عادي

تشخيص «الطُعم حيال الثوي المزمن».. مبكراً أساس العلاج

20:06 مساء
قراءة دقيقتين
1
د.كيان محيدلي

يُعتبر «داء الطُعم حيال الثوي» أحد المضاعفات الخطرة التي يمكن أن تحدث بعد زراعة الخلايا الجذعية الخيفية. ويتأثر عضو واحد أو أكثر بالنوع المزمن من هذا الداء، الأمر الذي يجعل تشخيصه وعلاجه في مراحله المبكرة أمراً بالغ الأهمية لتحسين صحة المرضى ونتائجهم الطبية. وتشير د.كيان محيدلي، استشاري أمراض الدم في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بأبوظبي، إلى أهمية فهم التعقيدات التي ترافق هذا المرض، والعوامل المختلفة التي تسهم في تطوره.
وتوضح أن هذا المرض يحدث عندما يتفاعل الطُعم (الخلايا الجذعية المانحة) ضد المضيف (الخلايا السليمة في جسم المريض) أو يهاجمه، ويُصنّف إلى فئتين هما: «داء الطُعم حيال الثوي الحادّ» الذي يتطور خلال الـ 100 يوم الأولى بعد عملية الزرع، بينما يُمكن أن يظهر «داء الطُعم حيال الثوي المزمن» في أي وقت بعد الزرع، وقد يتأثر عضو واحد بهذا النوع من الداء.
تلفت د.كيان محيدلي إلى أن «داء الطُعم حيال الثوي المزمن» يؤثر في نحو 40 -50% من المرضى الذين يخضعون لزارعة الخلايا الجذعية الخيفية، وتتراوح الأعراض من خفيفة إلى مهددة للحياة.
وتشمل عوامل الخطر التي تؤدي للإصابة بـ«داء الطُعم حيال الثوي» وجود عدم توافق نسيجي مع المتبرع أو تلقي خلايا جذعية من متبرع غير شقيق، ويتعرض المُتلقون الذكور لخطر أكبر إذا كان المتبرع أكبر سناً أو أنثى حاملاً. ويؤدي نوع الخلايا الجذعية المستخدمة دوراً مهماً أيضاً.
توصى د.كيان محيدلي بإجراء فحوص منتظمة لجميع الأعضاء التي يُمكن أن تتأثر بـ«داء الطُعم حيال الثوي المزمن» بعد الزراعة، نظراً لتأثيره المحتمل في أعضاء متعددة في الجسم، وتأخر المرضى غالباً في الإبلاغ عن التغيرات التي يشعرون بها حتى ظهور الخلل الوظيفي. وتشير إلى أن الجلد يُعد الأكثر تأثراً بهذا المرض، إذ تظهر عليه علامات تشريحية وتشخيصية فريدة تُشير إلى الإصابة بداء الطُعم حيال الثوي المزمن وفقاً لتعريف ومعايير التشخيص الخاصة بوكالة معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، وربما يطال العينين أيضاً، حيث يظهر عادةً على شكل التهاب القرنية الجاف، وكذلك الكبد، حيث يظهر على شكل ركود صفراوي وقد يشبه تليّف الكبد الصفراوي الأولي، ويُمكن أن يؤثر في منطقة الأعضاء التناسلية والرئتين والمفاصل واللفافة، ما يتسبب في تقييد حركة المريض.
تذكر د.كيان محيدلي أن تشخيص داء الطُعم حيال الثوي المزمن يتم اعتماداً على القيم المخبرية لعلامات التهاب الكبد، وفحوص وظائف الرئة، ومن خلال الأعراض الشائعة لهذه الحالة في ثمانية أعضاء. ويُصنّف كل عضو من 0 إلى 3 لتحديد شدة الداء التي تتراوح بين خفيفة ومعتدلة وشديدة.
وتؤكد أن تجنب الإصابة بهذا المرض تعتمد على اختيار الطبيب للمتبرع الأنسب للحالة، لأن داء الطعم حيال الثوي قد ينشأ بفعل عدم تطابق الأنسجة بين المتلقي والمتبرع. وتُستخدم الأدوية المثبطة للمناعة لتثبيط نشاط الخلايا التائية للمتبرع، ويتم إعطاؤها قبل وبعد ضخّ الخلايا الجذعية،.
ويُعتبر «داء الطعم حيال الثوي المزمن» السبب الأبرز للأمراض المتأخرة غير الانتكاسية والوفيات اللاحقة (نحو 25%) بعد زرع الخلايا الجذعية الخيفية. ويُمكن أن يُسهم التشخيص السريع والتقييم السريري التفصيلي لهذا المرض في علاجه في مرحلته المبكرة، وتجنب المضاعفات والوفيات الناجمة عنه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/599rbjdt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"