عادي
مساعٍ دبلوماسية للتوصل إلى تهدئة شمالاً.. وهدنة في غزة

الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان لا تستثني «اليونيفيل»

00:45 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
سيارات الإنقاذ تهرع إلى مكان غارة إسرائيلية في بيروت
عناصر الدفاع المدني اللبناني ومدنيون موقع غارة إسرائيلية على حي البسطة في بيروت (أ ف ب)
وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو في مؤتمر صحفي بروما حو استهداف "اليونفيل" (أ ب)

بيروت: «الخليج»، وكالات
اتهم وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو مساء، أمس الخميس، إسرائيل بارتكاب «جرائم حرب محتملة» بعد إعلان قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان «اليونيفيل» أنها تعرضت لإطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي، وإصابة اثنين من عناصرها بجروح، واستدعت روما السفير الإسرائيلي لديها، احتجاجاً على هذا الاعتداء، وبينما نددت مدريد بانتهاك إسرائيل الخطير للقانون الدولي، طلبت فرنسا إيضاحات بعد الاعتداء على القوة الدولية. يأتي ذلك وسط معارك شرسة تدور رحاها بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي في مناطق حدودية في جنوب لبنان، بالتزامن مع تجدد الغارات الإسرائيلية على مناطق مختلفة من لبنان، بينما
قال الإعلام العبري إن الهدف في الهجوم الأخير، الذي شنه الجيش الإسرائيلي في منطقة النويري، وسط بيروت، هو وفيق صفا، رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله». ونقلت رويترز عن مصادر أمنية نجاة وفيق صفا من محاولة الإغتيال.
وأعلن الوزير الإيطالي خلال مؤتمر صحفي أن «الأعمال العدائية المتكررة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد مقر اليونيفيل يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب وتمثل بالتأكيد انتهاكات خطيرة للغاية لقواعد القانون الإنساني الدولي». واعتبر الوزير أنه «لا يمكن التسامح» مع إطلاق القوات الإسرائيلية النار على مواقع وتجهيزات عائدة لقوة «يونيفيل»، ما أسفر عن جرح جنديين. وقال كروسيتو الذي استدعى السفير الإسرائيلي في روما إن«هذه الحوادث لا يمكن التسامح معها ويجب أن يتم تفاديها بعناية»، داعياً بحسب بيان للوزارة إلى «خفض التصعيد» في جنوب لبنان و«استعادة القانون الدولي».
وكان كروسيتو استدعى، في وقت سابق السفير الإسرائيلي في روما، ل«الاحتجاج بشدة» على إطلاق النار على القوات الدولية. وقال الوزير الإيطالي، بحسب البيان، بأنه «تواصل مع وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت للاحتجاج، وذكره بشكل صارم بأن ما يحدث قرب القواعد الإيطالية لليونيفيل في جنوب لبنان... هو أمر غير مقبول بالنسبة إلي وبالنسبة للحكومة الإيطالية».
وكانت قوة الأمم المتحدة اتهمت الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على مواقع وتجهيزات تابعة لها في جنوب لبنان، ومن ضمنها برج مراقبة، ما أدّى إلى إصابة اثنين من جنودها بجروح. وأوضحت متحدثة باسم اليونيفيل إن الجنديين من الجنسية الإندونيسية. وأشار بيان اليونيفيل إلى أن جنوداً إسرائيليين أطلقوا النار أيضاً على موقع آخر للأمم المتحدة في رأس الناقورة، فأصابوا مدخل الدشمة، حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون، وألحقوا أضراراً بالآليات ونظام الاتصالات.
واعتبرت الأمم المتحدة أي هجوم متعمد على قوات حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701.
وندّدت وزارة الخارجية الإسبانية بإطلاق القوات الإسرائيلية النار على موقع وتجهيزات عائدة لقوة «اليونيفيل» واصفة هذا التطور بأنّه «انتهاك خطر للقانون الدولي» ومطالبة إسرائيل «بضمان» أمن القبعات الزرق.
كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تتوقع الحصول على«إيضاحات» من إسرائيل بعد الاعتداء على قوة الأمم المتحدة، في حين أعلنت كل من باريس وروما اعتزامهما طلب عقد اجتماع للدول الأوروبية المساهمة في اليونيفيل، وهي إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وأيرلندا.
من جهة أخرى، قالت مصادر أمنية لبنانية، أمس الخميس، إن غارتين إسرائيليتين استهدفتا قلب العاصمة اللبنانية، في استهداف هو الثالث من نوعه لمناطق خارج الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المستهدف من الغارة المسؤول الأمني البارز في «حزب الله» وفيق صفا. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الغارة «استهدفت مبنى بالقرب من مجمّع خاتم الأنبياء في النويري، إضافة إلى غارة أخرى في منطقة رأس النبع بالقرب من مبنى العاملية».
ووقعت الغارة في منطقتين سكنيّتين مكتظّتين.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن هدف الغارة وفيق صفا، وهو مسؤول أمني بارز في «حزب الله». وارتبط اسم صفا إلى جانب المهام الأمنية المتعلقة بأنشطة «حزب الله»، بصفقات التبادل التي نفذها حزب الله وإسرائيل عامي 2004 و2008، وكان ضمن طاقم مفاوضات «حزب الله».
في غضون ذلك، استهدفت غارة جوية إسرائيلية، أمس الخميس، طريقاً يصل بين شرق لبنان ومنطقة حمص في وسط سوريا. وذكرت تقارير إخبارية أن «الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارة جوية استهدفت طريقاً يصل بين سوريا ولبنان قرب بلدة حوش السيد علي في منطقة ريف القصير عند الحدود السورية- اللبنانية»، من دون ورود معلومات عن وقوع ضحايا وإذا ما تسببت الغارة في قطع الطريق.
وبالمقابل، أعلن «حزب الله» أن مقاتليه استهدفوا ودمروا دبابة إسرائيلية أثناء تقدمها عند منطقة رأس الناقورة الحدودية في جنوب لبنان، بعدما تبنى قصف مناطق ومواقع عسكرية في شمال إسرائيل.
وقال الحزب في بيان إن مقاتليه استهدفوا «دبابة إسرائيلية أثناء تقدمها إلى رأس الناقورة بالصواريخ الموجهة، ما أدىّ إلى احتراقها وتدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح». كما أعلن استهداف قوة لجنود الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتها للمرة الثالثة سحب الإصابات من آلية مستهدفة في منطقة رأس الناقورة، بصلية صاروخية. ونفذ الحزب، أمس الخميس عمليات عدة ضد إسرائيل، وسط تصعيد كبير بين الجانبين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bd9nd7xy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"