عادي
قائد استشرف مستقبل دبي

سلسلة «رواد الاتحاد» تضيء على محطات من حياة الشيخ راشد

19:57 مساء
قراءة 4 دقائق
1
محمد المر ود. علي بن تميم وعلي عبيد الهاملي، ود. محمد المنصوري
الكتاب

الشارقة: جاكاتي الشيخ

استضافت مكتبة محمد بن راشد في دبي، الخميس، ندوة لإطلاق كتاب «الشيخ راشد، محطات وصور في الصحافة العربية»، للدكتور محمد المنصوري، وهو ثاني كتاب في سلسلة رواد الاتحاد، التي يصدرها مركز أبوظبي للغة العربية، حيث يرسم الكتاب مساراً لأهم الأحداث التاريخية في مسيرة الشيخ راشد بن سعيد، من خلال تتبع ورصد ما نشر عنه في الصحافة العربية.
حضر الندوة محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة المكتبة، والدكتور علي بن تميم، رئيس المركز، وجمع من المثقفين، وتناول الكلام حول الكتاب خلالها كل من محمد المر، والمؤلف الدكتور المنصوري، والكاتب علي الهاملي، وأدارتها الشاعرة شيخة المطيري.
وفي كلمته الافتتاحية قال الدكتور علي بن تميم: «إننا نجتمع في كنف عَلَم من أعلام الاتحاد، فالمغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد قائد استطاع بحكمته وشخصيته الفذّة ورؤيته المستقبلية أن يخط بحروف مضيئة، حكاية مجد ترافق مع تأسيس دولة الإمارات واتحادها الذي يشكل نموذجاً وحدوياً بارزاً على مستوى العالم، فهو قائد استشرف مستقبل إمارة دبي، وقاد مسيرة التخطيط للبناء المزدهر فيها، والتي نلمس حقيقتها وواقعها اليوم بكل ما فيها من تجليات، وهو واضع اللَّبِنَة الأولى لنهضة إمارة باتت قبلة العالم بأسره، ونموذجاً يقتدى به في فرادة القيادة والتخطيط الناجح، والتطلعات المستقبلية، التي تمكّن الإنسان من خلال بناء قدراته من أن يكون عنصراً فاعلاً في محيطه ومجتمعه».
وأضاف ابن تميم: «يعلم الجميع أن حكاية تأسيس دولة الإمارات كانت ملهمة، حيث تمّت بتضحيات رجالات الدولة الأوفياء، الذين تعاضدوا يداً بيد مع القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبذلوا الغالي والنفيس من أجل بناء دولة، ثروتها الأهم الإنسان، وعمادها العدل والتسامح والاستقرار واللا مستحيل، واستئناف الحضارة».
وحول هذا الإصدار قال ابن تميم: «من منطلق حرصنا على تقدير آبائنا المؤسسين للاتحاد والاستلهام من تجربتهم، وتعريف الأجيال القادمة بمآثرهم، وما صنعت رؤاهم النيرة، حرصنا في المركز، وبالتعاون مع المكتبة على إطلاق سلسلة (روّاد الاتحاد)، التي أردنا لها أن تكون استعادة لتفاصيل هذا التأسيس، والمحطات الخالدة التي مرّت بها هذه المسيرة العظيمة، حيث نحتفي اليوم بالإصدار الثاني من السلسلة متطلّعين إلى استعادة تفاصيل من حكاية تأسيس الوطن».
* تاريخ
أما محمد المر فقد شكر المركز على الجهد الكبير الذي يقوم به، كما شكر المؤلفّ على عشقه لتوثيق تاريخ الإمارات، من خلال بحثه عن المطبوعات المتعلقة بها، وأضاف أن دولة الإمارات ظلّت مُغَيّبة عن المحتويات الصحفية، وذلك نتيجة للاستعمار، وعدم وجود المؤسسات التي تهتم بنشر أخبارها في العالم العربي حينها، حتى حَلّت سنوات الخمسينات، التي شهدت بداية اهتمام الصحافة المصرية واللبنانية بالدولة، رغم أن المطبوعات كانت تتأخر في وصولها للبلاد، فقد تتأخر لمدة أسبوع أو شهر من صدورها، ولكن العديد منها وثّق جانباً مهماً من أحداث الدولة، وقد جمع الأرشيف الوطني الكثير من تلك الوثائق.
وأشار المر إلى أن المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد، كان قليل الظهور في الإعلام، ولكنه كان يطلب من الصحفيين الذين يأتون إلى الإمارات، أن ينزلوا إلى المؤسسات، ما مَكّنهم من جمع مواد كثيرة، ولذلك، فإن جمع تلك المواد في كتاب واحد مهم للشباب للتعرف إلى تاريخ بلدهم، ومهم كذلك للباحثين لأنه مضبوط المصادر والتواريخ، ومن هنا تأتي أهمية هذه السلسلة بشكل عام.
* تجربة
مؤلف الكتاب الدكتور محمد المنصور تحدث عن تجربته في البحث من أجل تأليف هذا الكتاب، مشيراً إلى أن الشيخ راشد بن سعيد كانت لديه إرادة ورؤية ثاقبة للتطوير، فكان لا بد من توثيق تلك الجهود في الصحافة، خاصة في عقدي الخمسينات والستينات، لأنها جزء مهم من تاريخ الدولة، خاصة في فترة الاستكشافات البترولية، التي تمثّل حقبة أساسية في النمو الاقتصادي للبلاد، والتحولات الاجتماعية والثقافية التي شهدتها.
كما تحدث المنصوري عن أبرز التحديات التي واجهته في جمع المادة، وعلى رأسها اختفاء الكثير من أرشيف الصحف المصرية واللبنانية، وتوقف بعضها عن العمل، بالإضافة إلى تدمير معظم أرشيف الصحافة الكويتية أثناء الغزو العراقي.
وفي مداخلته، أكد علي عبيد الهاملي، أن الشيخ راشد كان مُقِلّاً في الظهور الإعلامي، إلا أنه تحدث عن اطِّلاعه على بعض المصادر التي تشير إلى أن عزوف الشيخ راشد عن التصريحات الإعلامية لا يعني عدم اهتمامه بالصحافة، فحين ننظر إلى مسيرة الإعلام في الدولة نجد اهتمامه ظاهراً، فقد صدرت في عهده – من دبي – أول جريدة إماراتية، وصدرت فيها أول مجلة كذلك، رغم وجود بعض المحاولات الفردية، إلا أن مجلة «أخبار دبي» هي أول مطبوعة تصدر في الدولة، والتي توقّفت لتصدر بدلاً منها صحيفة البيان، كما افتتحت أول إذاعة وأول تلفزيون في الدولة في دبي، فكل تلك الإشارات تعطي انطباعاً عن اهتمامه بالإعلام.
* إضاءة
الكتاب الصادر في 149 صفحة من القطع الكبير، يضم مجموعة من مقتنيات الدكتور محمد عبد الله المنصوري، من الصحف والمجلات العربية ذات الصلة بالمغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد منذ توليه مقاليد الحكم في إمارة دبي، ودوره في قيادة عجلة التنمية، وفي محادثات تأسيس الدولة، ويوثق أهم المحطات التاريخية لجوانب من مسيرته، من خلال الأخبار والتحقيقات الصحفية، ودوره القيادي في وضع إمارة دبي على الخريطة الاقتصادية والعمرانية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/49vku95f

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"