عادي
شاركت في مؤتمر دولي حول الاقتصاد الإبداعي

«دبي للثقافة» تستعرض في طشقند رحلة الإمارة في دعم الإبداع

19:29 مساء
قراءة 5 دقائق
«دبي للثقافة» تستعرض في طشقند رحلة الإمارة في دعم الإبداع


اختتمت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» مشاركتها في المؤتمر العالمي الرابع للاقتصاد الإبداعي الذي استضافته العاصمة الأوزبكستانية طشقند، تحت شعار «الإبداع الشامل: واقع متغير».
وتأتي هذه المشاركة في إطار حرص الهيئة على ترسيخ حضور دبي على الخريطة العالمية، إلى جانب تبادل الخبرات وتوطيد العلاقات مع الهيئات والمؤسسات الدولية العاملة في القطاع الثقافي والإبداعي، واستعراض أفضل الممارسات في الاقتصاد الإبداعي والقطاع الثقافي الذي تعمل «دبي للثقافة» على تعزيزه والدفع باتجاه نموه وازدهاره.
وشهد المؤتمر العالمي الذي نظمته مؤسسة تنمية الفن والثقافة في أوزبكستان، بالتعاون مع وزارة السياحة والاقتصاد الإبداعي في إندونيسيا، ومنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني، مشاركة أكثر من 2000 شخصية مبدعة من مختلف أنحاء العالم.
وتضمن برنامج المؤتمر تنظيم سلسلة من الجلسات وورش العمل والأنشطة والعروض التقديمية التي ناقشت تشكيل مستقبل الاقتصاد الإبداعي، واستكشاف التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تفرضها التقنيات سريعة التقدم، وتطور أنماط الحياة الإبداعية وديناميكيات القوى العاملة، وانتشار الذكاء الاصطناعي وحقوق الملكية الفكرية، ومستقبل التعليم في هذا القطاع الحيوي.
وخلال المؤتمر الدولي، شاركت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، في جلسة حوارية حملت عنوان «كيف تعيد الفنون والثقافة تشكيل الدبلوماسية؟» تحدثت فيها عن تأثير القطاع الثقافي ودوره في تعزيز التعاون العالمي، وتناولت خلالها أهمية الدبلوماسية الثقافية بوصفها أداة فاعلة في توطيد العلاقات الدولية. واستعرضت هالة بدري رحلة دبي الإبداعية، وكيف تمكنت من توظيف أدوات الدبلوماسية الثقافية والقوة الناعمة في مد جسور التواصل مع الثقافات الأخرى وترسيخ مكانتها على الساحة الدولية مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب، إلى جانب ما حققته الإمارة من إنجازات لافتة تمثلت في تصدرها المركز الأول عالمياً في مؤشر الاستثمار الأجنبي المباشر في الصناعات الثقافية والإبداعية، والرابعة عالمياً والأولى إقليمياً في معيار «التفاعل الثقافي» ضمن مؤشر «قوة المدن العالمي»، وفوز الإمارة باستضافة وتنظيم «منتدى المدن الثقافية العالمي 2024» نهاية الشهر الجاري لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذلك المؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف (آيكوم) 2025، وذلك لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، إضافة إلى كونها أول مدينة مبدعة في التصميم بمنطقة الشرق الأوسط ضمن شبكة «اليونسكو» للمدن العالمية المبدعة.
وتناولت هالة بدري في الجلسة تفاصيل «استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي» الهادفة إلى تحويل الإمارة إلى مركز عالمي له بحلول عام 2026، إضافة إلى الجهود التي تبذلها «دبي للثقافة» لإثراء مشهد دبي الثقافي ودعم قوة الصناعات الثقافية والإبداعية، من خلال سلسلة شراكاتها الاستراتيجية مع المؤسسات والجهات الفاعلة في مختلف القطاعات، لتقديم وتطوير مجموعة متنوعة من الخدمات والعروض المبتكرة للمبدعين وأصحاب المواهب ورواد الأعمال، بهدف دعمهم وتمكينهم من العيش والعمل والإنتاج ضمن بيئة ثقافية مرنة، قادرة على فتح الآفاق أمامهم وتحفيز روح الابتكار لديهم.
وخلال الجلسة، سلّطت هالة بدري الضوء على أهمية التعاون مع الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص في مشروع تطوير منطقة القوز الإبداعية التي تُعد من أبرز المشاريع الثقافية التي تشهدها دبي. وبينت ما تمتاز به المنطقة من إمكانات، وما توفره من تسهيلات وفرص وخدمات تلبي متطلبات المبدعين والفنانين والمصممين، وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الذين يتطلعون إلى الاستثمار في مجالات الاقتصاد الإبداعي المختلفة، ما حولها إلى وجهة داعمة للاستثمار وريادة الأعمال. وناقشت أهمية تخطيط رحلة المبدع، وضرورة دعمها بنظام بيئي جيد، بدءاً من التعليم وحتى تأسيس الأعمال والتطور.

