أشجار القرم

01:10 صباحا
قراءة دقيقتين

تقدم دولتنا الحبيبة نموذجاً رائداً في تبني استراتيجيات بيئية شاملة ومتكاملة تستند إلى منظومات تشريعية متكاملة ومشاريع ركزت على العمل من أجل تقليل الانبعاثات الكربونية والتوسع في مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة وتوظيف التكنولوجيا في تحقيق هذا الهدف، وتحظى أشجار القرم بمكانة خاصة بالنسبة للدولة كونها تحمي أراضيها الساحلية من التآكل وبمثابة موائل مهمة للأسماك والطيور المهاجرة وتمتص الكربون وهو حل قائم على الطبيعة لعزل الكربون على نطاق واسع.
دولة الإمارات أطلقت في مؤتمر الدول الأطراف (كوب 28 ) تحالف القرم من أجل المناخ، حيث يهدف هذا التحالف إلى دعم وتوسيع مساحات غابات القرم عالمياً كأحد الحلول القائمة على الطبيعة لمواجهة تحدي تغير المناخ وجهود امتصاص وعزل انبعاثات الغازات الدفيئة عالمياً، حيث تسهم أشجار القرم في مواجهة تداعيات التغير المناخي، وتمتلك الإمارات إرثاً قيّماً من الاستدامة وتجربة ثرية في مجال الحفاظ عليها، وكان رائدها الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
وتواصل الدولة تنفيذ مشاريع نثر بذور أشجار القرم باستخدام الطائرات المسيرة في المناطق التي لم تتم زراعتها لضمان نجاح المشروع في تحقيق أهدافه في المستقبل بعد أن نجحت العام الماضي في نثر نحو مليون بذرة شجرة قرم في إطار جهودها للتخفيف من آثار التغير المناخي، حيث يعتبر استخدام الطائرات من دون طيار لزراعتها وسيلة لها مزاياها العديدة نظراً لانخفاض البصمة الوراثية لهذه المنهجية فهي تساهم في تقليل عدد الأفراد المشاركين بالزراعة وتلغي الحاجة إلى نقل الشّتلات.
فأشجار القرم لها قدرة على امتصاص الكربون تصل إلى 4 أضعاف قدرة أشجار الغابات المطيرة في الأمازون، فهي تُعدّ من أكثر النّظم البيئية الساحلية إنتاجية في العالم لإنها توفر مجموعة من الخدمات البيئية والاقتصادية.
وتلعب كذلك دوراً مهماً في حماية سواحل دولتنا من ارتفاع مستويات سطح البحر والعواصف الشديدة وتوفير الموائل الطبيعية للتنوع البيولوجي، وتعمل كأحواض طبيعية للكربون حيث تُمثل الإمارات موطن (60) مليون شجرة قرم وتمتص نحو 43000 طن من ثاني أكسيد الكربون ومع إضافة (100) مليون شجرة قرم سيصل إجمالي المساحة لغابات القرم إلى (483) كيلومتراً مربعاً وستسهم في التقاط نحو (115) طناً سنوياً من ثاني أكسيد الكربون.
وستبقى الإمارات محطة انطلاق نحو العالم أجمع لتغيير بوصلته البيئية نحو عالم خال من التلوث والملوثات ليصبح كوكبنا بمثابة بيئة نظيفة ليسعد الإنسان بالعيش فيه ويحافظ عليه للأجيال القادمة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4nxykh96

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"