«ذا كونفرزيشن»
إن تتبع الحياة البرية في المساحات الشاسعة من رمال الصحراء مهارة تم صقلها على مر القرون من قبل المجتمعات الأصلية في أنحاء العالم، وإن القدرة على قراءة العلامات الدقيقة التي تتركها الحيوانات في بيئة الصحراء القاسية هي شهادة على الارتباط العميق بين هذه المجتمعات والأرض وسكانها.
ومن بين المجتمعات التي أتقنت فن تتبع الحياة البرية في رمال الصحراء السكان الأصليون للمنطقة، فمن خلال معرفتهم الدقيقة بالأرض وكائناتها، أصبحوا قادرين على التنقل عبر المناظر الطبيعية القاحلة بسهولة، والكشف عن عالم خفي يعج بالحياة.
إن تتبع الحياة البرية ليس مجرد مهارة تنتقل عبر الأجيال بين هذه المجتمعات الأصلية، بل إنه أداة حيوية لمراقبة وحفظ النظام البيئي الدقيق للصحراء. ومن خلال فهم تحركات وسلوكيات الأنواع المختلفة من الحيوانات، تتمكن هذه المجتمعات من اكتشاف التغيرات في البيئة وتحديد التهديدات المحتملة لسكان الحياة البرية.
وعلاوة على ذلك، فإن موقع «ذا كونفرزيشن» أفاد بأن المعرفة المكتسبة من خلال تتبع الحياة البرية تسمح لهذه المجتمعات بالمساهمة ببيانات قيمة في مشاريع مراقبة أكبر تهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي للنظام البيئي الصحراوي وفقاً لما نشره موقع «ذا كونفرزيشن»، الصحراوي، ومن خلال العمل بالتعاون مع العلماء والمحافظين على البيئة، يلعب المتتبعون الأصليون دوراً حاسماً في الجهود الجارية لحماية جهود حماية البيئة الصحراوية وإدارتها بشكل مستدام.
وأشار الموقع إلى أن تتبع الحياة البرية في رمال الصحراء يتطلب عيناً ثاقبة ومهارات ملاحظة حادة وفهماً عميقاً لسلوك الحيوان، إذ يتمكن المتتبعون الأصليون من تفسير مجموعة واسعة من العلامات التي تتركها الحيوانات، مثل آثار الأقدام والبراز والنباتات المضطربة، لتجميع قصة عن تحركات الحيوان.
ومن خلال هذه العملية المعقدة من الاستنتاج المتواصل، يستطيع المتتبعون تحديد نوع الحيوان وحجمه وعمره وحتى حالته الصحية. وهذا المستوى من التفصيل يسمح لهم بتتبع الحيوانات الفردية على مسافات طويلة ومراقبة سلوكها بمرور الوقت، ما ما يوفر رؤى قيمة حول ديناميكيات النظام البيئي الصحراوي.
وأوضح أن «مع استمرار تقدم التكنولوجيا، هناك خطر فقدان المعارف والمهارات التقليدية، مثل تتبع الحياة البرية».