«ذا كونفرزيشن»
في السنوات الأخيرة، شهد مجال علم الفيروسات ثورة من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومن بين الاكتشافات الأكثر حداثة تحديد 160 ألف نوع جديد من الفيروسات لم تكن معروفة من قبل للعلم.
ولطالما كان عالم الفيروسات، ذلك العالم الواسع والمتنوع من الفيروسات التي توجد في بيئتنا، محاطاً بالغموض بسبب القيود المفروضة على أساليب البحث التقليدية. ومع ظهور الأدوات والخوارزميات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، تمكن العلماء من الخوض بشكل أعمق في هذا العالم الخفي واكتشاف كنز من أنواع الفيروسات الجديدة.
ويتميز الذكاء الاصطناعي بقدرته على معالجة وتحليل كميات كبيرة من البيانات بسرعات تفوق قدرات الإنسان بكثير، ومن خلال الاستفادة من خوارزميات التعلم الآلي، تمكن الباحثون من غربلة مجموعات بيانات ضخمة تحتوي على معلومات وراثية من عينات بيئية مختلفة لتحديد تسلسلات فيروسية فريدة، وتستطيع خوارزمياته اكتشاف الأنماط والتشابهات في البيانات الجينية التي قد يكون من المستحيل تقريباً على الباحثين البشر تمييزها يدوياً. ونتيجة لذلك، تمكن العلماء من تحديد وتصنيف آلاف الأنواع الجديدة من الفيروسات، ما ألقى الضوء على التنوع المذهل في عالم الفيروسات.
إن اكتشاف أكثر من 160 ألف نوع جديد من الفيروسات له آثار عميقة على فهم علم الفيروسات والبيئة والصحة العامة. حيث يمثل كل نوع جديد من الفيروسات مصدراً محتملاً للمعلومات الجينية القيمة التي قد تؤدي إلى تطوير علاجات ولقاحات وأدوات تشخيصية جديدة.
ويمكن للعلماء توقع الأمراض المعدية الناشئة والاستعداد لها بشكل أفضل والتي قد تشكل تهديداً للبشر والحيوانات. إن الرؤى المكتسبة من اكتشاف الفيروسات المدعوم بالذكاء الاصطناعي لا تقدر بثمن في المعركة الجارية ضد تفشي الفيروسات والأوبئة.
ومع استمرار الذكاء الاصطناعي في التقدم والتطور، فإن الإمكانات المتاحة لمزيد من الاكتشافات بمجال الفيروسات لا حدود لها تقريباً. ويستكشف الباحثون الآن تطبيقات جديدة للذكاء الاصطناعي في اكتشاف الفيروسات، مثل التنبؤ بالتطور الفيروسي، وتحديد الفيروسات الحيوانية المنشأ المحتملة، وتطوير علاجات مضادة.