلك ليس في كون التركيز الإعلامي قد انتقل إلى مكان آخر، ولكن في حقيقة أنه لا يوجد أحد اليوم يتحدث عن صفقة أو عن وقف إطلاق نار، وهذا يمنح إسرائيل الحرية لاستكمال تنفيذ مخططاتها وعمليتها العسكرية في قطاع غزة».
* محادثات متوقفة

لم تظهر أي مؤشرات بعد على توقف الهجوم الإسرائيلي على حماس في غزة. وأفاد مسعفون اليوم الخميس بمقتل 99 فلسطينياً على الأقل في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة.
وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، للصحفيين، إن الولايات المتحدة لا تزال تركّز على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، رغم أن حماس «عازفة عن المشاركة» منذ أسابيع.
وقال مسؤولون من حماس ودبلوماسيون غربيون في أغسطس/ آب، إن المفاوضات تعثرت بسبب مطالب إسرائيلية جديدة بإبقاء قواتها في غزة.
وقالت نومي بار يعقوب، الخبيرة في دبلوماسية الشرق الأوسط، في مركز تشاتام هاوس للأبحاث ومقره لندن: «بينما تقول إسرائيل منذ السابع من أكتوبر، إن قدراتها العسكرية مع الضغط على حماس سيُسهمان في إعادة الرهائن إلى ديارهم، فقد رأينا أن ما يحدث هو العكس تماماً».
وأضافت أن الحملة الإسرائيلية المكثفة على جماعة حزب الله «تحوّل الانتباه عن وقف إطلاق النار في غزة؛ لأن التركيز في الوقت الراهن منصبٌّ على محاولة تفكيك أكبر قدر ممكن من الترسانة العسكرية لحزب الله».
وقال مسؤول مطلع على محادثات وقف إطلاق النار في غزة، إن شيئاً لن يحدث حتى بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني؛ «لأنه لا أحد يستطيع الضغط بشكل فعّال على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة».
وأضاف أن حزب الله أراد، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، ربط مقترح وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً مع إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكن إسرائيل رفضت ذلك وتمّ إلغاء المخطط.
ورفض مسؤولون إسرائيليون كبار علناً فكرة وقف إطلاق النار سريعاً مع حزب الله.
وقال مصدران أمنيان مصريان، إن مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، أدى إلى تعقيد فرص الوساطة. وأضافا أن جهود مصر باتت مقتصرة على احتواء أي تصعيد آخر.
* صواريخ
بدأت جماعة حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل في بداية حرب غزة دعماً لحماس، مما أدى إلى إجلاء عشرات الآلاف من السكان الذين تقول إسرائيل، إن عليها أن تعيدهم إلى منازلهم.
وكشفت إحصاءات للحكومة اللبنانية أن نحو 1900 شخص قُتلوا وأُصيب أكثر من تسعة آلاف آخرين، معظمهم في الأسبوعين الماضيين، في لبنان خلال عام تقريباً من الاشتباكات. واضطر من يربون على مليون لبناني إلى النزوح من منازلهم.
لكن أعداد القتلى والجرحى لا تزال تمثل جزءاً صغيراً مقارنة بالأعداد في غزة، حيث تقول وزارة الصحة، إن من لا يقلون عن 41788 فلسطينياً قُتلوا، وأُصيب 96794 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/47m7f542

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"