جولة
كجزء من مشاركة الوفد في المؤتمر العالمي، قامت هالة بدري يرافقها د. سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب، وشيماء راشد السويدي، مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي، وخلود خوري، مدير إدارة المشاريع والفعاليات، وسارة الباجة جي، مدير قسم الاتصال و التواصل الرقمي، وشما يحيى المهيري، ضابط أول مكتب قطاع الفنون والآداب، بجولة واسعة في مدينة طشقند. شملت الجولة مجموعة من أهم مواقعها الثقافية والتراثية، ومن بينها «راخيموف ستوديو»، المركز الفني العريق المتخصص في صناعة الخزف.
ويعتبر الاستوديو الذي أسسه الخزاف المعروف مخيتدين راخيموف قبل 232 عاماً من أهم مراكز أحياء فنون الخزف الأوزبكي القديم، ويجمع عبر أعماله بين التقاليد والابتكار. واطلع الوفد أثناء زيارته للاستوديو على مجموعة من قطع السيراميك الفريدة التي تبرز إبداعات صناع الفخار الأوزبكيين، وزار أيضاً «مركز الفن المعاصر» الواقع في أحد أحياء طشقند التاريخية، وهو أول مؤسسة في أوزبكستان مخصصة بالكامل للفن المعاصر والحديث، تشرف عليها مؤسسة تنمية الفنون والثقافة التي تسعى من خلاله إلى مد جسور التواصل بين الحرفيين الأوزبكيين المحليين والمبدعين العالميين ودعم وترويج الفن المعاصر داخل أوزبكستان والعالم.
وتجول وفد الهيئة في «مجمع الإمام الخزراتي» الذي يُعد واحداً من أبرز المعالم الإسلامية التاريخية في مدينة طشقند القديمة، ويحتوي على عدد من المباني التاريخية المهمة التي تعكس ثراء التراث الإسلامي التقليدي في أوزبكستان، ومن بينها «مدرسة باراك خان» التي تأسست في القرن السادس عشر، و«مسجد تِليا شيخ» الذي يضم واحدة من أقدم نسخ القرآن الكريم المكتوبة على جلود الغزلان، إضافة إلى مكتبة تحتوي على مجموعة من المخطوطات النادرة.
واطلع الوفد على مجموعة من أبرز منتجات وتصاميم التطريز التقليدي الأوزبكي المعروف بـ«سوزاني»، وذلك خلال زيارته إلى ورشة «سوزاني كاسيمباييفا» التي أسستها الفنانة والحرفية مادينا كاسيمباييفا في 2006، بهدف المحافظة على تقاليد هذا الفن العريق عبر توظيف الحرفيين المحليين. وأسهمت الفنانة التي تتمتع بخبرة واسعة تتجاوز 24 عاماً في هذا الفن، في تدريب أكثر من 500 طالب وتوظيف أكثر من 40 حرفياً محلياً.
وشملت قائمة المواقع الثقافية التي زارها وفد «دبي للثقافة» في طشقند، «مدرسة عبد القاسم الشيخ» التي بنيت في القرن السادس عشر تكريماً للشيخ والمفكر عبد القاسم الذي يُعتبر من العلماء البارزين في المنطقة. وتتميز المدرسة التي تحولت إلى كلية للفنون الجميلة، بتفاصيلها المعمارية الفريدة وقبابها وأبراجها وزخرفتها ذات اللون الزمردي، وتعرض المدرسة تشكيلة واسعة من أعمال الفنانين الجدد في أوزبكستان. وتجول الوفد في أروقة «متحف الفن التطبيقي»، واطلع على مجموعة واسعة من مقتنياته التي ترجع إلى أوائل القرن التاسع عشر، وتتضمن قطعاً من الخزف والمجوهرات، والملابس الذهبية والسجاد، والأعمال الخشبية والآلات الموسيقية وغيرها. وأثناء زيارته لـ«بيت التصوير الفوتوغرافي في طشقند»، تنقل أعضاء الوفد بين مجموعة من المعارض الفنية التي يعرضها البيت، الذي بني في عام 1934 بتصميم من فنانين ومعماريين معروفين في أوزبكستان، وتعرف إلى برامجه وأنشطته المختلفة المتمثلة في تنظيم المسابقات والمعارض والندوات والمهرجانات الفنية المتخصصة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2f6enxnr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"