قبل أقل من شهر على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ترتفع حدة الخطاب السياسي بين المرشحين، الديمقراطية كامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن، والجمهوري دونالد ترامب الرئيس السابق، وبدا كأنهما دخلا حلبة ملاكمة يحاول كل منهما تسجيل النقاط على الآخر قبل الجولة الحاسمة بينهما يوم الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
لجأ ترامب وهاريس إلى مختلف أسلحتهما المتاحة، وتبادلا الاتهامات بـ«الكذب» و«عدم الكفاءة» في محاولة منهما لكسب المزيد من المؤيدين، فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أنهما باتا متقاربين، لذلك لا بأس أن يتبادلا اللكمات تحت الحزام، وهو ما يجيده ترامب من خلال عمله في تلفزيون الواقع من خلال برنامج «المبتدئ» على مدى 16 عاماً، حيث جمع 197 مليون دولار، عندما كان مشرفاً على عروض مصارعة المحترفين الأمريكيين. ولا تزال حادثة الرهان بينه وبين المصارع الأمريكي السابق فينس ماكمان عام 2009 في ذاكرة المشاهدين عندما كسب الرهان وقام بحلق رأس ماكمان كاملاً على مرأى من الجماهير.
في ولاية ويسكنسن (شمال) التي خسر فيها أمام الرئيس بايدن عام 2020، تخلى ترامب عن القفازات وشن حملة شعواء على منافسته كامالا هاريس واتهمها باتباع سياسة «شيوعية»، وأنها «غير كفُؤة بشكل صارخ»، وخاطب الحاضرين بقوله «إنها تريد سرقة ثرواتكم والتخلي عنكم وعن عائلاتكم»، وذكر أن باب التصويت المبكر مفتوح في ويسكنسن، و«أطلب منكم شيئاً واحداً فقط، اخرُجوا وصوّتوا»، ولم ينس أن يتهمها بأنها تريد «إعدام الأطفال» في معرض رفضه للإجهاض الذي يشكل أحد القضايا الرئيسية في الحملة الانتخابية، بحيث يصور نفسه على أنه «حامي النساء»، الأمر الذي استدعى رداً من هاريس واتهمته بـ«الكذب»، وقالت «هذا الرجل نفسه الذي قال يجب معاقبة النساء لأنهن يجهضن».
وفيما تزداد المخاوف من تصاعد الخطاب العدائي خلال الحملة الانتخابية وتجاوزه اللياقات السياسية، فإن المحللين والمتابعين لمجرى الانتخابات يحذرون من خروج الوضع إلى ما هو أسوأ في حال فوز هاريس، وعدم اعتراف ترامب بالنتائج، كما حدث في السادس من يناير/ كانون الثاني عام 2021، عندما حرّض على اقتحام مبنى الكابيتول احتجاجاً على هزيمته أمام الرئيس بايدن، وتحذيره في مارس/ آذار الماضي خلال تجمّع انتخابي في ولاية أوهايو من «حمّام دم» إذا خسر الانتخابات الرئاسية.
الرئيس الأمريكي جو بايدن أعرب عن مخاوفه أيضاً بقوله «واثق بأن الانتخابات ستكون نزيهة، لكن لا أعرف ما إذا كانت ستكون سلمية»، أضاف «أنا قلق بشأن ما سيفعلونه» في تكرار لحادث اقتحام الكابيتول، أو ربما هو أسوأ.
المعركة الانتخابية تزداد ضراوة مع كل يوم يقترب من الخامس من الشهر المقبل، وهي تحوّلت إلى معركة «كسر عظم» في نزال يبدو حتى الآن متساوياً بين خصمين يُعِدّان كل ما لديهما من قوة.. إما الفوز بالضربة القاضية، وإما الفوز بالنقاط.
https://tinyurl.com/3cvcn958